سورة المرسلات من السّور المكيّة التي نزلت على النّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة عن طريق جبريل -عليه السّلام- باستثناء الآية الثّامنة والأربعين، قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ}، فإنّها مدنيّة، نزلت في المدينة المنوّرة، وهي من سور المفصّل، وعدد آياتها خمسون آية، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة المرسلات.
فوائد من سورة المرسلات
استهل الله تعالى سورة المرسلات بالقسم بملائكة العذاب التي يرسلها على الكافرين، وبالريح التي يُهلك به من يعصي أوامره، والغرض من القسم الإلهي تعظيم شأن المقسم به، مع التأكيد على وقوع جواب القسم الذي يتمثل في البعث والحساب يوم القيامة.
تُصوّر سورة المرسلات العديد من الأهوال التي تقع يوم القيامة، بحيث تتبدل موازين الكون، فتُطمس النجون وتُفرج السموات وتُنسف الجبال.
من فوائد سورة المرسلات أيضًا أنها تتحدث على قدرة الله سبحانه وتعالى وعن والآيات التي تدل علي هذه من خلق الأرضِ وما فيها من آيات وخلق السموات وما فيها، وتشير السورة إلى المصير والعذاب الأليم الذي سيلاقيه المجرمون والكافرين في الآخرة، وتتحدث عن ألوان العذاب الذي سيحل بهم.
في سورة المرسلات تجري مقارنة بين كلا من الكافرين والمؤمنين، ومصير كل فريق منهم، حيث النعيم الذي أعده الله عز وجل للمؤمنين، والعذاب الشديد القاسي الذي أعده الله عز وجل للكفار، وذلك من أجل إظهار غضب الله عز وجل عليهم وتكذيبهم رسله في الحياة الدنيا.
لا بد من الالتفات إلى التّنبيه الإلهيّ التّربويّ لعباده من خلال قول الله تعالى: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}، يخبر الله تعالى عباده من باب التّنبيه بما فعله بالقرون السّابقة، تلك القُرون التي أهلكها الله تعالى، وأهلك معها آخرين، كلُّهم تكبّروا على الله تعالى وعلى رسله، وطغوا، وكذَّبوا الرُّسل، فكان الانتقام الإلهيّ، وهذا ما يفعله الله تعالى بالمكذبين.
إنّ الويلَ الذي وَعَدَ اللهُ به أولئك المكذبين في الدُّنيا سينالهم، مهما طال عليهم الزَّمان، وبَعُدَ الأمد، ومهما تكبَّروا واستكبروا وبَغَوْا، فسوف يفعل الله بهم مثلَ ما فَعل بالقرون التي قبْلَهم، لأنّهم لم يستفيدوا من التّنبيه الإلهي فكانوا كما قال الله تعالى فيهم: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
دروس مستفادة من سورة المرسلات
سورة المرسلات من السورة حادة الملامح، شديدة الإيقاع، وعنيفة المشاهد، إذ تواجه مجموعة من الاستنكارات والاستفهامات والتهديدات، إنّ الدروس المستفادة هذه سورة المرسلات كالآتي:
- من يكذب القرآن الكريم وما جاء فيه لا يمكن أن يصدق بشيء آخر ولن ينفعه النصح؛ لأن القرآن أعظم الكلام بيانًا وإعجازًا وروعة، وهو حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فبالتالي علينا نشر القرآن الكريم والعمل بما جاء فيه في حياتنا كلها.
- على المسلم أن يكون على يقين بكل ما جاء في القرآن الكريم.
- سيعود الإسلام ويهلك الله عز وجل الكافرين ، كما أهلك الكافرين الذين كذبوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته.
- الإيمان بالبعث والحساب والجزاء.
فوائد
إنّ من خصائص الإعجاز البيانيّ في القرآن الكريم، أنّه يقتصد في الألفاظ ويفي بحقّ المعاني، وهاتان الغايتان لا يمكن الجمع بينهما إلّا في لغة القرآن الكريم، فالذي يعمد إلى ادّخار اللّفظ لا شكّ أنّه لا يستطيع أنْ يعبّر عن ما يجول بداخله، فيتوه عن المعنى، ولذلك يصبح اللّفظ هيكلًا بلا لحمٍ، وللوقوف على لمسات بيانيّة في سورة المرسلات، فسيتمّ اختيار لمسة من اللّمسات البيانيّة التي تحدّث فيها الدّكتور السّامرّائي، وهي تكرار قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} في سورة المرسلات.
عادة ما يكون التّكرار للفت النّظر، فمن ينظر في سورة الرّحمن يلاحظ كثرة تكرار قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، فمثل هذه الكلمات يتلذّذ بها الإنسان، وكأنه يُقبّل حروفها مع كل نعمة من نِعَم الله تعالى، فكلّما ذكرت نعمة يذكر بعدها قوله تعالى: {فبأي آلآء ربكما تكذبان}.
وفي سورة المرسلات يلاحظ تكرار قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}، فهذا التّكرار من باب التّهديد، فكلّما يذكر الله تعالى تهديدًا فيعقبه بقوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}، ومن اللّطائف في القرآن الكريم وبالمناسبة قال الله تعالى في الرّحمن: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، فقال في المرسلات: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}.
اقرأ أيضًا:
المصادر: