سورة الأحزاب إحدى سور كتاب الله تعالى المدنية، فقد نزلَت سورة الأحزاب بعد سورة آل عمران، تقع سورة الأحزاب في نهاية الجزء الواحد والعشرين وفي بداية الجزء الثاني والعشرين، رقمُ ترتيبها في المصحف ثلاثة وثلاثون، وعدد آيات السورة ثلاثةٌ وسبعون آية، وهي من سور القرآن المثاني، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة الأحزاب.
فوائد من سورة الأحزاب
- بدأت السورة بتقرير أصل مهم في حياة المؤمن، وهو استشعار القلب لجلال الله، والاستسلام المطلق لإرادته، واتباع المنهج الذي اختاره، والتوكل عليه وحده والاطمئنان إلى حمايته ونصرته وتأييده.
- توجيه المؤمنين إلى عدم طاعة الكافرين والمنافقين، وتحمل ما ينالهم منهم من أذى، والتوكل على الله؛ فهو سبحانه نعم الوكيل، وخير النصير.
- قررت السورة أصلاً مهماً، وهو أن الإنسان لا يملك أن يتجه إلى أكثر من اتجاه واحد، ولا أن يتبع أكثر من منهج واحد، وإلا نافق، واضطربت خطاه، وأضل السبيل. وما دام لا يملك إلا قلباً واحداً، فلا بد أن يتجه إلى إله واحد، وأن يتبع نهجاً واحداً، وأن يدع ما عداه من مألوفات، وتقاليد، وأوضاع، وعادات.
- من فوائد سورة الأحزاب أنها توضح لنا أن الحق فيما شرع سبحانه من أحكام؛ لا ما اتخذه الناس من عادات وأعراف؛ لأنه سبحانه الخبير بما فيه صلاح العباد عاجلاً وأجلاً، فهو سبحانه الذي يقول الحق ويهدي السبيل.
- تضمنت السورة إبطال عادة الظهار، وإبطال عادة التبني، وإبطال آثار المؤاخاة التي تمت في أول الهجرة، وردت الأمر إلى القرابة الطبيعية في الإرث والدين وما إليها.
- قررت السورة أن ولاية النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين أقوى ولاية، ولأزواجه حرمة الأمهات لهم، وتلك الولاية من جَعْل الله، فهي أقوى وأشد من ولاية الأرحام.
- تحريض المؤمنين على التمسك بما شرع الله لهم؛ لأنه أخذ العهد بذلك على جميع النبيين.
- من أهم الفوائد التي تضمنتها السورة التمييز بين المؤمنين والمنافقين. وقد اعتبر المهايمي هذا المقصد من أعظم مقاصد القرآن.
- الرد على المنافقين الذين قالوا أقوالاً شنيعة، قصدوا بها أذى النبي صلى الله عليه وسلم.
- بيان ما أظهره الله من عنايته بنصر المؤمنين على أحزاب أعدائهم من الكفرة والمنافقين في وقعة الأحزاب ودفع كيد المنافقين.
- الثناء على صدق المؤمنين وثباتهم في الدفاع عن الدين، ونعمة الله عليهم بأن أعطاهم بلاد أهل الكتاب الذين ظاهروا الأحزاب، ورد عنهم كيد الأحزاب والمهاجمين.
- تخيير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بين طلب الدنيا، أو طلب الآخرة، وفي ذلك توجيه للمؤمنين إلى إيثار الله ورسوله والدار الآخرة على الحياة الدنيا وزينتها وزخرفها.
- ألمحت السورة إلى فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وفضل آل النبي صلى الله عليه وسلم، وفضائل أهل الخير من المسلمين والمسلمات.
- بينت السورة أن أمر المؤمنين والمؤمنات مرده إلى الله، فليس لهم منه شيء، وليس لهم في أنفسهم خيرة، إنما هي إرادة الله وقدره، الذي يسير كل شيء، ويستسلم له المؤمن الاستسلام الكامل الصريح.
- تعرضت السورة لبعض الأحكام المتعلقة بالعلاقات الزوجية (الطلاق قبل المساس).
- جاءت سورة الأحزاب من أجل تنظيم علاقة المسلمين ببيوت النبي وزوجاته، في حياته وبعد وفاته.
- من أبرز الفوائد الفقهية التي تُستنبط من سورة الأحزاب تقرير فرضية الحجاب والجلباب على المرأة المسلمة.
- تشتمل السورة على تهديد المنافقين جراء بثهم الدعايات المغرضة، والأخبار الكاذبة.
- الأمر بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به. وتحريض المؤمنين على ذكر الله، وتنزيهه؛ شكراً له على هديه.
- تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم عند الله وفي الملأ الأعلى، والأمر بالصلاة عليه والسلام.
- تتضمن سورة الأحزاب وعيدًا للمنافقين الذين يأتون بما يؤذي الله ورسوله والمؤمنين. وتحذيرًا لمؤمنين من التورط في ذلك؛ كيلا يقعوا فيما وقع فيه الذين آذوا موسى عليه السلام.
- أوضحت السورة أن علم الساعة شأن من شؤونه سبحانه، لا علم لأحد بها، والتلويح بأنها قد تكون قريباً.
- بيان المسؤولية الملقاة على عاتق الإنسان عموماً، وعلى عاتق المسلم بصفة خاصة، وهي التي تنهض وحدها بعبء هذه الأمانة الكبرى. أمانة العقيدة والاستقامة عليها. والدعوة والصبر على تكاليفها، والشريعة والقيام على تنفيذها في أنفسهم وفي الأرض من حولهم.
فوائد
تناولت سورة الأحزاب الأحكام التشريعيّة التي تربط النّاس ببعضهم البعض، وحدّدت دستورًا كاملًا للمعاملة الأسريّة، كما أبطلت بعض العادات الموروثة كالظهار والتبنّي وغيرها، وبعد التعمّق في حيثيّات السورة وفهم قضاياها، سيتم ذكر الفوائد البيانية في سورة الأحزاب، نزولًا عند ما أوردته الآيات فيما يأتي:
في قوله تعالى: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}، فقد بدأت الآية بظاهر الأمر بالمخاطب للمذكّر {يَقْنُتْ}، وأتبعها {وَتَعْمَلْ} في صيغة المؤنث، وهنا المقصود بالآية هنّ زوجات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، واللمسة البيانيّة تكمن في استخدام الحرف {مَن} وهو حرفٌ يحتمل الجنسين يجوز فيه التذكير والتأنيث.
من الصور الإعجازية البيانيّة العظيمة هي التناسب في السور وربط بعضها ببعض لتكوين منظومة واحدة من القرآن الكريم، وقد تناسبت خواتيم سورة الأحزاب مع بدايات سورة سبأ، قال تعالى في نهاية سورة الأحزاب: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ۚ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}، وقد جاء في بداية سورة سبأ قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}.
في قوله تعالى: {وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ}، اللمسة البيانيّة في جمع الخالات والعمّات، وتفريد الخال والعمّ، وذلك لبيان ما يحلّ له من بنّات عمّه، وهو ليس له إلّا خالٌ واحد، وله عديد الخالات والعمّات، فجاء الجمع على أساس ذلك.
اقرأ أيضًا:
المصادر: