ما هي الفرقة الجهمية

الفرقة الجهمية أو المُعطلّة من الفرق الكلامية التي ظهرت في الربع الأول من القرن الثاني الهجري، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال جوابًا عن سؤال ما هي الفرقة الجهمية وتاريخها ومبادئها وموقف السلف من هذه المبادئ.

ما هي الفرقة الجهمية

ما هي الفرقة الجهمية

الفرقة الجهمية هي إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلى الإسلام، حيث أنها ذات مفاهيم وآراء عقدية خاطئة في مفهوم الإيمان وفي صفات الله تعالى وأسمائه.

ترجع هذه الفرقة في نسبتها إلى مؤسسها الجهم بن صفوان الترمذي، الذي كان له ولأتباعه في فترة من الفترات شأن وقوة في الدولة الإسلامية حيناً من الدهر.

السبب في انتشار الجهمية أن الجهم بن صفوان كان عالما فقيها، ينسب إلى الحنفية في الفقه، ولكنه لشدة اعتنائه بالرأي كان يناظر ويكثر من المناظرة حتى ناظر طائفة من دهرية الهند، ممن يقولون بأن هلاكهم بالدهر لا غيره، ولأنه كان يريد أن يقنعهم بوجود الله، فجرى منه معهم مناظرة، فآل به الأمر إلى نفى الصفات وعطل الرب – عز وجل – من صفاته وآمن بالوجود المطلق.

أصل مقالة التعطيل التي قال بها الجهم بن صفوان ترجع في نهايتها إلى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة الضالين، كما قيل إن أول ظهرت هذه المقالة من جعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل: إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم. (( الفتوى الحموية الكبرى ص 24 ))

تاريخ الفرقة الجهمية

ولد الجهم بن صفوان في الكوفة و نشأ فيها، وهناك صحب الجعد بن درهم بعد قدومه إلى الكوفة هارباً من دمشق و تأثر بتعاليمه. و بعد مقتل الجعد بن درهم على يد خالد بن عبد الله القسري عام 105هـ واصل الجهم نشر أفكاره.

قامت أفكار الجهم بن صفوان على البدع الكلامية والآراء المخالفة لحقيقة العقيدة السلفية متأثراً بشتى الاتجاهات الفكرية الباطلة، وكانت نقطة الانتشار عندما انتقل الجهم بن صفوان إلى ترمذ ـ إحدى نواحى إيران ـ وبدأ الدعوة لمذهبه، فانتشرت عقائده فيها، ثم وجدت لها أتباعاً ومريدين فى نهاوند ـ مدينة من مدن إيران.

لقد كان هؤلاء الجهمية العقبة الكؤود في طريق العقيدة السلفية النقية وانتشارها؛ حيث صرفوا علماء السلف عن نشرها بما وضعوا أمامهم من عراقيل شغلتهم وأخذت الحيز الأكبر من أوقاتهم في رد شبهات الجهمية ومجادلاتهم لهم وخصامهم معهم، وكانت العاقبة الحسنة لأهل السنة والجماعة. (( فرق معاصرة لغالب عواجي 3/1131 ))

يرى بعض العلماء أن هذه الفرقة انحسرت تمامًا، حيث يقال إنها استمرت بعد مقتل الجهم بن صفوان عام 128هـ، لكن مع بداية القرن الثالث بدأت بالانحسار، بينما يميل بعض العلماء والمؤرخون أن الجهمية لم تنته فعلاً، فقد جاء بعدهم من وافقهم في بعض معتقداتهم وأنها لا تزال موجودة حتى الآن.

مبادئ الفرقة الجهمية وموقف السلف منهم

يذهب الجهمية في مسائل العقيدة مثل الصفات إلى النفي، فينفون عن الله – عز وجل – كل الصفات، ويجعلون الصفة الواحدة الموجودة هي صفة الوجود المطلق، ويقولون بشرط الإطلاق.

يُثبت الجهمية الأسماء كدلالات على الذات -أسماء أعلام- ويفسرونها بمخلوقات منفصلة، فيجعلون الكريم هو الذات التي حصل عنها إكرام فلان -يعني يفسرونها بالكرم الذي خلقه الله-، القوي بالقوة التي خلقها الله، العزيز بالعزة التي خلقها الله يعني في الإنسان، في المخلوق يعني من حيث هو، ويجعلون تفسير الأسماء في القرآن وفي السنة يفسرونها بمخلوقات منفصلة.

أما في الإيمان فالجهمية مرجئة، وهم أشد فرق الإرجاء لأنهم قالوا يكفي في الإيمان المعرفة فقط، ففرعون عندهم مؤمن وإبليس عندهم مؤمن، ولم يكفر فرعون عندهم بعدم الإيمان وإنما بمخالفة الأمر، وإبليس لم يكفر بعدم الإيمان؛ بل بمخالفة الأمر، وهكذا، وهذا القول مشهور عنهم في أنه يثبت الإيمان بالمعرفة.

وفي القدر هم جبرية يرون أن الإنسان في أفعاله هو كالريشة في مهب الريح لا اختيار له البتة، هو مجبر على كل شيء، وأنه يفعل به ولا يفعل شيئا.

وفي الغيبيات ينكرون كل ما لا يوافق العقل من أمور الغيب مثل الصراط لأنهم لا يعقلون سير المخلوقات على الصراط بالصفة الواردة في الأحاديث كما يُنكرون الميزان أيضًا.

في الآخرة ينكرون دوام الجنة والنار، يقولون الجنة لا تدوم والنار لا تدوم لأن دوام الجنة والنار ظلم، فتفنى الجنة وتفنى النار معا بخلاف المعتزلة فإنهم يقولون بفناء النار والجنة كدار نعيم وعذاب، لكن التلذذ والألم يبقى، فيستمر التلذذ ويستمر الألم ولا تستمر الدار. (( شرح العقيدة الطحاوية لصالح آل الشيخ ))

نظرًا لما سبق بيانه من أفكار لهذه الفرقة، فقد أفتى علماء ودعاة السلف آنذاك بمروق “الجهمية” من الدين، وقال أبو حنيفة فيه إنه كافر ضال لما بلغه من مخالفاته الكثيرة لعقيدة أهل السنة والجماعة.

ذكر الفقيه ابن قيم الجوزية في قصيدته المعروفة باسم “النونية”، أن خمسمائة من علماء البلدان المختلفة أفتوا بذلك، ما أوجد مسوغًا شرعيًّا قويًّا للأمويين فى شن الحرب عليهم بعد انضمامهم للتمردات التى حدثت فى الولايات الشرقية من الدولة.

اقرأ أيضًا:

من هم الجهمية

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

Exit mobile version