تُعد سورة الكافرون واحدة من سور المُفصّل التي أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل سورة الفيل وبعد سورة الماعون، ونسلط الضوء في هذا المقال على فوائد من سورة الكافرون.
موضوع سورة الكافرون
- تعتني سورة الكافرون بالتركيز على أمر الوحدانية وإثبات العبودية لله وحده.
- تُرشد السورة إلى نبذ عبادة ما سواه من الأصنام وبراءة الرسول ومن معه من المؤمنين من الشِّرك والضلال وعبادة الأوثان وثباتهم على دينهم.
- تتمثل مهمة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله دون إجبار أحدٍ على اعتناق الإسلام، وبالتالي أمرُ الجزاء والحساب مَنوطٌ بالله -سبحانه وتعالى.
- المسلم له طريق واضح المعالم، بيّن الهدف والمقصد، فلا يخبط خبط عشواء، بل يسير بخطًى ثابتة رزينة، لا ارتجاج فيها ولا مرج.
- تعتبر آية “لكم دينكم ولي دين” إعلانًا للمقاطعة والمفاصلة بين المؤمنين، ومَن دونهم مِن الكفار والمشركين؛ لأن هدفهم هو الإبعاد عن الحق.
- عبر القرآن الكريم عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم- بأنه ليس متصفًا بعبادة ما يعبدون، ولا هم عابدون ما يعبد، فكان أحد الوصفين لنفي الوصف الثابت، والآخر لنفي حدوثه فيما بعد.
فوائد من سورة الكافرون
تعريف الكفر
الكفر في اللغة يعني الستر والتغطية والجحود، فهو ضدُّ الإيمان؛ لانعدام وجود- عند الكافر- الإيمان بالله ورسله، سواء كان معه تكذيب، أم لم يكن معه تكذيب، بل مجرد شك وريب أو إعراض أو حسد، أو كبر.
هناك نوعان من الكفر وهما الكفر الأكبر والأصغر ويوجد بعض الفروق بينهما:
- الكفر الأكبر يُخرجُ من الملة، ويحبط الأعمال، والكُفر الأصغر لا يخرج من الملة ولا يحبط الأعمال، لكن ينقصُها بحسبه، ويعرِّضُ صاحبَها للوعيد.
- الكفرَ الأكبرَ يُخلِّد صاحبه في النار، والكفر الأصغر إذا دخل صاحبه النار فإنه لا يخلَّد فيها، وقد يتوب الله على صاحبه، فلا يُدخله النار أصلًا.
- الكفر الأكبر يُوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبين المؤمنين، فلا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته ولو كان أقرب قريب، وأما الكفر الأصغر فإنه لا يمنع الموالاة مطلقًا، بل صاحبه يُحَبُّ ويُوالى بقدر ما فيه من الإيمان، ويبغض ويُعادى بقدر ما فيه من العصيان.
فضل سورة الكافرون
- ورَدَ في فضل سورة الكافرون أحاديث صحيحة في كتب الحديث التي يُعتَدُّ بها، حيث أنها تعدلُ رُبع القرآن في الأجر لكنها لا تُغني عن قراءة كامل القرآن لحديث”قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ” تعدلُ ثلثَ القرآنِ و”قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ” تعدلُ ربعَ القرآنِ”.
- ممّا جاء في فضل سورة الكافرون استحباب قراءتها في ركعة السُّنة من صلاة الفجر الأولى: “أنَّ رجلًا قام فركعَ ركعتَي الفجرِ فقرأ في الأولَى “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ” حتَّى انقضَتِ السورةُ، فقال النبي: هذا عبدٌ آمنَ بربهِ.
- يدل على فضل سورة الكافرون نزول آية تحريم الصلاة لمن فقد عقله نتيجة تعاطي المُسكِر: “صنعَ لنا عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ طعامًا فدَعانا وسَقانا منَ الخمرِ فأخذَتِ الخمرُ منَّا وحضَرتِ الصَّلاةُ فقدَّموني فقرأتُ “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ” ونحنُ نعبدُ ما تعبدونَ -أيْ قرأ هذا الجزء من السورة خطأً- فأنزلَ اللَّهُ “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ”.
- يُستحب قراءة سورة الكافرون قبل النوم: حيث سأل أحد الصحابة النبي أن يُعلمه شيئًا يقرأه إذا آوى لفراشه فقالَ: اقرأ “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ”؛ فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ.
التسمية ونزول سورة الكافرون
- يرجع السبب في تسية السورة بهذا الاسم إلى ورودُ كلمة الكافرون في آيات السورة كما يُطلق عليها اسم سورة العبادة وسورة الدِّين.
- نزلت سورة الكافرون على الرسول جُملةً واحدةً كغالبية قصار السُّور، ونزلت في جماعةٍ من مشركي قريشٍ حين عرضوا على الرسول كحلٍّ وسط بزعمهم وهو أن يتّبعوا دين محمّد، وفي المقابل هو يتبع دينهم أي يعبدوا الله سنةً ويبعد محمد آلهتهم سنةً وهكذا، فرفض الرسول ذلك العرض، فنزلت السورة وقرأها الرسول عليهم في المسجد الحرام؛ فأيسوا منه.
في نهاية هذا المقال نكون قد استعرضنا فوائد من سورة الكافرون، حيث تعتبر هذه السورة براءة من الشرك، وهي من السور التي تخلو من لفظ الجلالة.
اقرأ أيضًا:
المراجع