سورة الشرح هي إحدى السور المكية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة، وتتعدد أسماء هذه السورة حيث تُسمى الشرح والانشراح وألم نشرح لك صدرك، ويمكن استخلاص فوائد من سورة الشرح حيث أنها تحتوي على سبل سعادة الإنسان.
فوائد من سورة الشرح
السعادة بيد الله وحده
- تبدأ سورة الشرح بقوله تعالى “ألم نشرح” لتؤكد على أن الله وحده هو القادر على سعادة مخلوقاته، فقد خلق الله المعاني كلها وإذا شاء وضع السعادة في قلب مخلوقه، فهو القائل {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ}.
- السعادة موضعها القلب وليس العقل، لذلك قال تعالى “لك صدرك”، والله تعالى هو مقلب القلوب ومصرفها حيث يشاء.
حمل البشرى إلى النبي
- ردت سورة الشرح على ادعاءات المشركين عندما عيّروا النبي وأتباعه من المسلمين بفقرهم وحاجتهم.
- تشتمل سورة الشرح على الكثير من البشارات للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخبره الله بمنزلته العالية التي تظهر من اقتران اسم النبي محمد باسم الله تعالى وما يدل ذلك على رفع المقام.
- يُطمئن الله تعالى نبيه باقتراب النصر على الأعداء حيث يُخبره بأن مع العسر الذي يلقاه المسلمون في مكة اليسر والفرج حتى لا يشعروا باليأس.
- تُوضح سورة الشرح أن الله تعالى قد اختص نبيه بهذه العطايا حيث يقول النبي “سَأَلْتُ ربِّي مسألةً وودِدْتُ أَنِّي لمْ أَسْأَلْهُ، قُلْتُ: يا رَبِّ! كانَتْ قَبلي رسلٌ منهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لهُ الرِّياحَ، ومِنْهُمْ مَنْ كان يُحيي المَوْتَى، وكلمْتُ موسى قال: أَلمْ أَجِدْكَ يتيمًا فَآوَيْتُكَ؟ ألمْ أَجِدْكَ ضالًا فَهَدَيْتُكَ؟ ألمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ؟ أَلمْ أَشْرَحْ لكَ صَدْرَكَ، ووضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ؟ قال: فقُلْتُ بلى يا رَبُّ؛ فَوَدِدْتُ أنْ لمْ أَسْأَلْهُ”.
وجوب التفرغ والإخلاص لله تعالى
- تؤكد سورة الشرح على أن الإنسان يجب عليه أن يتفرغ إلى عبادة ربه بعد الانتهاء من أعماله.
- من أهم ما تنطوي عليه فوائد من سورة الشرح وجوب صرف الوجه والرغبات إلى الله تعالى وحده لأنه هو القادر على تحقيقها.
دروس مستفادة من سورة الشرح
الذنوب تقصم الظهور
- يجب على الإنسان أن يبتعد عن الذنوب التي نهاه الله عنها، وذلك بسبب أنها تقع حائلًا بينه وبين الشعور بانشراح الصدر، ولذلك وصف الله تعالى الوزر بـ {الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ}.
- يوجد ارتباط بين السعادة وبين مغفرة الذنوب، فإذا تخفف الإنسان من ذنوبه، اقترب أكثر من السعادة.
الذكر الحسن يوهب لا يطلب
لا يجوز التصنع من أجل رفع الذكر الحسن، لأن الله تعالى هو من يُعطيه لعباده من أجل استنطاق ألسنة الناس بالثناء على الشخص، ولا شك أن النفس البشرية تطرب للمديح.
لم يخلق الله عسرًا بلا يسر
- عندما يدرك العبد هذه الحكمة الربانية، فمن المستحيل أن ينتاب قلبه اليأس وذلك بسبب يقينه في الله ومعرفته أن الدوائر تدور والأحداث تتغير.
- ليس هناك مشكلة بلا حل أو ضيق إلا ويجب أن يتبعه الفرج، ولكن ما يجب على الإنسان هو البحث عن الحل فقط لما يقع فيه من مشاكل أو هموم.
- في اللحظة التي يشتد فيها الأمر على الإنسان، فإن الله تعالى يُنزّل عليه يسرًا، وجاءت كلمة “يُسرًا” نكرة بينما العسر معرفة، لتدل على أن مع كل عسر يواجهه الإنسان في حياته يُسران.
- لو تأملنا في العسر، سنجد أنه مجرد اختبار من الله لكي يُكفر ذنوب العبد، وبالتالي فإن كل أمر المسلم خير ولكن كل ما عليه هو الصبر حتى تنجلي الغمة ويرتفع العسر.
استثمار أوقات الفراغ
- تُشير آيات سورة الشرح إلى ضرورة أن يكون للإنسان المسلم عمل يشتغل فيه وألا يترك نفسه فريسة لأوقات الفراغ وما تتسبب فيه من فساد للنفس لذلك هناك أمر إلهي متمثل في قوله {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ}.
- يمكن استغلال أوقات الفراغ في الإقبال على عبادة الله تعالى أو في تحصيل العلوم بدلًا من تضييع هذه الأوقات في اللهو ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ : الصِّحَّةُ والفراغُ».
فوائد
- رغم أنه لم يرد أحاديث تختص سورة الشرح بالفضل، إلا أنها مثل سورة البقرة وسورة يس حيث تشرح الصدور كما تمنح الإنسان شعورًا بالطمأنينة.
- تُساهم سورة الشرح في تفريج الهم وتُجدد من طاقة الشخص حيث أنها تبعد عنه الكسل وتدعوه إلى ضرورة العمل والمداومة على العبادة فضلًا عن الثواب الذي يحصل عليه المسلم من قراءتها.
في نهاية هذا المقال نكون قد استعرضنا فوائد من سورة الشرح حيث أنها من السور التي تفتح على الإنسان نوافذ الأمل كما يمكن اتخاذ آياتها دستورًا للتعامل مع الحياة وصعوباتها.
المراجع