تُعدُّ سورة المطففين واحدة من أشهر السورة المكية حيث توجد في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وتشتمل على ست وثلاثين آية، ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى أنها تتحدث عن الفئة من الناس التي تُطفف في الميزان وتتلاعب بالمكاييل، وتتعدد فوائد من سورة المطففين الدينية والتربوية.
فوائد من سورة المطففين
التهديد للمطففين
- تبدأ السورة بالتهديد شديد اللهجة للفئة من الناس التي تُطفف في المكاييل والموازين حيث يقول الله تعالى في مستهل السورة “ويلٌ للمطففين” حتى يمتنعوا عن هذا الأمر ليعم العدل بين الناس.
- كان بعض الناس يعتقد أن التطفيف في الميزان هو إنقاص الوزن عند البيع فقط، ولكن المعنى هو الزيادة عن الوزن إذا اقتضى من الناس والنقصان إذا قضاهم.
- جاءت سورة المُطففين لتُقر واحدًا من المبادئ الهامة في المجتمع ألا وهو التساوي في الحقوق حتى لا يأخذ أحدٌ منهم ما لا يستحق.
- يمكن أن يُفهم التطفيف على جوانب أخرى غير الكيل، فالتطفيف يشمل أيضًا أن يأخذ الموظف حقه كاملًا دون أن يؤدي ما عليه أو ينال الزوج حقوقه من زوجته لكنه يبخسها ما تستحق.
- كان للتهديد الذي استهل به الله عز وجل سورة المطففين بالغ الأثر في المسلمين، حيث كان الناس يقولون عن أهل مكة والمدينة أنهم أفضل الناس كيلًا ووزنًا وأجاب ابن عمر عن ذلك وقال “حقٌ لهم، أما سمعت قول الله “ويلٌ للمُطففين”.
التذكير بالبعث ويوم الدين
- عندما حرّم الله تعالى التطفيف في الكيل وتوعد المطففين بالويل، ذكّر الناس بالبعث حتى يمتثلوا لأوامره ويجتنبوا ما نهاهم عنه فقال “ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون”.
- على الإنسان أن يتعظ عند ذكر البعث ويوم القيامة، ففي هذا اليوم تُوفى كل نفسٍ ما عملت دون أن تظلم مثقال ذرة، وإذا كان الإنسان يرتكب من الذنوب شيئًا، عليه أن يعتبر ويكف عنه خوفًا من السؤال عنه في اليوم العظيم الذي يقوم الناس من قبورهم ليحاسبهم رب العالمين.
دروس مستفادة من سورة المطففين
توضيح مصير الفجار
- يُوضح الله تعالى مآل الفجار فيقول “كلا إن كتاب الفجار لفي سجين” أي أن الناس بعد قيامهم من قبورهم للحساب واطلاعهم على صحائفهم، سيجد الفجارُ كتابَهم في مكانٍ مظلم لما فيه من أعمال سيئة وتعدي على حدود الله.
- كتاب الفجار هو كتاب مُرقوم حيث أنه يحتوي على جميع أفعالهم وأقوالهم دون زيادة أو نقصان، وعندها سيكون الويل لهم على ما كذبوا بآيات الله تعالى رغم أنه حذرهم من يوم الدين وما فيه من أهوال.
- بلغ من جحود هؤلاء الفجار أنهم اعتادوا على الأثم لدرجة أنهم وصفوا كتاب الله تعالى بأنه مختلق وليس إلا أساطير الأولين.
- من أبرز أنواع العذاب التي يتعرض لها الفجار هو حرمانهم من رؤية الله تعالى، فهذا العذاب نفسي يزيد من شعورهم بالخسران بجانب العذاب البدني الذي يتعرضون له في الجحيم.
تبشير الأبرار بالنعيم
- على النقيض من الفجار، يُوضع كتاب الأبرار في مكان ومكانة عالية لما فيه من الصالحات، حيث لا ينقصهم هذا الكتاب حقهم فهو كتاب مرقوم تشهده الملائكة.
- يدخل الأبرار جنات النعيم، ويجازيهم الله بالخير الكثير مثل رؤيته وهم متكئين على الأرائك مع شرب خمر الجنة لدرجة أن علامات النعيم تظهر على وجوههم من فرط الرفاهية التي يحظون بها.
انقلاب الأحوال يوم القيامة
- تنقلب الأحوال يوم القيامة، فبعد أن كان المجرمين هم من يضحكون من المؤمنين ويستهزئون بهم ولا يكفون عن التغامز، يصير حال المؤمنين هو الضحك منهم لتكذيبهم بيوم الدين وتعذيبهم جزاء ذلك.
- اختار الله تعالى لفظ “أجرموا” بدلًا من “كفروا” لأنهم لم يكفروا بالله فحسب، بل تعدوا على حقوق غيرهم بالسخرية منهم مع أنهم لم يرسلوا عليهم حافظين.
- أبرز فوائد من سورة المطففين هي أن ندرك ما يصل إليه الكفار من شعورٍ بالندم في نهاية المطاف، ولكن عندها لا يفيد ندم ولا حسرة، حيث أن الله تعالى سيعاقبهم بأتم العقاب على ما كانوا يفعلون.
فوائد
روعة الترتيب في سورة المطففين
- تحتوي سورة المطففين على الكثير من مظاهر الروعة في الترتيب، فمن كان يكذب بيوم الدين ويُطفف في الكيل كان مصيره أنه يوضع كتابه في أسفل الأرض.
- في قوله تعالى ” الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون” تتكون الآية من ست كلمات وتأتي كلمة يستوفون بعدد سبعة أحرف لأن الآية تدل على الزيادة، بينما في قوله “وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون “، تتكون الآية من خمس كلمات، وتأتي كلمة يُخسرون بستة أحرف لتعلقها بالنقصان.
فضل سورة المطففين
- تتعدد الأحاديث التي تخص سورة المطففين بالفضل الكبير حيث يقول النبي “من قَرأَ سورَةَ المُطَفِّفينَ سقاهُ اللَّه منَ الرَّحيقِ المَختومِ يومَ القيامَةِ”.
- ورد عن الصادق عليه السلام ” من قرأ في الفريضة ويل للمطففين أعطاه الله الأمن يوم القيامة من النار، ولم يرها، يمر على جسر جهنم، ولا يحاسب يوم القيامة”.
في نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على فوائد من سورة المطففين، حيث أنها من السور التي تعلن الحرب على المطففين وتُقسم الناس إلى أبرار وفجار بحسب أعمالهم مع توضيح مصير كل فريق منهم يوم القيامة.
المراجع