أُنزلت سورة الانفطار على النبي- صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، ويبلغ عدد آياتها تسع عشرة آيةً، يمكنك أن تتعرف على فوائد من سورة الانفطار.
فوائد من سورة الانفطار
انفطار السماء من أحداث يوم القيامة
- تشترك سورة الانفطار مع غيرها من السور التي تُوضح أهوال يوم القيامة كما هو معتاد في القرآن المكيّ، ولقد قال الرسول عن هذه السورة “”مَن سَرَّه أنْ يَنظرَ إلى يَومَ القيامةِ، كأنَّه رَأيُ عَينٍ، فلْيقرأْ “إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ”، و “إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ”، و “إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ”.
- يعتبر اسم السورة مخيفًا لأن الانفطار هو أن تنشق السماء وليس هذا فحسب بل سيصدر صوتًا شديد الإزعاج عند انفطارها، ورغم أن الله تعالى خلق السماوات قوية، إلا أنه يأمر يوم القيام بانفطارها وتبدأ الشقوق في الظهور حتى يكون شكل الشق الواحد في السماء مثل شكل فتحة الباب.
اصطدام الكواكب وتساقطها
هناك كواكب عديدة غير الأرض، والكواكب هي عبارة عن أجسام ضخمة مهولة، يمكننا أن ندرك ذلك من خلال النظر إلى اتساع الأرض وكبرها، ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه جعل لكل كوكب فلك يسير فيه منعًا من اصطدام الكواكب ببعضها، ولكن مع مجيء يوم القيامة تتصادم هذه الكواكب وتتساقط واحدًا تلو الآخر.
تفجير البحار بالنيران
تناولت سورة التكوير قبل ذلك مشهد اشتعال النيران في البحار، وتأتي سورة الانفطار لكي توضح الأمر في سرد جديد لمشاهد يوم القيامة حيث تُفجر البحار بمعنى أن جوانبها تُفتح بحيث لا يكون للبحر حدود تُحيط به بسبب اشتعال النار به.
خروج الأجساد من القبور
- تعتبر هذه اللحظة من أكثر اللحظات الصعبة لأنها اللحظة التي يُبعث الناس بعد الموت.
- ليس المقصود بالقبور البناء الذي يُوضع فيه الميت في الأرض فحسب، بل إن القبر يمكن أن يكون بطن الحيوانات أو الأسماك داخل البحر أو الرياح عندما يُحرق جسد الميت ويُلقى رماده في الهواء.
- تخرج كل المخلوقات من قبورها وتعود إلى الله تعالى ليحاسبها، لذلك يبدأ الناس في التجمع بأرض المحشر، وينتقلون بعد أن يشفع فيهم النبي إلى موقف الحساب.
- يعلم الإنسان ما قدّم في حياته الدنيا وما أخّر من أعمال الخير، حيث أن عددًا كبيرًا من الناس يتأخر في التوبة والرجوع إلى الله.
- يأسف الإنسان على تأخير الطاعات، أما إذا كان ما قام بتأخيره معصية، تُعرض عليه المعصية ولكنه ينكرها ويقول أنها عُرضت عليه ولكنه تركها بسبب خشيته من الله تعالى.
دروس مستفادة من سورة الانفطار
غرور الإنسان بكرم ربه
- يُعاتب الله تعالى الإنسان الذي يغتر بكرم ربه، حيث أن الله تعالى ينعم على العباد بالكثير من النعم ويكون جزاء هذا الإحسان أن يكفر الإنسان بالله ويؤخر عبادته ولا يتحرج من معصيته.
- يقول الله تعالى لعبده ما الذي جعلك تغتر بكرم ربك؟ أهذا هو جزاء المعروف؟ ويندهش المتدبر في آيات القرآن من الأسلوب الذي يُعامل به الله تعالى عباده حتى ولو كفروا به.
تذكير الإنسان بنعم الله تعالى عليه
- يُذكر الله تعالى عبده الإنسان بكرمه عليه فهو الذي خلقه ابتداءً ولم يخلقه معوجًا بل خلقه إنسانًا سويًا، ويمكن رؤية ذلك عندما يضع الإنسان يديه بجوار بعضهما ليرى أن اليدين متماثلتان، فليس هناك يد أكبر ولا أطول من يد.
- منح الله تعالى العبد منظرًا حسنًا مُعدلًا، ولما خلق الله تعالى عبده في أحسن صورة، منع الله أن يقوم العبد بالعمليات التجميلية التي فيها من التعدي على صنعة الخالق.
- يسأل الله العبد ” فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ” ليجيب الإنسان نفسه على هذا السؤال عندما ينظر لما حوله من المخلوقات ويرى أنه هو الأحسن صورة والأفضل تركيبًا من سائر المخلوقات.
جميع أقوال وأفعال الإنسان مكتوبة
إذا كان الإنسان يُكذّب بيوم الدين، فإن كل أقواله وأفعاله مكتوبة بواسطة الملائكة التي تحفظه، واستخدم الله تعالى لفظ “حافظين” لتذكير الإنسان بأنه محفوظ بأمر الله، فكيف يجرؤ على معصيته بالإضافة إلى أن مُحاط بالملائكة التي تُدوّن سائر أعماله.
فوائد
مصير الأبرار هو النعيم
ينقسم الناس يوم القيامة إلى قسمين، القسم الأول هم الأبرار وهو من أعطوا لكل صاحب حق حقه، فأدوا ما عليهم من حقوق الله تعالى، وأعطوا للبشر حقوقهم أيضًا فلم يبخسوهم حقهم.
مصير الفجار هو الجحيم
الفاجر هو من يكفر بالله ويصد عن سبيله ولا يكف عن الاستهزاء بما أنزل الله من الآيات، لذلك كان مصيرهم هو الجحيم، حيث يصلونها يوم القيامة دون أن يتخلف واحدٌ من الفجار عن هذا المصير.
الأمر لله وحده يوم الدين
يُكرر الله تعالى يوم الدين أكثر من مرة بسبب ما يشتمل عليه من أهوال، ويُوضح في نهاية السورة أن الأمر يومئذ لله وحده، حيث لا تملك نفسٌ لنفسٍ نفعًا ولا ضرًا.
في نهاية هذا المقال نُشير إلى تعدد فوائد من سورة الانفطار حيث أنها تُنذر العباد من أجل الاستعداد الجيد ليوم القيامة بصالح الأعمال، ولن ينفع الإنسان عندها إلى عمله الذي دوّنته الملائكة الكرام، وإما يكون مصيره هو النعيم أو يدخل النار ويخلد فيها إذا كان كافرًا بالله تعالى.
المراجع