عالم الشّاي الأخضر مليءٌ بالرّوائح والنّكهات الشّهيّة، ويبدأ معظم محبّي الشّاي المبتدئين بتجرب أكياس الشاي الأخضر من ماركات الشّاي الكلاسيكيّة مثل ليبتون، أمّا من يُجرّبون أوراق الشّاي الأخضر فإنّهم يُصدمون بمرارتها الشّديدة؛ وهذا عادة بسبب جودتها المنخفضة، أو لأنّهم لا يعرفون درجة حرارة تحضيرها جيّدًا، ولحسن الحظّ، مع القليل من المعرفة والتّوجيه، يُمكن تحقيق تجربة ممتعة في شرب الشاي الأخضر، وفيما يلي شرح عن أفضل أنواع الشاي الأخضر للتّجريب من بينها.
أساسيّات اختيار الشاي الاخضر
يتّجه الكثير من النّاس إلى الشاي الاخضر لأنّه يشتهر بفوائده الصّحّيّة الواسعة، مثل قدرته على تسريع فقدان الوزن، وقدرته على الوقاية من السّرطان، وفي الواقع يتكوّن الشاي الأخضر من فئة كبيرة من أنواع الشّاي التي يمكن أن تتراوح من الأعشاب والنباتات إلى الأوراق المحمّصة، ويوفّر كلُّ نوع نكهات مميّزة عن غيره، وأكثر البلدان المشهورة بإنتاجه هي الصّين واليابان وأقلُّ منها قليلًا الهند وسريلانكا.
تكون نكهة الشّاي أفضل عندما يكون مصنوعًا من الأوراق الكاملة بدلًا من أكياس الشّاي، ولكنَّ النّاس يتّجهون لها غالبًا؛ لأنّها سهلة الاستخدام، ولكن لسوء الحظّ، تحتوي أكياس الشّاي على أوراق شاي أخضر قليلة الجودة، كما أنّها تمتلئ بالغبار؛ ممّا يؤدّي إلى انخفاض جودة النّكهة، لذلك من الأفضل استخدام أوراق الشاي الأخضر الكاملة بدل الجاهزة، ممّا يوفّر فوائد صحّيّة وطعمًا أفضل .
الشّاي العضويّ هو أيضًا خيار أفضل لأنّه لا يحتوي على موادَّ كيميائيّة ضارّة أو إضافات، ويمكن لهذه الموادّ الكيميائيّة أن تغيِّر من نكهة الشّاي الأخضر النّقيّ، وقد تؤدّي إلى آثار جانبيّة سلبيّة.
أنواع الشّاي الأخضر
شاي سينشا الأخضر (الشاي الأخضر اليابانيّ)
يُعرف أفضل أنواع الشاي الأخضر وأكثرها شعبيّة باسم سينشا، وهو نوع من الشّاي يوجد في أوقات الوجبات في المطاعم في جميع أنحاء اليابان، وهو مرتبط جدًّا بالأحداث الاجتماعيّة والثّقافيّة في اليابان، وتُحضَّر أوراقه على البخار مباشرة للحصول على نكهة لذيذة، ويتميّز شاي سينشا بطعم عشبيٍّ حلو، يحتوي على لمحات من نكهة البطّيخ والصّنوبر، ويُمكن أن تتغيَّر نكهته بناءً على فترة تبخيره؛ إذ إنَّ فترة تبخيره التّقليديّة من 30 إلى 60 ثانية، وتُنتِج شاي سينشا التّقليديّ المسمّى أساموشي، ويكون لونه أصفرًا خفيفًا، وبنكهة غنيّة، وحاليًّا تدوم عمليّات التّبخير لفترة أطول؛ للحصول على لون أغمق ونكهة أقوى.
شاي جيوكورو
هو شاي أخضر فريد من نوعه؛ لأنّه يزرع في الظّلِّ، وتُغطّى نباتاته من ثلاثة إلى ستّة أسابيع قبل أن تُحصَدَ أوراقه للمعالجة، والهدف من وضعه في الظّلِّ هو إجبار الأوراق على زيادة إنتاج الكلوروفيل، والمواد المغذّية الأخرى، ممّا يجعله المفضَّل لدى المهتمّين بصحّتهم، ويجعل طعمه أقوى، ونكهته مماثلة لنكهة الأعشاب البحريّة.
شاي الأرزّ البنّيّ اليابانيّ Genmaicha
إنّه بديل رائع للقهوة، وهو مصنوع من الأرزِّ البنّيّ المطحون، مع أوراق الشّاي الأخضر، وهذا الشّاي محبوب لنكهته اللّطيفة والنّشاط الذي يمدُّ الجسم به، وتُغطّي نكهة الأرزِّ على نكهة أوراق الشّاي الأخضر ممّا يجعله ألذّ.
شاي ماتشا الأخضر
اشتُهِرَ شاي ماتشا الأخضر منذ عقد فقط في أميركا، ولكنّه مشهور في آسيا منذ قرون عديدة، ويُصنَع عن طريق طحن أوراق الشّاي الأخضر الكاملة إلى مسحوق ناعم، ويُوضع في وعاء عميق من الخيزران مع ماء ساخن، لينتُجَ شايٌ أخضر بقوام كريميّ متماسك، ورائحته فائقة الجودة، ومليئة بالنّشاط، وتُزرَع أفضل أنواع شاي ماتشا الأخضر في الظّلِّ، وتُحصد أوراقه وتُجفّف قبل طحنها باستخدام الحجارة، وهو مرتفع الثّمن، ويُشرَبُ مع الحليب المركّز.
شاي لونغ جينغ (شاي التّنين الجيّد)
شاي لونغ جينغ هو أفضل أنواع الشاي الأخضر جودة والأكثر قيمة في الصّين، ويُنتَجُ هذا الشّايُ بعناية، وأسعاره مرتفعة جدًّا، ولكن هناك أنواع بأسعار مقبولة. تُحصَد أوراق شاي لونغ جينغ وتُحمَّص يدويًّا، وتتميّز بأنّها قصيرة ومستديرة، ويجب أن تكون الأوراق خضراء باهتة، أو صفراء فاتحة اللّون ولها طبقة رقيقة من الزّغب، ويأتي بلون أخضر ويُقدِّم نكهة حلوة وجذّابة، وغالبًا ما يوصف بأنّه يُشبه طعم الكستناء والهليون والبازلّاء الحلوة، وهو شايٌ غنيٌّ ومنعش، وأفضل أوراق لونغ جينغ تأتي من حصاد الرّبيع، ويُستَهلَك عادة في أواخر الرّبيع وبداية الصّيف.
شاي مسحوق البارود الصّينيّ
سُميَّ هذا الشّاي بهذا الاسم لأنّ أوراقه تُلفُّ في كرات صغيرة تشبه الرّصاص، ويتميَّز بنكهة القويّة والدّخانيّة، وأنتِجَ هذا الشّاي لأوّل مرّة في عهد أسرة تانغ، التي حكمت الصّين من عام 618 إلى عام 907 للميلاد، ويُصنع باستخدام الآلات، ولكنَّ الأنواع اليدويّة أكثر جودة، ويُنتَجُ شاي مسحوق البارود أيضًا في بلدان أخرى مثل سري لانكا وتايوان، ولكنَّ الشّاي التّايوانيّ يتميّز بنكهة ألذَّ من الصّينيّ، ولكنَّ جودته أقلُّ بقليل من الشّاي الصّينيّ.
المراجع