يتعامل المسلمون مع قدوم هذا الشهر المبارك بشكل مختلف من خلال وضع خطط الاستعداد لرمضان على جميع المستويات واستقابله بحفاوة، فإذا كنت لا تمتلك خطة لاستقبال الشهر المبارك والفوز بكل فوائده؛ فإليك الخطة التالي التي تضمن لك الاستمتاع بكل لحظة في الشهر المبارك.
الاستعداد لرمضان
يعتبر الكثيررون شهر رمضان بمثابة فترة النقاهة التي يتخلصون فيها من جميع سلبياتهم سواء على المستوى الروحاني أو مستوى العادات الصحية في تناول الأطعمة أو المستوى الأسري والعائلي أو على مستوى المسئولية المجتمعية وعمل الخير، لذا يسعى الجميع نحو الاستعداد لرمضان.
الجانب الروحاني
في البداية لابد وأن نتطرق للمستوى الروحاني بناءاً على أن رمضان هو شهر العبادات، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم “أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ”، ومن هذا المنطلق يتوجب علينا وضع خطة تعبد تمكننا من الفوز بفضائل شهر رمضان.
وتبدأ هذه الخطة بالصوم طواعية قبل استهلال شهر رمضان سواء في شهر شعبان أو رجب، وهو ما يؤهلنا للصمود في رمضان بكامل طاقتنا للتعبد، ثم وضع ورد يومي للقرآن والتفكر فيه وليس تلاوته فقط وذلك قد يكون بمعدل 4 صفحات عقب كل صلاة من الفروض الخمس، الحفاظ على الوضوء بشكل دائماً استعداداً للصلاة وعدم التكاسل عنها.
حدد عددا من الأدعية التي تتمني قبولها من الله والإلحاح عليها كل صلاة ووقت الإفطار، تخصيص مبلغ من المال لإتاء الذكاة، تجهيز سبحة للأذكار والاستغفار في الصباح والمساء.
الجانب الصحي والبدني
من المقرر أن يتزامن شهر رمضان المبارك مع فصل الصيف، وهو ما يعني فقد الكثير من السوائل خلال نهار رمضان، فضلا عن حالة الخمول التي يصاب بها البعض نتيجة درجة الحرارة المرتفعة مع نقص الغذاء الذي يمثل مصدر الطاقة.
يتوجب علينا أثناء تجهيز وجبتي الافطار والسحور في رمضان مراعاة الخضروات والفاكهة التي تمتلك كميات كبيرة من السوائل ويحتفظ الجسم بها مثل الخس والبطيخ، بجانب تناول السوائل على فترات خلال فترة الليل لتشبع الجسم بالسوائل اللازمة وتجنب حدوث جفاف.
يفضل اتباع بعض السولوكيات قبل رمضان لتجنب حدوث اضطرابات خلال ساعات الصوم مثل تقليل التدخين قبل بداية الصوم إذا كنت مدخن لتأقلمجسمك على دخول كمية قليلة من النيكوتين يومياً، فضلا عن تناول القهوة بنسبة قليلة للغاية، ومن الممكن صوم بعض الأيام طواعية للتأقلم على يومك قبل تأدية فرض الصيام.
اتباع أساليب صحية في تناول الطعام من خلال تناول وجبات خفيفة عند الإفطار وعلى فترات خلال ساعات الافطار لتجنب حدوث مشاكل في الهضم، ويفضل أيضا تنظيم ساعات النوم للتوفيق بين راحة الجسم وإعطاءه قسط من الراحة اللازمة وتأدية العبادات والأعمال اليومية.
ينصح بالذهاب للطبيب إذا كنت مصاب بأمراض مزمنة مثل السكري لتحديد إذا كنت تستطيع تحمل الصيام في ظل الحرارة المرتفعة أم لا وما هي العادات الصحية الأنسب لك.
الجانب الإجتماعي والأسري
يُعد شهر رمضان من أكثر الأوقات التي يحافظ فيها الناس على الترابط الأسري ومد وصال الود بين أفراد العائلة والأصدقاء والجيران وتفعيل صلة الأرحام، لذا يجب تخصيص وقت للعائلة والأصدقاء في خطتك الرمضانية، وذلك لعمل ولائم الإفطار التي لا تحتاج لتكاليف مرتفعة.
هدفها الأساسي توطيد الود والترابط مع أفراد العائلة والأصدقاء ووضع برنامج مرح يمكن تنفيذه بعد تناول وجبه الإفطار سوياً وتأدية صلاة المغرب جماعة، وذلك من خلال عمل فوازير ومسابقات، أو الخروج في الأماكن الروحانية التي تمتلأ بالأجواء الرمضانية.
أما على مستوى عمل الخير وتأدية مسؤليتك المجتمعية التي يحثنا الله ورسوله الكريم عليها، فمن الممكن أن تجتمع مع أصدقائك وأفراد العائلة وجمع بعض الأموال لشراء الأطعمة والمساهمة في إفطار الصائمين من الفقراء والمساكين.
يمكنك التواصل مع أقرب جمعية خيرية لك ومشاركتهم في الأعمال التطوعية التي يقومون بها، ولا تنسى تخصيص الأموال الخاصة بزكاة المال وفقا للحسبات التي يعلنها دار الإفتاء بناءاً على تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم.