الأطفال منذ سن مبكرة يبدؤن بالتمييز بين الاختلافات الظاهرة الواضحة على من حولهم، مثلًا في كيفية معاملة الأب لابنه الصغير ومعاملته المختلفة للكبير، وأيضًا اختلاف المعاملة بين الطفل المريض والطفل السليم، أو اختلاف يخص العرق والدول، أو اختلاف ديني أيضًا، ويجب في جميع الحالات مع اختلاف النماذج أن نعرفكم على قصص عن تقبل الآخر للأطفال ، لكي يتم تنشئتهم على وجوب تقبل الغير مهما كان مختلفاً، وأن الأفضل عند الله بإيمانه وعمله وأخلاقياته.
قصص عن تقبل الآخر للأطفال
قصة الأخوة الأصدقاء والطفل المنتظر
جلسوا الأخوة الثلاث ينتظرون والدتهم التي ستعود بعد عناء تسع شهور من الحمل والولادة إلى منزلهم الصغير، ومعها المولود الجديد، وقرروا الاحتفال بعودة أمهم وتقديم بعض الأفكار لها لمساعدتها، لكن سريعًا ما أبدت الأخت الصغيرة اعتراضها لأنها لا تريد القيام بذلك.
تحدثت الأخت الوسطى مع أخواتها أن أمهم قد حان وصولها، دخلت الأم على أولادها وقبلوها وقبلوا المولود، وامعنوا النظر إليه وتفحصه عن قرب، ماعدا الأخت الصغرى، ظلت ملازمة حضن والدتها، ثم قالت الأم: لقد اشتقت إليكي كثيرًا يا صغيرتي، قالت الأبنة: لن تتركيني مرة أخرى من أجل أي مولود؟.
بعدما تأكدت من شعور الغيرة المتولد عن ابنتها بالفطرة، قالت الأم: هل تعرفين ياعزيزتي أن المولود الجديد يحبك جدًا، قالت الصغيرة: هو لا يعرف الحديث بعد؟!، قالت الأم: بل يسمع جيدًا وكان يسمع صوت ضحكك ولهوك مع أخوتك وهو في بطني التسعة أشهر، وإذا سمع صوت ضحكتك الآن سيتذكرك على الفور.
واستكملت الأم حديثها إنه طفل صغير يجب رعايته والاهتمام به وأنا مازلت متعبة من أثر الحمل والولادة، وأريد منك أن تنبهوني إذا نسيت شيء من أغراضه، أو لم اهتم به كما يجب، وأريد أن ترتبي معي ملابسه لأني أثق في طريقة تنظيمك وتعجبني جدًا، وستعجبه بالتأكيد، قالت لها الصغيرة: سأفعل يا أمي، وسأقوم أقبل أخي وأذكره بنفسي لكي يسمع صوتي من جديد.
قصة الطفل ذو القامة القصيرة والمباراة
اجتمع الأطفال في النادي لقضاء العطلة الأسبوعية، وهم يلهون سويًا ويستعدون لدخول أرض الملعب جاء إليهم طفل قصير القامة، وابدى رغبته في أن يلعب معهم، لكن سرعان ما تكاتف الأطفال لإخراجه من أرض الملعب، وعدم السماح له بذلك، قالوا له في حدة: لا تلعب معنا فستقوم بإفساد مخطط اللعب ومن الممكن أن نخسر تلك المباراة بسبب.
قال لهم: لقد قمت بالتمرين جيدًا والاستعداد التام لتلك المباراة، وليس لكم شأن بطول قامتي أو قصرها، شأنكم أن أسدد الأهداف وأحقق الفوز لنا جميعًان ضحك الأطفال في سخرية واستهزاء، ذهب الطفل للفريق المنافس، وقال لهم أود الانضمام إلى صفوفكم، فأخذه القائد وقال له أستأذن من المدرب إذا سمح لك فبدل ملابسك سريعًا.
فوافق عليه المدرب بعد ما سدد له عدة هجمات وانبهر بمستوى أدائها المتفوق جدًا، وبدأت المباراة واندهش جميع من في النادي من أن ذلك الطفل يستطيع المشاركة الفعالة في تلك المباراة، مع تحقيقه لبعض الرميات التي تصدر عن المحترفين فقط، وقد تحقق الفوز لفريقه.
ذهب بعد المباراة للفريق الآخر الذي رفضه وقال لهم: أنا لم اكسب المباراة بمفردي كل فريقي مشترك ومتعاون في تحقيق ذلك المكسب الرائع، هم تقبلوني مع اختلافي في هيئتي، ولم يتذمروا مني، لذلك كان هذا دافع عندي لرفع مستوى اللعب وتأدية ذلك على أكمل وجه.
التمايز بيننا في خلقة الله وفي وجود بعض الأمراض لن يقلل منكم أو مني، بل يجب أن يجعلنا يدًا واحدة ومتعاونين، لست أنا سبب خسارتكم لكني كنت سبب في فوزهم.
تربية الأطفال على تقبل الآخر
- النشأة في بيئة متوازنة اجتماعيًا وواعية ثقافيًا يجعل تقبل الآخر أسهل دون تعقيد أو مشاغبات، وهذا هو المناخ الذي يجب أن يعيش فيه الطفل فلا ينشأ على أن يكون منتمي لفريق دون الآخر.
- عدم تقبل الآخر قد يكون شيء طبيعي لهم بسبب الغيرة وحب التملك وحب جذب النظر، فيجب التعامل مع الأطفال بحذر وتحمل تقلباتهم النفسية دون توبيخ غير مبرر.
- يجب التأكيد مرارًا على أن المختلفين كثار وتقبلهم له مردود رائع على الشعور بالرضا والعيش في سلام وأمان.