قصة جحا والحمار وابنه واحدة من القصص الشهيرة في التراث العربي ففيها العديد من الدروس التي يمكن لأبنائنا تعلمها منها، فجرت العادة منذ قديم الأزل على سرد القصص الخيالية على مسامع الأطفال لتيعلموا منها المبادئ والقيم الأخلاقية الحميدة بطريقة غير مباشرة، وجحا واحد من أهم وأكثر أبطال القصص العربية شهرة فنوادره تجمع بين الكوميديا والحكمة وهذا ما جعله يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة تخطت حدود العالم العربي.
أقرأ أيضا : ماهي شخصيات قصة الحمام المطوقة
قصة جحا وحماره
اشتهر جحا بالعديد من القصص التي كان فيها هو وحماره الأبطال، وحكاية اليوم هي واحدة من أشهر هذه القصص فمن خلالها حاول جحا بأسلوب بسيط وذكي للغاية أن يعلم ابنه درس من أهم دروس الحياة لكن بشكل واقعي وعملي.
حكاية اليوم تدور حول ما يعتقده الناس عنا وكيف تؤثر أحكامهم على طريقة حياتنا. ففي إحدى الأيام لاحظ جحا أن ولده يهتم كثيراً لآراء الناس وما يعتقدوه عنه، لذا فهو دائماً حذر في تصرفاته وفيما يفعله أو يقوله أمام الآخرين خوفاً من أن يعتقدوا أنه أحمق أو غبي فيبتعدوا عنه أو يسخروا منه.
حاول جحا بشتى الطرق أن يثني ابنه عن هذا التصرف وأن يعلمه ألا يعطي لآراء الناس فيه حجماً كبيراً إلا أن كل محاولاته كانت تنتهي بالفشل، لذا في أحد الأيام قرر أن يعطيه درساً عملياً لذا أخرج حماره وأخبر ابنه أنه ذاهب إلى القرية المجاورة ويريده أن يأتي معه، وبالفعل وافق الابن وذهب مع والده دون أن يعلم الغرض من المسألة.
خرج جحا إلى الطريق وركب الحمار وطلب من ولده أن يسير خلفهم وأثناء سير الثلاثة مروا بمجموعة من الناس، فما كان منهم إلا أن أشاروا لجحا وقالوا: انظروا إلى ذلك الرجل كم هو قاسي القلب يركب الحمار ويترك ابنه يسير ورائه دون رحمة.
عندما سمع جحا ما قاله الناس وتيقن من أن ولده سمعهم أيضاً نزل عن حماره وطلب من ابنه أن يصعد على ظهره بدلاً منه وأكملوا رحلتهم.
قصة جحا والحمار وابنه
ومن جديد قابلوا مجموعة من الناس اللذين أشاروا للصبي وقالوا: انظروا لهذا الصبي كم هو عديم الأخلاق يركب الحمار ويترك والده الرجل الكبير يسير على قدميه.وحينما سمع جحا ما قاله الناس ركب الحمار مع ابنه وتابعوا المسير.
لكن مجدداً قابلوا مجموعة من الناس في الطريق وحينها أشاروا لهم وقالوا: انظروا إلى هذا الرجل كيف هو عديم الرحمة يركب الحمار مع ابنه دون أن تأذهم شفقة بالحمار.فما كان من جحا هذه المرة إلا أن نزل عن الحمار هو وابنه وأكملوا الطريق سيراً على أقدامهم.
لحكاية لم تنتهي عند هذا الحد فلم يصلوا للقرية بعد ولم يكن قد مضى وقت طويل حينما قابلتهم مجموعة جديدة من الأشخاص.فما كان منهم إلا أن نظروا لجحا وابنه بسخرية وقالوا: انظروا إلى هؤلاء يسيرون على أقدامهم في حين أنهم يملكون حمار يا له من غباء.
وحينما سمعهم جحا هذه المرة وقع في حيرة من أمره فلم يعرف ماذا يجب عليه فعله وبعد تفكير طويل قرر جحا أن يطلب من ابنه أن يحمل معه الحمار. وبالفعل حملوا الحمار وتابعوا الطريق لوجهتهم ومرة أخرى قابلوا مجموعة من الأشخاص وما كان منهم إلا أن انفجروا من الضحك حينما شاهدوا هذا المنظر وقالوا: انظروا لهؤلاء الحمقى يحملون الحمار على أكتافهم بدلاً من ركوبه.
هنا كان جحا قد أوشك على الوصول للقرية فطلب من ابنه أن ينزل الحمار ونظر إليه وبنبرة هادئة قال له: يا بني هل رأيت كم شخص رأينا خلال الطريق لهذه القرية الكثير بالفعل كان لكل منهم وجهة نظر ورأي مختلف فيما كنا نفعله ومع ذلك هناك شيء جمعهم واتفقوا عليه هو أنه لم يعجبهم أي أمر مما فعلناه، لذا يا بني أريدك ألا تهتم لرأي الناس ولا تسعى لإرضائهم فإرضاء الناس غاية لا تدرك والأفضل أن تترك.
الدروس المستفادة من قصة جحا وابنه
- هناك الكثير من الدروس التي يمكن تعلمها من قصة جحا والحمار وابنه ومن أهمها على الإطلاق هي:
- ألا نعطي لآراء الناس حجم أكبر مما يستحقونه، فنتيجة هذا الأمر لن تكون سوى فقدان المرء ثقته في نفسه وقرارته.
- سيخسر المرء شخصيته ومبادئه أثناء محاولته إرضاء الجميع.
- يجب أن يكون معيار المرء في مختلف تصرفاته هي تعالمي الدين الصحيحة والقيم المجتمعية الصحيحة وليس آراء الناس.
وفي ختام المقال اليوم والذي تناولنا من خلاله قصة جحا والحمار وابنه نرجوا أن نكون قد قدمنا لكم ما يساعدكم على تربية أبنائكم وتنشئتهم بشكل سوي.
المرجع