نقدم لكم قصص عن طلب العلم للأطفال تحثهم على المذاكرة والبحث عن المعلومات والرغبة في الحصول على المعرفة، مهما كنت صغيرًا أو كبيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم”، ولكن يجب أن نعلم أطفالنا بطريقة تحببهم في العلم عن طريق سرد القصص والحكايات.
قصص عن طلب العلم للأطفال
قصة النملة وطالب العلم
في قديم الزمان كان هناك بحارًا يدعى يحيى النحوي، كان يعمل على قاربه الصغير يحمل عليه الناس من ضفة النهر ويسير بهم في النهر ليوصلهم إلى الضفة الأخرى، كان عنده أربعين سنة، وكان كل يوم يحمل معه عالمان ليوصلهما إلى الضفة الأخرى، فكانوا يجلسون في مؤخرة القارب وينظرون في كتبهم، وكان البحار يستمع إلى حديثهم وهو يجدف في الماء.
وفي يوم من الأيام التفت البحار إليهم وقال لهم: حديثكما رائع أحب أن استمع إليكم وأخذ منكم العلم، حتى أستفيد منه، فقال له أحد العالمين: هذا شئ جميل عليك أن تطلب العلم دائمًا، فبعد أن أوصلهما ظل يحيى يفكر: أنا أريد أن اتعلم، إلى متى سأضيع عمري بلا تعلم، ولكن أنا كبرت وأصبح عمري أربعين سنة، لن يمكنني طلب العلم في هذا السن.
وبينما هو يفكر مرت من جانبه نملة تحمل فوقها نواة تمره، وتريد أن تصعد بها فوق صخرة كبيرة، فنظر إليها، وقال: يا لهذة النملة، تحاول رفع ثقل كبير وكلما وقعت التمرة تحملها مرة أخرى وتحاول مجددًا، فقال لنفسه: لقد كانت النملة تحاول حمل التمرة رغبة في الوصول، وأنا أيضًا يجب أن أطلب العلم حتى وإن كنت قد كبرت.
وبالفعل في اليوم التالي ذهب يحيى لطلب العلم، فالعلم لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا، وأخذ يتردد على حلقات العلم، ويستمع لكلام الشيوخ ويدون ما يتعلمه، وسمع الشيخ يقول في إحد الدروس: |أغلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد تعلموا وهم كبار السن، ففرح يحيى بشدة وأخذ يزداد في العلم حتى أصبح شيخًا يعلم غيره وعالم مشهور، وقال لطلابه: أطلبوا العلم ما دمتم أحياء، ولا تتوقفوا عن طلب العلم إن كبرتم.
طلب العلم
عندما انتهى العام الدراسي كان ينتظر الطلاب نتيجة الامتحانات، فذهبت لأعرف نتيجة امتحاناتي وأنا متأكد أن الله لن يضيع تعبي، وبالفعل حصلت على أعلى الدرجات وكنت الأول على المدرسة، ثم جاءني صديقاي محمد وهادي وهنئاني على النتيجة، فهما أيضًا قد حصلوا على درجات مرتفعة، ولكن أخى باهر لم يحصل على درجات عالية فهو لا يذاكر دروسه إلا قبل الامتحانات فقط، ثم رجعت إلى البيت لأفرح والداي.
ثم دخلت غرفتي لأجمع بعض الأحاديث النبوية لأساعد صديقي أحمد في حلقة تحفيظ القرآن كما وعدته، ثم دخل على باهر وهنئني على النتيجة وقال لي: أنا راضٍ عن درجاتي فأنا أريد النجاح والانتقال إلى الصف الأخر فقط، فلا يهمني العلم، فطموحاتي لا ترتبط بطلب العلم، فقلت له: الطموحات دائمًا مرتبطة بتحصيل العلم، فقال له باهر: أنا أحب لعب كرة القدم وأريد أن أكون لاعبًا كيرًا وأنضم إلى كبرى الفرق، التى ستدفع لي مبالغ هائلة، ولكن العلم لن يجني أي شئ.
وقال له باهر: الأن جاءت الأجازة وحان وقت اللعب، ثم انتبه إلى وأنا أجمع الأحاديث لأحمد، وقال: أحمد قد جاء من مكان بعيد لطلب العلم كان من الأسهل أن يتعلم في بلده وبلغته، فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة”، فقال له باهر: هل حقًا العلم طريق للجنة، قلت له نعم فكلما ازددت علمًا عرفت أكثر واقتربت خطوات من الجنة.
كيف نعلم أطفالنا طلب العلم
- نحدثهم عن قيمة طلب العلم من خلال القصص والحكايات، والقرآن الكريم والسنة النبوية، وعن مرتبة طالب العلم.
- نحدد لكل يوم موضوع للدراسة، ليكون هناك موضوعات مختلفة طوال الشهر.
- حدد لكل موضوع الموارد والطرق اللازمة لتعلمه بشكل مشوق، وسهل.
- بعد أن يستذكر طفلك الدرس دعه يشارك ما تعلمه ويخبر من حوله.
- حدد له مكافأة لكل درس يتعلمه حتى يكون حافزًا له.