الاسلام في مالاوي… معلومات عامّة عن الاسلام والمسلمين في مالاوي

وجود الاسلام في مالاوي

يعود تاريخ وجود الاسلام في مالاوي إلى القرن الخامس عشر، عندما وصل إليها عن طريق بعض التُّجّار العرب والسّواحليين، وكان ذلك في عام 1506، عندما وصل التُّجّار إلى بلدة نسانجي عبر الطّريق الصّعب والعسير لنهر شاير من موزامبيق، وبقي هؤلاء التُّجار على ضفّة نهر شاير. كان هؤلاء التُّجّار المسلمون النّبلاء، مثاليين في سلوكهم الإسلاميّ الجيّد، الذي تمثّل في الإخلاص والأخوّة والمحبّة التي أظهروها للشّعب المحليّ، بالإضافة إلى أنّهم اختلطوا بحرُّيّة مع السّكّان الأصليين، وأكلوا من أكلهم وسكنوا في أكواخهم.

على ضوء الأخلاق والتّواضع، وبرغم أنّه لم يكن هؤلاء التُّجّار واعظين ولا قساوسة، إلّا أنّهم تمكّنوا من جلب الكثير من النّاس إلى دين الإسلام، وأخلاقهم كانت كافية لذلك، كما أنّ سُكّان مالاوي أصحاب خصال حميدة، جذبوا الكثير من النّاس على مستوى العالم.

وجود الاسلام في مالاوي
وجود الاسلام في مالاوي

محاربة الاسلام في مالاوي

كان الاسلام في مالاوي الدّيانة الأولى قبل انتشار المسحيّة فيها، وحتّى قبل عام 1861، عندما قام الدّكتور ديفيد ليفينغستون، بإحضار الأسقف تشارلز ماكنزي إلى ماغوميرو، وفي عام 1875 أقامت كنيسة اسكتلندا الحرَّة محطّة في كيب ماكلر في مانغوتشي، وكان غالبيّة السُّكّان المحليين في ذلك الوقت من المسلمين، وبسبب ذلك بذلوا جهودًا لتشويه صورة الاسلام في مالاوي عن طريق ربطه بالعبوديّة وتجارة الرّقيق.

عندما أصبحت مالاوي محميّة بريطانيّة في عام 1907، بذلت الحكومة الاستعماريّة كل ما في وسعها للقضاء على وجود الاسلام على مالاوي مثلًا تمّ تغيير أسماء المسلمين إلى أسماء مسيحيّة، وتم إقناع الشّباب المسلم الذين التحقوا بالتّعليم العلمانيّ لاعتناق المسيحيّة؛ لأنّ معظم المؤسّسات التّعليميّة كانت مملوكة للمبشّرين المسيحيين، وكان هذا عاملًا رئيسيًّا لاضطرار المسلمين في مالاوي لمقاطعة التّعليم العلمانيّ أثناء فترة الاستعمار.

ونتيجة لذلك، لم يحضر المسلمون التّعليم العلمانيّ من أجل حماية دينهم، والحفاظ عليه لجيل المستقبل، وتمّ تهميش المجتمع المسلم تمامًا في الأنشطة الإداريّة اليوميّة الحكوميّة.

محاربة الاسلام في مالاوي

المركز الإسلاميّ للتّعليم في مالاوي

كان هناك خوف من الإقصاء الوشيك الكامل للمسلمين في مالاوي ممّا دفع بعض القادة المسلمين إلى إنشاء هيئة إسلاميّة مسؤولة عن تعليم كلٍّ من الإسلام والعلمانيّة، وأدّت هذه المُبادرة إلى ولادة المركز الإسلاميّ للتّعليم (CBME)، وفي عام 1946 تمّ إنشاء جمعية نياسالاند الإسلاميّة، وأُنشئ عدد قليل من المؤسّسات التّعليميّة التّابعة للمركز، وتمّ تقديم منح دراسيَّة للطّلّاب المسلمين المحتاجين، وكلُّ هذه المبادرات هي محاولات لمنع المبشّرين الكنسيّين من التّأثير على الأطفال المسلمين الذين يحضرون التّعليم العلمانيّ.

يتمُّ تنفيذ هذه المُبادرات بشكل مشترك من قبل المسلمين الأصليين الذين قادوها من خلال الحصول على دعم من سلطة القيادة المحلّيّة، والمسلمين من أصل آسيويّ الذين تطوّعوا في سبيل الله، وقدّموا دعمهم الماديّ والماليّ لنجاح هذه المُبادرات. ساعدت هذه المُبادرات على نهضة الاسلام في مالاوي ونشأت منها معظم المنظّمات الإسلاميّة، ومؤسّسات التّعليم الإسلاميّة، والجماعات الإسلاميّة، والمكتبات، والمؤسّسات الإعلاميّة ولعديد من السُّبل الأخرى لنشر الإسلام.

مسجد ماكانجيرة

ماكانجيرة هي منطقة في مانغوتشي مشهورة جدًّا في تاريخ الاسلام في مالاوي بسبب أقدم مساجدها، وتعني كلمة ماكانجيرة الطّريق إلى مكّة المكرّمة. تُشير السّجلّات إلى أنّ مسجد ماكانجيرة تمّ تأسيسه حوالي عام 1507، وقد كان لمسجد ماكانجيرة إمام قوي في هذه المنطقة، التي تقع إلى جانب الجزء الشّرقيّ من مالاوي حيث توجد بحيرة مالاوي.

قرية ماكانجيرة اليوم تُعزّز الاسلام في مالاوي بكلِّ قوّة ويقظة، حيث أنّ هناك العديد من التّطوّرات في المدارس الإسلاميّة بالإضافة إلى المدارس العلمانيّة، ويعود تاريخ تأسيس المدرسة الإسلاميّة فيها إلى عام 1800، واكن يتمّ التّدريس فيها باللّغة العربيّة، ويُقال إنّ محكمة عربيّة وضعت في نفس المقرِّ حيث تمّ تطبيق القوانين الإسلاميّة في القرية.

كانت قرية ماكنجيرة هي طريق العبور إلى نكاتاباي للمسلمين الذين كانوا يسافرون بمراكب شراعيّة مصنوعة في ماكنجيرة، وبنى فيها المسلمون بعض المساجد، ورئيسها الثّالث دخل إلى الإسلام في تلك الفترة، ومن ثمَّ نشر الإسلام بين رعاياه. كانت المنطقة تُنتج جوز الهند الذي كان يزرعه المسلمون، وكانوا مُعتادين على قراءة القرآن الكريم باللّغة العربيّة في عام 1807، ولم يكن موجودًا إلّا الأدب العربيّ.

لجنة الشّباب المسلم في مالاوي

كانت هذه اللّجنة بمثابة الذّراع الشّبابيّة لجمعيّة المسلمين في مالاوي وهي مؤلّفة من عدد قليل من الشّباب المسلمين الذين خضعوا لتعليم علمانيّ في المدارس التّبشيريّة المسيحيّة، لكنهم كانوا أقوياء بما يكفي للحفاظ على دينهم الإسلاميّ ولم يُغيّروا أسمائهم إلى أسماء مسيحيّة، وعملت هذه اللّجنة يدًا بيد مع رابطة الجالية الإسلاميّة (MAM)، التي قدّمت لها خدمات السّكرتارية، وغيرها من الخدمات التي لا تقل أهمّيّة عنها، والتي تتطلّب بعض المعرفة في التّعليم العلمانيّ واللّغة الإنجليزيّة، وهي قوّة يحتاجها المسلمون في مالاوي إلى حدٍّ كبير.

المراجع

http://www.islaminmalawi.org/library/history/muslim-history-malawi-chronicles/

Exit mobile version