الاسلام في نيجيريا… معلومات عامّة عن الاسلام والمسلمين في نيجيريا

انتشار الاسلام في نيجيريا

يعود انتشار الاسلام في نيجيريا إلى القرن الحادي عشر، عندما ظهر لأوّل مرة في بورنو في شمال شرق نيجيريا، بعد ذلك ظهر الإسلام في هاوسالاند في الشّمال الغربيّ، وكان تأثيره واضحًا في منطقتي كانو وكاتسينا. بقي الاسلام في نيجيريا لفترة طويلة دين المحكمة والتّجارة، وانتشر بشكل سلميّ من قِبل رجال الدّين المسلمين والتّجّار، وكانت طُرق التّجارة الإسلاميّة عبر الصحراء.

انتشار الاسلام في نيجيريا
انتشار الاسلام في نيجيريا

الاسلام في نيجيريا في النّصف الثّاني من القرن الثّامن عشر

في فترة النّصف الثّاني من القرن الثّامن عشر، جاءت حركات لإحياء الاسلام في نيجيريا في غرب إفريقيا، حيث لعب سكان فولاني الذين يقودون الماشية، والذين استقروا واعتمدوا الإسلام، دورًا مركزيًّا في نشره. أمّا في شمال نيجيريا أطلق أطلق العالم الفولانيّ عثمان فوديو الجهاد في عام 1804، والذي استمرّ لمدّة ستّ سنوات، بهدف إحياء وتنقية الاسلام في نيجيريا، وللقضاء على المعتقدات والطّقوس وكلِّ الابتكارات التي تتعارض مع القرآن والشّريعة، وتشجيع المسلمين الأقلّ حرصًا على العودة إلى الإسلام النّقيّ.

كان لهذه الثّورة الدّينيّة عنصر سياسيّ فيما يتعلّق بتشكيل الدّولة والصّراع مع الدّولة، في عام 1812 أصبحت سلالات الهوسا جزءًا من الاسلام في نيجيريا أو خلافة سوكوتو. انتهت خلافة سوكوتو عند التّقسيم في عام 1903، عندما دمجها البريطانيون في مستعمرة نيجيريا، وتمّ نقل حُكم السّلطان إلى المفوّض السّامي، ومع ذلك، تمّ الاحتفاظ بالعديد من جوانب هيكل الحكم الإسلاميّ، بما في ذلك النّظام القانونيّ الإسلاميّ.

الاسلام في نيجيريا بعد الاستقلال

تم تقديم دفعة جديدة لانتشار الاسلام في نيجيريا من قِبل أحمدو بيلو، رئيس الوزراء في المنطقة الشّمالية بعد استقلال نيجيريا في عام 1960، مع برنامج الأسلمة الذي أدّى إلى إسلام أكثر من 100.000 شخص، في مقاطعات زاريا والنّيجر، ولكنّ الانقلاب العسكريّ في عام 1966، أودى بحياة العديد من السّياسيين بمن فيهم أحمدو بيلو، وأدّى هذا إلى إنهاء برنامج الأسلمة بشكل مفاجئ، لكنّ في سبعينات القرن الماضي شهدت نيجيريا سياسة حكوميّة مستمرّة تؤيّد هيمنة الاسلام في نيجيريا، لقد أظهر التّاريخ أنّ الأسلمة كانت أسهل في ظلّ الدّكتاتوريّة العسكريّة، وكان الاسلام في نيجيريا ينتشر بسرعة في ظلّ إبراهيم بابانجيدا (1985-1993).

المشاكل بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا

كانت التّوتّرات الدّينيّة بين المسيحيين الإنجيليين، والجماعات الإسلاميّة موجودة منذ فترة طويلة، لكنّ توسُّع الاسلام في نيجيريا وتوسّع قانون الشّريعة في عدد من الولايات الشّمالية تسبّب في زيادة التّوتّر الدّيني منذ كانون الأوّل 1999. على سبيل المثال، في منطقة إيلورين بولاية كوارا، أُحرقت أربع عشرة كنيسة من قِبل الأصوليين الإسلاميين المشتبه بهم، وأدّى تطبيق الشّريعة الإسلاميّة في عام 2000 في ولاية زامفارا إلى انتشار العنف في شهريّ شُباط وآذار في عام 2000، حيث دمِّرت الممتلكات، وقُتل أكثر من ألف شخص.

تطبيق الاسلام في نيجيريا

على الرّغم من أنّ الحكومة المركزيّة النّيجيريّة قد اعترفت علنًا ​​بعدم توافق الشّريعة مع الدّستور الاتّحاديّ لنيجيريا، إلّا أنّه تمّ اعتماد القانون الإسلاميّ في حزيران من عام 2001 في ولاية كانو، وفي عام 2002 تبعتها عشر ولايات أخرى. تجنّب الرّئيس أولوسيجون أوباسانجو التّدخل في القرارات التي تتخذها الولايات التي تطبّق الشّريعة الإسلاميّة، وتدعو فقط إلى الاعتدال، وباعتباره مسيحيًّا فقد أدرك أنّ الإدانة الصّارمة لتطبيق الشّريعة الإسلاميّة الصارمة لن يؤدّي إلّا إلى إشعال المزيد من المشاعر السّلبيّة بين المسلمين والمسيحيين، وفي نفس الوقت يخشى من أن يؤدّي انتشار قانون الشّريعة إلى زيادة التّوتّر الدّينيّ، وتقويض الوحدة النّيجيريّة.

نسبة المسلمين في نيجيريا

لا يزال الاسلام في نيجيريا في نموٍّ مستمرٍّ، وتشير التّقديرات إلى أنّ 80-85 مليون نيجريّ يعتبرون مسلمين أي حوالي 50٪ من مجموع السّكّان، وأغلبيّتهم من الطّائفة السُّنّيّة حوالي 60 مليون، رغم أنّ هذه ليست إحصائيّة موحّدة وتضمّ مجموعة متنوّعة من وجهات النّظر المختلفة، على سبيل المثال، يشمل هذا العدد الطُّرق الصّوفية، وأعضاءً من بوكو حرام، وبعض أصحاب البدع. أمّا الطّائفة الشّيعيّة فتشير التّقديرات إلى أنّهم بين 4 إلى 10 ملايين نيجيريّ، معظمهم في سوكوتو، وكثير منهم في لبنان.

نسبة المسلمين في نيجيريا

حركات الإصلاح الإسلاميّة في نيجيريا

بدأت حركات إصلاح الاسلام في نيجيريا بالظّهور منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، بما في ذلك حركة إيزالا وميتاتسين ودار الإسلام، وكان معظم المشاركين في الحركات المبكّرة مهتمين بالمخاوف الطّائفيّة، وقد استحوذت الحركات الأكثر حداثة على اهتمام الصّحافة الدّوليّة بسبب استعمالها للسّلاح بشكل متزايد، على سبيل المثال (جماعة أهل السّنّة والدّعوة للجهاد)، والتي يشار إليها أيضًا باسم (بوكو حرام)، ولكنّ العديد من المسلمين من مختلف الفروع والمعتقدات في نيجيريا، يرفضون أفكار وطُرُق جماعة بوكو حرام.

 

 

Exit mobile version