الاسلام في كازاخستان… خمس معلومات عامّة عن الاسلام في كازاخستان
مقدّمة عن الاسلام في كازاخستان
يتمتّع الاسلام في كازاخستان بشعبيّة كبيرة، ويعني بالنّسبة للكثيرين العودة إلى التّقاليد والهويّة الكازاخستانيّة الأصيلة. تتميّز كازاخستان بتنوّع عرقيّ كبير، وتُدافع الحكومة ضدَّ التّطرّف من أيِّ مذهب. في أيّام الجمعة يتزاحم النّاس بالمئات من أجل الصّلاة، ويُمكن للإمام أن يرفع صوت المكبّرات، وقد لا تتّسع لهم قاعة الصّلاة، فيُصلّون في الممرّات الجانبيّة الضّيّقة، أو في ساحة المسجد، ويوجد صالة للنّساء.
انتشار الاسلام في كازاخستان
انتشر الاسلام في كازاخستان بشكل لا لبس فيه من جديد، بعد استقلال كازاخستان وانهيار الاتّحاد السّوفيتيّ، وكان أكثر من ثلثيها من المسلمين، وكان عدد سكّان كازاخستان وقتها 15 مليون نسمة، ولم يكونوا فقط من الكازاخ، بل كانوا أيضًا من الأوزبك، واليوغور، والأذربيجانيين، والأكراد، والإيرانيين، والأتراك.
يقول رئيس قسم التّعليم والإدارة الرّوحيّة لمسلمي كازاخستان، يرشات أونجاروف: حاليًّا كازاخستان دولة إسلاميّة وليست إسلاميّة، إذ إنّ الدّين والدّولة منفصلان تمامًا، وفي بداية الاستقلال كانت تضمُّ 68 مسجدًا فقط، أمّا الآن ففيها أكثر من 2200 مسجد، بُني مُعظمها حديثًا، أمّا أكبر مسجد في البلاد في العاصمة أستانا كان هديّة من أمير قطر. ويقول أونجاروف: في المتوسّط، يتمّ بناء ثلاثة مساجد جديدة كلّ شهر، ولكن يوجد عجز في الأئمّة.
تعليم الاسلام في كازاخستان
في عام 2001، قدّمت الحكومة المصريّة مساعدة ماليّة لكازاخستان، لتأسيس جامعة نور مبارك الثّقافيّة الإسلاميّة، وهي الجامعة الأولى لتدريب أئمّة الاسلام في كازاخستان، وفي السّابق كان يُرسل الأئمّة الكازاخيين إلى البلدان العربيّة للتّعلُّم، وقال رئيس جامعة نور مبارك: برغم وجود الجامعة، إلّا أنّها لم تُغطّي الطّلب الكامل في عدد الأئمّة في كازاخستان.
تضمّ الجامعة حوالي خمسمئة طالب، وهي لا تُقدّم فقط الدّراسة الدّينيّة الإسلاميّة، حيث يمكن الحصول على درجات البكالوريوس والماجستير في اللّغة العربيّة، واللّغة الإنجليزيّة، والدّراسات الإسلاميّة المقارنة، وعلم التّربية، ولكن تواجه الجامعة مشكلة أخرى، وهي عدم الاعتراف بها من قِبل الدّولة، ورفض وزير التّعليم الكازخيّ تصديق الشّهادة، لأنّ دولة كازاخستان تُعتبر دولة علمانيّة.
شاركت دول أخرى في دعم تعليم الاسلام في كازاخستان على سبيل المثال تمّ تأسيس الجامعة العربيّة الكازاخستانيّة، والجامعة الكازاخستانيّة الكويتيّة في شيمكينت في جنوب كازاخستان، وهي ذات كثافة سكّانيّة مسلمة، وذلك بمساعدة المؤسّسات العربيّة.
المتطرّفون في كازاخستان
تمّت إعادة إحياء الاسلام في كازاخستان، وكان الكازاخيون قد نسوا الإسلام تقريبًا، خلال فترة الاتّحاد السوفييتي، ولكنّهم بقوا مرتبطين به على أنّه جزء من حياتهم فقط من دون تطبيق حرفيّ، وبعد الاستقلال تدفّق الدّعاة المسلمون إلى كازاخستان من جميع الدّول، وكان بينهم جماعات أصوليّة، وفي بداية تسعينات القرن الماضي، كان هناك حديث عن إقامة دولة إسلاميّة مستقلّة على أراضي كازاخستان، وقرغيزستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، على الرّغم من أنّ هذه الفكرة لم تعد تُناقش بشكل جدّيّ اليوم، إلّا أنّ خطر التّطرّف الدّينيّ قد ازداد بشكل كبير في السّنوات الأخيرة، وفقًا لخبراء عديدين في كازاخستان.
سجّل مركز كازاخستان لبرامج مكافحة الإرهاب في ألماتي (ZAP) عددًا متزايدًا من حالات نشر الآراء والآداب غير الدّستوريّة، ولكن بالنّسبة لمعظم الكازاخيين، لا علاقة للإسلام بالتّطرّف، ويقول رئيس قسم الدّراسات العربيّة في معهد الشّرق التّابع للجامعة الكازاخستانيّة الوطنيّة الفارابي غولنار نديروفا: إنّ الاسلام في كازاخستان حاليًّا براغماتيٌّ للغاية، ولم يكن الاسلام في كازاخستان بالنّسبة إلى الكازاخستانيين، أبدًا دينًا عقائديًّا، ولم يأخذوه بتشدّد أبدًا، والكازاخستانيون شعب من البدو الرُّحّل الذين لهم جذور دينيّة في الشّامانيّة والتّنغرينيّة، وقد لعب الإسلام دورًا في الطّقوس دائمة الصّلة بالأجداد، وكان جزءًا من ثقافة الكازاخستانيين، ولم يفقدوه تمامًا حتّى في ظلّ الحكم السّوفييتي.
المسلمون في كازاخستان
على الرّغم من أنّ الاسلام في كازاخستان يُعتبر ليبراليًّا، إلّا أنّ أعداد المسلمين الذين يذهبون كلَّ سنة للعمرة والحجِّ في ازدياد مستمر، والاهتمام بالقرآن الكريم كبير جدًّا، حيث تمّت ترجمته إلى اللّغة القازاقيّة، وبما أنّ العديد من المسلمين لم يدرسوا اللّغة العربيّة ولا يستطيعون قراءتها، فقد تعلّموا القرآن الكريم بصوت مسموع، وهذا يساعد المسلمين على تعلُّم القرآن للصّلاة أيضًا. ازداد التّمسُّك بالإسلام في العائلات، كما يزداد موقف الإسلام في الأمور العائلية. وأصبحت الاحتفالات والتّقاليد الإسلاميّة جزءًا لا يتجزّأ من الحياة اليوميّة في كازاخستان.
يقول مفتي كازاخستان: نحن بحاجة إلى إحياء الموقف الدّينيّ التّقليديّ للشعب الكازاخستانيّ، الذي تمّ تشكيله على مدى قرون من أجل الحفاظ على الوحدة، ومنع انتشار التّيارات المدمرة. وقال المفتي إنّه سيتمّ وضع لافتات تُهنّئ النّاس بقدوم رمضان في الأماكن العامّة، وسيتمّ توزيع الكتيّبات والنّشرات لتقديم المزيد من المعلومات وتشجيع النّاس على الصّوم، وعلى مدار الشّهر، سيتمّ تلاوة القرآن الكريم كاملًا خلال صلاة التّراويح.
- المراجع
- https://de.qantara.de/inhalt/wiederaufleben-des-islam-in-kasachstan-ein-pragmatischer-islam
- https://www.quora.com/Are-the-Kazakhstan-Muslims-more-or-less-religious-than-in-the-middle-east
- https://astanatimes.com/2018/04/new-muslim-identity-must-be-shaped-based-on-modernised-kazakh-national-culture-says-kazakh-naib-mufti/