الاسلام في مولدوفا… معلومات عامّة عن الاسلام في مولدوفا حاليًّا

يُشكّل الاسلام في مولدوفا أقلّيّة صغيرة جدًّا، ويبلغ عدد المسلمين حوالي 3.56 مليون نسمة، ومولدوفا بلد مسيحيّ أرثوذكسيّ، وفي عام 2011 فاز المسلمون بالحقّ القانونيّ في تسجيل الرّابطة الإسلاميّة، وهي منظّمة غير حكوميّة تمثّل جالية الاسلام في مولدوفا ولا يزال بعض سكّان مولدوفا يشيرون إلى الاسلام في مولدوفا على أنّه طائفة، وقد عارضت الكنيسة المولدوفيّة الأرثوذكسيّة، وهي الطّائفة المسيحيّة المسيطرة في البلاد، بشدة هذا القرار.

حال المسلمين في مولدوفا

ما زال المسلمون يواجهون تحدّيًا صعبًا في محاربة الصّورة النّمطية التي أصبحت تقول إنّ مسلمي مولدوفا إرهابيون، بعد أن انضمّ عدد منهم إلى تنظيم الدّولة الإسلاميّة.

قالت رئيسة رابطة النّساء المسلمات في مولدوفا ناتاليا تاساسينكو التي اعتنقت الإسلام قبل عشر سنوات: نحن نعاني أكثر ممّا نستفيد بسبب الاعتقالات، ونحن نشعر بالعار كُلّما وصفنا أحد بالإرهابيين وهذا غير صحيح، وأضافت إنّ الفقر و عدم الاستقرار السّياسيّ، يشكّلان مخاطر أكبر بكثير على مولدوفا.

ويقول الإمام إسماعيل عبد الوهاب البالغ من العمر 46 عامًا في مسجد كيشيناو: لا شيء يمنعنا من إظهار أنفسنا كمسلمين، ويُحارب الإمام دائمًا لإظهار صورة الإسلام الحقيقيّة، بدلًا من الصّورة الإرهابيّة العالقة في أذهان النّاس. يتحدث المصلون في مسجد كيشيناو باللّغة الرّومانيّة، ويؤدّون الصّلوات باللّغة العربيّة فقط، ويبلغ عددهم حوالي مئتي شخص، معظمهم من الذّكور، ويأتون للصّلاة أيّام الجمعة.

يتحدّث إمام أحد مساجد مولدوفا، يقع هذا المسجد في مبنى بسيط ومتجدد الهواء وأصبح أكثر من مجرّد مكان للصّلاة، كما أنّه ملاذ آمن حيث يمكن للمسلمين من جميع الأعمار قضاء بعض الوقت معًا للعب كرة الطّاولة، والاحتفال بأعياد الميلاد، ومناقشة التّحديات اليوميّة معًا كمجتمع إسلاميّ.

يقول الإمام: قبل عام 2011، واجه المسلمون تحدّيات في التّجمع في الأماكن العامّة للصّلاة في مولدوفا، وإذا فعلوا ذلك، كانوا يُقابلوا بمعارضة من الشّرطة، والحقيقة هي أنّ حرّيّة الصّلاة في الأماكن العامّة، لم تُعط لكيانات دينيّة غير مسجّلة.

حال المسلمين في مولدوفا
حال المسلمين في مولدوفا

الحرّيّة الدّينيّة في مولدوفا

أقرّ البرلمان المولدوفيّ في عام 2007 قانونًا جديدًا لحرّيّة الفكر والضّمير، وكان أكثر تقدّمًا من السّابق، وينصّ القانون الجديد على حرّيّة الممارسة الدّينيّة بأيّ شكل من الأشكال، ممّا يسمح لأيّ شخص بإنشاء طائفة دينيّة دون تدخُّل من الحكومة.

اليوم، هناك أكثر من 2600 جماعة دينيّة مسجلّة في مولدوفا، وفي عام 2011، أصبحت العصبة الإسلاميّة في مولدوفا، المنظّمة الدّينيّة الإسلاميّة المسجلة الوحيدة، وترحّب حاليًّا بحوالي 800 عضو.

الرّابطة الإسلاميّة

يقول رئيس الرّابطة الإسلاميّة سيرغي سوشيركا: إنّ عمليّة التّسجيل استغرقت عدّة سنوات ومعارضة شديدة من قبل أعضاء الكنيسة الأرثوذكسيّة، ومختلف الجماعات المسيحيّة، وملأت الاحتجاجات شوارع مولدوفا معارضة لتسجيل الرّابطة الإسلاميّة والقانون نفسه.

وزار مُقرِّر الأمم المتّحدة الخاصّ المعنيّ بحرّيّة الدّين هاينر بيليفيلت مولدوفا في هذا الوقت؛ للقاء الزّعماء الدّينيين، ومنظّمات المجتمع المدنيّ، والمسؤولين الحكوميين، لمناقشة القانون والاستماع إلى قصصهم وتقديم توصيات.

يقول منسِّق مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان في مولدوفا، في سبب معارضة الكنيسة الأرثوذكسيّة للرّابطة الإسلاميّة: إنّ أتباع الكنيسة الأرثوذكسيّة في ذلك الوقت شعروا بأنّهم مهدّدون بهذا القانون الجديد، لا سيما وأنّ القانون الجديد يحدُّ من المساحة والسّلطة الأخلاقيّة للكنيسة الأرثوذكسيّة في البلاد، ويقول إنّ تسجيل الرّابطة الإسلاميّة أحد أعظم إنجازات المقرِّر الخاصّ، وجعل وزير العدل المولدوفيّ ألكسندر توناسي، تسجيل الرّابطة الإسلاميّة أحد نقاط عمله الشّخصيّة وعلى جدول أعماله، وكان هو الذي سجّل الرّابطة الإسلاميّة.

الرّابطة الإسلاميّة

رابطة المرأة الإسلاميّة في مولدوفا

أحد منظّمات الاسلام في مولدوفا هي منظّمة رابطة المرأة الإسلاميّة وتعمل على تعزيز حقوق المرأة المسلمة، ومعالجة التّحدّيات الفريدة التي تواجهها المرأة المسلمة داخل مجتمعها وفي البلاد. تقول ناتاليا تاسينكو التي ترتدي حجابًا، إنّها رغم أنّها لم تتعرّض للتّمييز أبدًا، إلّا أنّها تشعر أنّ النّاس يحدّقون إليها بشكل غريب، بسبب حجابها منذ عدّة سنوات قبل أن يعتاد النّاس على رؤية المسلمين في العاصمة كيشيناو. برغم ذلك فمنذ تسجيل الرّابطة الإسلاميّة، شعرت هي وباقي المسلمات بشعور الحرّيّة والقبول، حتّى أنّ بطاقة هويّتها الحكوميّة تتضمّن صورة لها وهي ترتدي حجابها، ولم تكن لتتمكّن من التّعبير عن نفسها بهذه الطّريقة قبل تسجيل الرّابطة.

يعدُّ تسجيل العصبة الإسلاميّة في مولدوفا أحد الإنجازات الرّئيسيّة لمجلس حقوق الإنسان في السّنوات العشر الماضية، لدعم الاسلام في مولدوفا

المدينة الإسلاميّة (سحر الجديد)

تبعُدُ مدينة سحر الجديد 30 كيلومترًا عن العاصمة المولدوفيّة كيشيناو، وتقع على قمّة جبليّة مرتفعة، ومُحاطة بالأنهار من كلِّ جانب، وموقعها استراتيجيّ ومميّز، وكانت هذه المدينة أحد مراكز الاسلام في مولدوفا المهمّة لتجارة الملح، في القرن الخامس للهجرة، وحلقة الوصل بين أوروبا والعالم الإسلاميّ. تتميّز مدينة سحر الجديد بأنّها مُحاطة بالقرى الزّراعيّة، واسمُها هو نفس الاسم الذي تحمله منذ القرن الخامس الهجريّ، ولكنّ معالمها الإسلاميّة انطمست في زمن الاتّحاد السّوفيتيّ.

Exit mobile version