الاسلام في توغو… معلومات عامّة مميّزة عن الاسلام في توغو

انتشر الاسلام في توغو في نفس الفترة التي وصل فيها إلى معظم أنحاء غرب إفريقيا. كانت القبائل والمجتمعات الأخرى في المنطقة الإفريقيّة على اتصال بالاسلام منذ القرن الثّامن عشر الميلاديّ، والتي كانت على طُرق تجارة الملح والذّهب، وانتشر الاسلام في توغو عن طريق التّجّار البربر، والطّوارق عبر طرق التّجارة الصّحراويّة، وسافر المسلمون إلى توغو وجميع دول غرب إفريقيا مثل غينيا وسيراليون، وليبيريا، وعلّموا النّاس الاسلام، وأنشئوا المساجد والمدارس على طول طُرق التّجارة.

المسلمون في توغو

في غياب البيانات الموثوقة، يتراوح عدد السّكّان المسلمين في جمهورية توغو بين 12 و 20 في المائة من مجموع السّكّان الإجماليّ، لكنَّ إمام وخطيب مسجد السّلام في لومي، الشّيخ هارون الحسن، يقول إنّ عدد المسلمين يصل إلى 50 في المائة من مجموع سكّان توغو، وهو أمر يبدو مبالغًا فيه.

تقريبًا كلّ قبيلة وجماعة في توغو لديها عدد من المسلمين، وعلى سبيل المثال فإنّ كوتوكولي تُعتبر أكبر مجتمع في توغو، وهي موجودة في وسط توغو، في منطقة سوكودي، وكانت كوتوكولي تستخدم للسّيطرة على مسار تجاريّ رئيسيّ وطوّرت سمعة جيّدة في التّعاملات التّجاريّة، واعتنق سُكّانها الاسلام في القرن التّاسع عشر، واليوم تقريبًا جميع سُكّان كوتوكولي مسلمون، ويبلغ عددهم حوالي 200.000 نسمة، وهُم يمارسون الإسلام الصّحيح بعيدًا عن التّطرُّف.

المسلمون في توغو
المسلمون في توغو

الدّعوة إلى الاسلام في توغو

أعمال الدّعوة الإسلاميّة منتشرة دائمًا في الجمهوريّة، وظهر عدد من المنظّمات الإسلاميّة، التي تعمل من أجل رفاهيّة المسلمين في توغو، وينجذب كثير من القرويّين الآن نحوهم ويعتنقون الاسلام بأعداد كبيرة، وتعمل هذه  المنظّمات على نشر السّلام والعدالة والحبِّ والحرّيّة، بالإضافة لمساعدة المسلمين على عيش حياة كريمة، كما يتعايشون مع أتباع الدّيانات الأخرى بسلام.

يُعتبر اتحاد توغو الإسلاميّ أحد هذه المنظّمات، وهو أكبر منظّمة، ويعتني بالمسلمين الجُدد، وقد أعاق التّطرف والعنف، وأدّى إلى دخول رجال الدّين المسيحيّين إلى الاسلام.                                                                                                  يقول الأمين العامّ للاتّحاد، أحمد تيتو: إنّ المسلمين أقاموا علاقات جيّدة مع حكومة توغو، والعديد من المسلمين يعملون موظّفين حكوميّين، واحتلّوا وظائف بارزة مثل وزير الدّفاع، ووزير العدل، ورئيس البرلمان، والمستشار الخاصّ للرّئيس.

تعليم الاسلام في توغو

يعطي المسلمون في توغو أولويّة قصوى للتّعليم، وأنشأوا عدّة مدارس لتدريس الاسلام وعلوم الحديث الشّريف، يُدير اتحاد توغو الإسلاميّ مدرستين في العاصمة لوغو، ويتمُّ التّدريس باللّغتين الفرنسيّة والعربيّة، ويوجد مركز إسلاميٌّ في لوجي، وأكاديميّة إسلاميّة في سونكو، وتلقّت الأكاديميّة مساعدة من البنك الإسلاميّ للتّنمية، ويحصل خمسمئة طالب على التّعليم الإسلاميّ من المستوى الأساسيّ إلى المستوى الثّانوي، ويوجد للاتّحاد العديد من المؤسّسات التّعليميّة الصّغيرة الأخرى في مختلف أنحاء توغو.

لتطوير المناهج التّعليميّة بشكل أفضل، يُسافر العديد من التّربويّين إلى بلدان مختلفة في شمال إفريقيا، مثل تونس والمغرب، لدراسة مناهجهم الدّراسيّة، والتّوصية بتطبيقها في المدارس في توغو.

يوجد في جمهوريّة توغو العديد من المساجد، أربعون منها في لومي لوحدها، واثنان منها كبيران، وتمتلئ تمامًا بالمصلّين، ولا سيما في أيّام الجمعة، ويُضطرّ بعض المصلّين إلى الصّلاة على الرّصيف أحيانًا، ويعمل الاتّحاد على عقد حلقات تعليميّة دراسيّة وندوات في المساجد، وغيرها من الأماكن.

تعليم الاسلام في توغو

الإعلام لنشر الاسلام في توغو

يتمتّع مسلموا توغو بوسائل فعّالة لنشر رسالة الاسلام، بما في ذلك محطّة إذاعيّة إسلاميّة، تنقل برامجها على مدار السّاعة، واسمها محطّة جبل نور للإذاعة الإسلاميّة، على طول موجة FM، وهناك أيضًا محطة تلفزيونيّة، وتخصّص محطّة التّلفزة الحكوميّة كلّ يوم سبت ثلاثين دقيقة للبرامج الإسلاميّة، ولكن لا توجد صحيفة، أو مجلة إسلاميّة في توغو إلى الآن.

دُعاة الاسلام في توغو

يقوم الدُّعاة والشّيوخ المسلمون من مختلف البلاد الإسلاميّة والمبتعثون الرّسميّون، بالتّدريس في  المدارس الإسلامية في توغو، إلى جانب إلقاء الخُطب في المساجد وإعطاء الدّروس.

يوجد في جمهوريّة توغو عشرة دعاة من وزارة الأوقاف السّعودية، وأربعة من رابطة العالم الإسلاميّ، وثمانية دعاة من شيوج جمعية الدّعوة الإسلاميّة العالميّة، واثني عشر داعية من لجنة مسلمي إفريقيا، وأربعة من دار الكتاب الإسلاميّ، وخمسة من المنتدى الإسلاميّ، وستّة من جمعيّة إحياء التّراث الإسلاميّ، وثلاثة من منظّمة الدّعوة الإسلاميّة.

تحدّيات الدّعوة إلى الاسلام في توغو

هناك الكثير من العوائق التي تواجه الدّعوة إلى الاسلام في توغو، خاصّة بسبب نقص الموارد، حيث تأتي أموالهم بشكل رئيسيّ من التّبرعات، والزّكاة من أعضاء الاتّحاد، بالإضافة إلى تحدّيات كثيرة وأهمّها التّبشير والتنصير، الذي تدعمه الكنائس العالميّة الغنيّة، كما أنّ هناك مخاطر من انتشار البهائيّة والقاديانيّة التي تدَّعي الاسلام في الظّاهر، بينما باطنها يدعو إلى التّحلل من الأحكام الشّرعيّة، بالإضافة إلى فرق التّيجانيّة وهي إحدى فرق الصّوفيّة، وتنشر معتقدات هذه الفرقة بين المسلمين البسطاء، الذين ليس لديهم وعيٌ كافٍ تجاه الثّقافة الإسلاميّة.

 

 

Exit mobile version