تاريخ الاسلام في تشاد
يوجد الاسلام في تشاد منذ أيّام فتوحات عقبة بن نافع، الذي يمكن العثور على أحفاده في منطقة بحيرة تشاد حتّى يومنا هذا، ومنذ ذلك الوقت بدأ المهاجرون العرب بالوصول من الشّرق في القرن الرّابع عشر بأعداد كبيرة، وكانت العقيدة الإسلاميّة راسخة بالفعل، فبدلًا من كونها نتاج غزو أو فرض سلطة سياسيّة جديدة، كانت الأسلمة في تشاد تدريجيّة، وأدّى الانتشار البطيء للحضارة الإسلاميّة إلى وصولها إلى خارج حدود تشاد السّياسيّة.
احتفظ المسلمون التّشاديّون بجمع الطّقوس والمعتقدات الإسلاميّة، وعلاوة على ذلك لم يتأثّر الاسلام في تشاد بالحركات الصّوفيّة الكبيرة التي سادت في العصور الوسطى، أو الاضطرابات الأصوليّة التي أثّرت على الثّقة في الشّرق الأوسط، وغرب إفريقيا، والسّودان، ولكلِّ منطقة في تشاد مذهب إسلاميّ من المذاهب الإسلاميّة الأربعة المالكيّ، والحنفيّ، والشّافعيّ، والحنبليّ.
تعليم الاسلام في تشاد
التّعليم الإسلاميّ الأعلى في تشاد غير موجود، وبالتّالي يجب على الطّلاب المسلمين الجادّين الذّهاب إلى الخارج، وتشمل الوجهات الرّائجة الخرطوم، و القاهرة، حيث سُيجّل العديد من التّشاديّين في جامعة الأزهر، وينصُّ الدستور التّشاديّ على الحرّيّة الدّينيّة، ومع ذلك قامت الحكومة التّشاديّة في بعض الأحيان بتحديد هذا الحقِّ لعدد من المجموعات في حالات معيّنة. بالنّسبة للمدارس الحكوميّة فالتّعليم الدّينيّ جميعه محظور، ويُسمح لجميع الأديان بافتتاح مدارس خاصّة لتعليم دينها.
الدّيموغرافيا الدّينيّة في تشاد
تبلغ مساحة تشاد حوالي 495.755 ميلًا مربّعًا، ويبلغ عدد سكانه حوالي 9 ملايين نسمة، وتقريبًا 54% منهم مسلمون، وثُلُثهم مسيحيّون، والباقي يمارسون الدّيانات الأصليّة التّقليديّة، أو لا دين لهم على الإطلاق. معظم الشّماليّين يمارسون الاسلام في تشاد، ومعظم الجنوبيّين يمارسون المسيحيّة أو ديانة أصلية تقليديّة، ومع ذلك أصبحت أنماط السّكّان أكثر تعقيدًا، لا سيما في المناطق الحضريّة، فالعديد من المواطنين، على الرّغم من انتمائهم لدين مُعيّن، لكنّهم لا يمارسون دينهم بشكل منتظم.
الغالبية العظمى من أتباع الاسلام في تشاد من الصّوفيّة وهي فرع معتدل من الإسلام، المعروف محلّيًّا باسم تيجاني، التي نشأت في عام 1727 تحت حكم الشّيخ أحمد تيجاني في المغرب والجزائر.
يُخَصّص في كلّيّة إدارة العائدات ممثِّل عن المجتمع الدّينيّ، وهي الهيئة التي تشرف على تخصيص عائدات النفط، ويتناوب على المقعد القادة المسلمين والمسيحيّين كلَّ ثلاث سنوات.
الاسلام في تشاد والحرّيّة الدّينيّة
ينص الدّستور التّشاديّ على الحرّيّة الدّينيّة، وينصُّ أيضًا على أن تكون الدّولة دولة علمانيّة، ومع ذلك فإنّ نسبة كبيرة من كبار المسؤولين الحكوميّين هم من المسلمين، وبعض السّياسات تفضّل الإسلام في ممارساتها العمليّة، على سبيل المثال ترعى الحكومة رحلات الحجِّ السّنويّة لمسؤولين معيَّنين.
تطلب الحكومة التّشاديّة من الجماعات الدّينيّة، بما في ذلك المجموعات التّبشيريّة الأجنبيّة، والجماعات الدّينيّة المحلّيّة، أن تُسجِّل نفسها لدى وزارة الشّؤون الدّينيّة التّابعة لوزارة الدّاخليّة، وهناك مجموعات تبشيريّة إسلاميّة، ومسيحيّة كاثوليكيّة، وبروتستانتيّة.
تحتفل الحكومة بالعطلات المسيحيّة والإسلاميّة كعطلات وطنيّة، وتشمل أيّام أعياد الاسلام في تشاد عيد الأضحى، وعيد مولد النّبيّ محمد عليه الصّلاة والسّلام، وعيد الفطر، أمّا الأعياد المسيحيّة فتشمل عيد الفصح، وعيد جميع القدّيسين، وعيد الميلاد.
التّعامل مع الاسلام في تشاد
مع أنّ الحكومة تعامل معظم الدّيانات أو الطّوائف على قدم المساواة، إلّا أنّه يبدو أنّ الجماعات الإسلاميّة تحصل على أذون رسميّة لأنشطتها بشكل أسهل بكثير، ويزعم الزّعماء الدّينيّون غير المسلمين أيضًا أنّ المسؤولين والمنظّمات الإسلاميّة يحصلون على إعفاءات ضريبيّة أكبر، في الماضي، أفادت التّقارير أنّ الحكومة منحت الأراضي العامّة للزّعماء المسلمين بغرض بناء المساجد، في حين يتعيّن على الطّوائف الدّينيّة الأخرى شراء الأراضي بأسعار السّوق لبناء أماكن العبادة، ولكن في الآونة الأخيرة، حاولت الحكومة موازنة طلبات الإعفاء من الضّرائب، وطلبات الأراضي بين الجماعات المسيحيّة والمسلمة.
حظر أحد جماعات الاسلام في تشاد
حُظرت جماعة (فيض الجعاريا)، وهي إحدى الجماعات الصّوفيّة، وصلت هذه المجموعة إلى تشاد من نيجيريا والسّنغال، وخلال احتفالاتها الدّينيّة وأنشطتها تسمح بالغناء والرّقص المختلط بين الذّكور والإناث، وتمَّ العثور على هذه الجماعة في منطقة كانم حول بحيرة تشاد وحتّى منطقة شاري باغيرمي، واعترض مدير الشّؤون الدّينيّة والتّقليديّة، والمجلس الأعلى للشّؤون الإسلاميّة، وبعض العلماء المسلمين على بعض العادات الدّينية لهذه الجماعة واعتبروها غير إسلاميّة، وحُظرت هذه الجماعة لأوّل مرّة في عام 1998، ومرّة أخرى في عام 2001، ولم تعترف الحكومة بهذه المجموعة رسميًّا، ولكن لا تزال المجموعة تقوم بأنشطة في منطقة شاري باغورمي.
الاسلام في تشاد والمواقف المجتمعيّة
تتعايش الطّوائف الدّينيّة المختلفة بوجه عامّ بدون مشاكل إلّا أنّه في 30 تشرين الأوّل 2004، كان هناك أعمال عنف في السّوق في مدينة بيبيجا الجنوبيّة بين مسيحيين ومسلمين، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا وجرح 21 آخرين، ولكن لم يحصل توتّر بين المسلمين والمسيحيّين كردِّ فعل على هذا العنف.