نظرة عامّة على الاسلام في تايلاند
يُشكّل الاسلام في تايلاند أحد الأقلّيّات الدّينيّة فيها، ويتركزّ المسلمون بشكل رئيسيّ في المقاطعات الجنوبيّة من ناراثيوات، وباتاني، ويالا، وساتون، ويقال إنّ الاسلام في تايلاند دخل إلى شبه جزيرة الملايو من قبل التُّجّار العرب والمغامرين خلال القرن الثّالث عشر، ومعظم المسلمين التّايلنديّين هم من أصول الملايو، ويعكسون التّراث الثّقافيّ المشترك لحصص المقاطعات الجنوبية في تايلاند مع ماليزيا.
تنقسم طوائف الاسلام في تايلاند إلى تسعة وتسعين في المئة من الطّائفة السُّنّيّة، وواحد في المئة من المسلمين الشيعة، ويتمتّع المسلمون في تايلاند بدعم من ملك تايلاند، الذي قدّم المال لترجمة القرآن الكريم الى اللّغة التّايلنديّة، وفي كلِّ عام يحضر الملك التّايلنديّ أو ممثلٌ عنه إلى الاحتفال بذكرى ميلاد النّبيِّ محمد عليه الصّلاة والسّلام، بالإضافة إلى أنّ الملك يُعيِّنُ القائد الدّينيّ الإسلاميّ المحترم، أو مستشار الدّولة لجميع الشّؤون الإسلاميّة، كما تقدِّم الحكومة أموالًا لبناء وتجديد المساجد.
هناك ما يقرب من ألفيِّ مسجد في تايلاند، حوالي المئة منها في العاصمة بانكوك، بالإضافة إلى حوالي مئتيّ مدرسة إسلاميّة تقدِّم تعليمًا مدنيًّا ودينيًّا، وبشكل عامٍّ يتمتَّع مسلموا تايلاند بالدَّعم الكامل من الدّولة، ولديهم الحرّيّة في تعليم وممارسة دينهم وفقًا لمبادئه الخاصّة.
الاسلام في تايلاند في المحافظات الجنوبيّة
يبلغ عدد السّكّان المسلمين في بعض المحافظات الجنوبيّة كبير جدًّا، ويُسمح للذين يعملون في الحكومة بالمغادرة لحضور المهرجانات الإسلاميّة المهمّة ويسمح لهم بالعمل نصف يوم الجمعة، وهو يوم مهمٌّ جدًّا بالنّسبة للمسلمين، يتمُّ منح إجازة لمدّة أربعة أشهر براتب كامل للسّماح للموظّفين بالذّهاب إلى الحجِّ، وفي هذه المحافظات يتمُّ التّعامل بالأحكام الإسلاميّة مثل قضايا الأسرة، والميراث، ويحكم بينهم قاضٍ مسلم، ويُشكِّل المسلمون الذين يعيشون في المقاطعات الحدوديّة الثّلاثة الجنوبيّة حوالي 18٪ من إجمالي تعداد المسلمين التّايلانديّين.
الاسلام في تايلاند في الوقت الحاضر
يوجد حوالي 7.5 مليون مسلم تايلنديّ في مملكة تايلاند، أيّ ما يُقارب 12٪ من إجمالي عدد السّكّان التّايلانديّين البالغ عددهم 62.5 مليون نسمة، ولا تعتبر السّلطات التّايلنديّة الاسلام في تايلاند من بين الأقلّيّات، لأنّهم يمتلكون هويّتهم الخاصّة، ويُمكنهم ممارسة التّقاليد الدّينيّة، والتّقاليد الثّقافيّة وأسلوب حياتهم الخاصّ، مثلهم مثل أيِّ طائفة أخرى في تايلاند مثل البوذيّين، والمسيحيّين، والهندوس، والكونفوشيوسيّين.
وهذه المساواة منصوص عليها في الدّستور التّايلانديّ في المادّة 38: يتمتّع الشّخص بحرّيّة كاملة في اعتناق دين، أو طائفة دينيّة، أو عقيدة، ومراعاة المبادئ الدّينيّة أو ممارسة شكل من أشكال العبادة وفقًا لإيمانه أو معتقدها؛ شريطة ألّا يكون ذلك مخالفًا لواجباته المدنيّة، أو النّظام العامّ، أو الأخلاق الحميدة.
المسلمون في تايلاند
يحظى المسلمون في تايلاند بفرص متكافئة مع غيرهم من التّايلانديّين، وعدد كبير من المسلمين في تايلاند حقّقوا إنجازات ملحوظة في جميع مناحي الحياة، وتولوا مناصب ذات مكانة عامّة عالية، على سبيل المثال، يوجد في البرلمان التّايلانديّ حاليًّا سبعة أعضاء في مجلس الشّيوخ من المسلمين، و 21 عضوًا مسلمًا في مجلس النّواب، وشَغَلَ منصب نائب رئيس الوزراء مسلم أيضًا وهو (السّيّد وان محمد نور ماثا)، وشَغَل العديد من المسلمين مناصب مهمّة مثل رئاسة الجمعية الوطنيّة، ورئاسة مجلس النّواب، ووزير الخارجيّة، ووزراءً في وزارات أخرى، وعلاوة على ذلك يشغل عدد كبير من المسلمين التّايلنديّين مناصب رفيعة مثل السّكرتير الدّائم، والسّفير وما إلى ذلك، ولعبت بعض النّساء التّايلنديّات المسلمات أدوارًا مهمّة في الأنشطة العامّة، وحصلن على أوسمة ملكيّة بألقاب مرموقة مثل (خون يينغ) و (تان فوينج).
دور الحكومة التّايلانديّة في دعم الاسلام في تايلاند
تولي الحكومات والبرلمانات التّايلانديّة المتعاقبة أهمّيّة كبيرة لتعزيز الشّؤون الإسلاميّة، وتحسين وضع المسلمين التّايلنديّين، وحماية المسلمين التّايلانديّين حتّى يتمكّنوا من الحفاظ على هويّتهم والعيش وفقًا للمبادئ الإسلاميّة والتّقاليد وأساليب الحياة التي تُناسبهم، وتمَّ سنُّ قانون إدارة المنظّمات الإسلاميّة في عام 1997، الذي أدّى إلى تشكيل اللّجنة الإسلاميّة المركزيّة في تايلاند، ويرأس اللّجنة الإسلاميّة المركزيّة شيخ الإسلام، أو المفتي الأكبر، الذي يعمل كمستشار حكوميّ للشّؤون الإسلاميّة، وفي ظل هذه اللّجنة، فإنّ كلّ محافظة تايلانديّة فيها عدد كبير من السّكّان المسلمين لديها لجنة إسلاميّة خاصّة بها، ولديها سلطة تعيين لجنة المسجد، في الوقت الحاضر، هناك ما مجموعه 3460 لجنة للمساجد في جميع أنحاء تايلاند.
تعليم الاسلام في تايلاند
في مجال التعليم، ينصُّ قانون التّعليم الوطنيّ على أنّ الأفراد والأسر والمجتمعات والمؤسّسات الاجتماعيّة والدّينيّة، بما في ذلك المنظّمات غير الحكوميّة، لهم الحق في توفير التّعليم الأساسيّ، وهكذا يتمتّع الشباب التّايلنديّ المسلم بالحرّيّة الكاملة لدراسة الإسلام الذي تقدِّمه مختلف المراكز الإسلاميّة في سنٍّ مبكّرة للغاية، عادة يتمُّ تسجيل الشّباب التّايلانديّ المسلم لأوّل مرّة في الرّوضة التي تديرها المساجد المحلّيّة، بعد ذلك، يتمّ تسجيلهم في مركز للتّدريب الدّينيّ والأخلاقيّ (تاديكا) الذي تُديره أيضًا المساجد المحلّيّة، وفي المدارس يستطيع المسلمون الاختيار بين المدارس العاديّة أو المدارس الإسلاميّة.
المراجع
http://www.thaiembassy.org/riyadh/th/organize/29025-Muslim-in-Thailand.html