فن التعامل مع الخطأ… ستّة مبادئ عمليّة مفيدة للتّعامل مع الخطأ

فن التعامل مع الخطأ ربّما لن يتعلّمه أيُّ شخص بين عشيّة وضحاها، ولكنّ آثاره على مرّ السّنين، مفيدة على الصّعيدين النّفسيّ والاجتماعيّ، والخطأ نفسه بعد القيام به يشعر صاحبه بالخجل ممّا قام به، لذا بدل تأنيبه، وزيادة المشكلة، يجب معرفة كيفيّة التّعامل مع هذا الخطأ مهما كان، سواء في العمل، أو في البيت، أو بين الأصدقاء، أو من المعارف.

خطوات فن التعامل مع الخطأ

التّفكير بأنّ الخطأ لم يكن عن قصد

أوّل خطوات فن التعامل مع الخطأ هو التّفكير بأنّ هذا الخطأ كان عن طريق الصّدفة، وعدم تحميل الأمر أكثر من طاقته، وعدم إساءة فهم المخطئ مباشرة من دون مُبرّرات، وإذا كان الخطأ شخصيًّا يجب التّفكير في الأمر الذي أدّى إلى هذه الغلطة، على سبيل المثال إذا قام تاجر بالمخاطرة ولم ينجح، فهذا لا يُعتبر خطأ أصلًا، لأنّ المجازفة أمر ضروريّ لريادة الأعمال، وعليه مسامحة نفسه على هذا الخطأ، والخطأ لا يعني بالضّرورة أنّ المخطئ شخص سيّء.

مبدأ مسامحة شخص آخر

من السّهل للمعظم أن يُسامحوا الآخرين بسرعة أكبر من مسامحة أنفسهم، عند ارتكاب نفس الأخطاء، لذا أحد فنون فن التعامل مع الخطأ، هو اعتبار الخطأ من الشّخص كأنّه وقع من شخص آخر، ليسهل عليه مسامحة نفسه، وتخيُّل ردّة الفعل إذا قام شخص آخر بالخطأ نفسه، أو أنّ الخطأ قام به طفل صغير، هل سيبقى الغضب منه إلى الأبد؟ بالطّبع لا، والنّفس أولى بالمسامحة من غيرها، والتّعامل مع النّفس بحبٍّ يجعلها أكثر نجاحًا.

مبدأ مسامحة شخص آخر
مبدأ مسامحة شخص آخر

القيام بكلِّ المحاولات لإصلاح الخطأ

إنّ القيام بكلِّ ما هو ممكن لإصلاح الخطأ الذي وقع، من أهمِّ خطوات فن التعامل مع الخطأ وتجاوزه، وبعد القيام بجميع المحاولات، وعدم نجاحها، يجب الاعتراف بالخطأ، وتحمّل عواقبه، وانتظار بعض الوقت للقيام بالخطوة التّالية.

الخطأ ليس نهاية الدّنيا

من فن التعامل مع الخطأ الاعتقاد بأنّ هذا الخطأ هو أسوأ شيء يُمكن أن يحصل، وهذا يجعل الشّخص يشعر بتحسُّن كبير، لأنّ ما هو فيه لن يسوء أكثر. إنّ التّفكير بالقاعدة العامّة كلُّ إنسان يخطئ، ولا يوجد أحد معصوم تُساعد أيضًا في تخفيف وطئ الحزن والغضب من الخطأ الذي وقع فيه الشّخص، على سبيل المثال إذا توقّع أحدٌ أنّه سيكون من العشرة الأوائل، وأخطأ في استغلال وقته وجهده، لن يحصل على أحد هذه المراتب، ولكنّ هذا لا يعني أنّه لا يُمكن تحصيل معدّل جيّد في مرّات أخرى.

الخطأ ليس نهاية الدّنيا

تشجيع النّفس

من فن التعامل مع الخطأ هو تشجيع الشّخص لنفسه بأنّه سيكون أكثر ذكاءًا في المرّة القادمة، ولن يُخطئ نفس الخطأ، وحتّى لو كانت الظّروف مُتشابهة، لن يقع في نفس الخطأ، وسيقضي المزيد من التّفكير في حلول صحيحة قدر الإمكان للخروج من الموقف بأقلّ الأخطاء، وبغضّ النّظر عن مدى سوء أداء الأمور، فغالبًا ما يكون هناك فرصة قادمة، لتكون جميع الأمور في سياقها الصّحيح، وتشّجيع النّفس أيضًا بأنّه كُلّما كان الخطأ كبيرًا، كٌلّما كان الدّرس أفضل، ومهما كان الدّرس صعبًا، لن تكون الأمور رهيبة إلى الأبد.

عدم اختلاق الأعذار

أسوأ ما يُمكن ارتكابه في فن التعامل مع الخطأ هو اختلاق الأعذار لما أفسده الشّخص، أو محاولة لوم شخص آخر على ما هو فيه، وأفضل ما يُمكن القيام به هو تحمّل مسؤوليّة الخطأ مهما كان.

المراجع

Exit mobile version