عبدالله ابن المقفع أو أبو محمد عبد الله روزبه بن داذويه ، كان مترجم فارسي ومؤلف ومفكر كتب في اللغة العربية ، عرف عنه كرمه وأخلاقه ومعرفته الواسعة لذلك كان واحدا من كبار المثقفين والمفكرين فى عصره . إليك سيرة ذاتية عن ابن المقفع :
سيرة ذاتية عن ابن المقفع
نشأته وملامح حياته :
ولد ابن المقفع سنة 724 م فى مدينة جور في إقليم فارس الإيراني ، وبعض المؤرخون نسبوه إلى مدينة البصرة . نشأ ابن المقفع فى عائلة من الأعيان المحليين ، فكان والده مسؤولاً حكوميًا عن الضرائب في عهد الأمويين ، وبعد أن تم اتهامه وإدانته بإختلاس بعض الأموال الموكلة إليه عوقب من قبل الحاكم بقطع يده ، ومن هنا جاء اسم المقفع أى الذى بتر ذراعه
خدم ابن المقفع في المناصب الطلابية تحت حكم الأمويين ، وخلافا لزملائه الآخرين فقد نجا من إضطهاد العباسيين بعد الإطاحة بهم من الأمويين ، عاد لاحقاً إلى البصرة وعمل سكرتيراً تحت إشراف عيسى بن علي وسليمان بن علي أعمام الخليفة العباسي المنصور ، وبعد أن قام المنصور بتقديم محاولة فاشلة للحصول على العرش ، طلب من ابن المقفع أن يكتب رسالة إلى الخليفة لعدم الإنتقام من ابن أخيه والعفو عنه .
ديانته :
تدين ابن المقفع بالمجوسية فكان على مذهب المانوية ، كما نشر هذا المذهب وترجمه إلى العربية لكنه أسلم على يد عيسي بن علي من الخلافة العباسية ، وغير اسمه إلى عبدالله ، لكن لم تطول حياته بعد إعلان إسلامه فتم قتله علي يد سفيان بن معاوية نتيجة لإتهامه بالذندقة وأنه كان يتخذ من الإسلام ستارا له ويتظاهر بالإسلام كذبا على الرغم من أنه لم يترك أى شئ يدل على ذندقته ولم يتهم بأى شئ يثبت ذلك .
مسيرته الأدبية :
تعتبر ترجمة ابن المقفع لقصة “كليلة ودمنة” من اللغة الفارسية إلى العربية أول تحفة في النثر الأدبي العربي ، حيث كان رائدا في تقديم السرد النثري فى الأدب العربي ومهد الطريق للمبدعين فيما بعد مثل الحمداني
وغيره من الأدباء الذين طوروا من الأدب العربي عن طريق تكييف الأساليب المقبولة التقليدية في الأدب وانتقال السرد الشفوي إلى النثر الأدبي ، كما كان ابن المقفع أيضًا عالماً بارعاً في اللغة الفارسية الوسطى ، وكان مؤلفا للعديد من الخرافات الأخلاقية
ومن أبرز أعماله الأدبية الأخرى
- الدرة الثمينة والجوهرة المكنونة
- مزدك
- باري ترمينياس
- أيين نامة في عادات الفرس
- التاج
- ايساغوجي
- الأدب الصغير
- رسالة الصحابة
- الأدب الكبير
أبرز ما كتب فى كتابه “الأدب الصغير”
لا عقل لمن أغفله عن آخرته ما يجد من لذة دنياه ، وليس من العقل أن يحرمه حظه من الدنيا بصره بزوالها
. من لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة
. وأمارة صحة العقل ، اختيار الأمور بالبصر وتنفيذ البصر بالعزم ، وللعقول سجيات ، وغرائز بها تقبل الأدب وبالأدب تتنمى العقول وتزكو
. والعقل بإذن الله هو الذي يحرز الحظ ويؤنس الغربة وينفي الفاقة ويعرف النكرة ويثمر المكسبة ويطيب الثمرة ويوجه السوقة عند السلطان ويستنزل للسلطان نصيحة السوقة ويكسب الصديق وينفي العدو
حكم واقتباسات عن ابن المقفع :
- الدين تسليم بالإيمان ، والرأي تسليم بالإختلاف ، فمن جعل الدين رأياً عرضه للإختلاف ومن جعل الرأي ديناً قدسه
- ليس أحد من الناس إلا وفيه من كل طبيعة سوء غريزة وإنما التفاضل بين الناس في مغالبة طبائع السوء
- اعلم أن من عدوك من يعمل في هلاكك ، ومنهم من يعمل في مصالحتك ، ومنهم من يعمل في البعد منك ، فاعرفهم على منازلهم
- لا شئ أخف وأسرع تقلبا من القلب
- إذا أسدى شخص إليك جميلا فحذار أن تنساه
- لا يمنعك صغر شأن إنسان من اجتناب ما رأيت من رأيه صواباً
- الضعيف المحترس من العداوة أقرب إلى السلامة من القوي المغتر
- الألسن لا تصدق في خبرها عن القلوب ، والقلب أعدل شهادةعلى اللسان من اللسان على القلب
- إن طالب الحق هو الذي يفلح وإن قضي عليه ، وطالب الباطل مخصوم وإن قضي له
- إن الإنسان إنما يحب الحياة محبة لنفسه وأنه لا يحب من أحب من الأحباب إلا ليتمتع به في حياته