الصحابة الكرام لهم مأثر عديدة في حب الله ورسوله ذكرت في القرأن كقصة أبو بكر الصديق، وذكرت في السنة النبوية، كما لهم مأثر مع بعضهم البعض.. وسنتعرف في هذا المقال على قصص عن حب الصحابة لبعضهم.
من هو الصحابي ؟
- يعرف الصحابي بأنه كل من قد اجتمع مع الرسول صل الله عليه وسلم، وكان مؤمنا به، وقد مات على ذلك، حتى لو لم يره، فلفظ عدم الرؤية هنا قد يكون بشكل عارض كالعمى مثلا، كما كان الحال مع بعض الصحابة كالصحابي بن أم مكتوم، كما أنه من لم تطل صحبته بالحبيب يعد صحابي.
فضل حب الصحابة
رويت العديد من الأحاديث عن الرسول صل الله عليه وسلم يوضح فيها فضل حب العباد للصحابة، وعقوبة سبهم:
- روى الطبراني بسند صحيح من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: « إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا» [رواه الطبراني، وصححه الألباني].
- روى الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: « لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ ».
- روى الطبراني بسند صحيح من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: « مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » [رواه الطبراني، وحسنه الألباني].
- روى ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: “لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ – صلى الله عليه وسلم – فَلَمَقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ” رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
قصص عن حب وإيثار الصحابة لبعضهم:
تتعدد القصص التي تظهر مدى حب الصحابة وإيثارهم لبعضهم البعض والتي سنذكر منها ما يلي:
-
قصة ايثار الصحابة وتفضيل بعضهم البعض:
- أخذ سيدنا عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، 400 دينار وقام بوضعها في صرَّة، وأعطاها لغلامه، وقال له: (اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح، ثمَّ تلكَّأ ساعة في البيت حتى تنظر ماذا يصنع بها، فذهب الغلام بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: وصله الله ورحمه، ثمَّ قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السَّبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفدها، فرجع الغلام إلى عمر، فأخبره، فوجده قد أعدَّ مثلها لمعاذ بن جبل، وقال له: اذهب بهذا إلى معاذ بن جبل، وتلكَّأ في البيت ساعة حتى تنظر ماذا يصنع، فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: رحمه الله ووصله، وقال: يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا وبيت فلان بكذا، فاطَّلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلَّا ديناران فنحا بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسُرَّ بذلك عمر، وقال: إنَّهم إخوة بعضهم مِن بعض، أخي وعياله أحوج).
- هذا و قال ابن عمر رضي الله عنه: (أهدي لرجل مِن أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم رأس شاة، فقال: إنَّ أخي فلانًا وعياله أحوج إلى هذا منَّا، فبعث به إليهم، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات حتى رجعت إلى الأوَّل، فنزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}، الدرر السنية