سيرة ذاتية عن الشاعر بشار بن برد … ما لم تعرفه عن بشار بن برد ونهايته المأساوية
بشار بن برد ، الملقب بـ “المرعث” كان شاعر مخضرم حيث عاصر أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي ، كان بشار من أصل فارسي وإعتبره بعض العلماء أنه الشاعر الأول “الحديث” وواحد من رواد الأدب العربي ويعتقد أنه كان له تأثير كبير على الجيل التالى من الشعراء . إليك سيرة ذاتية عن الشاعر بشار بن برد :
سيرة ذاتية عن الشاعر بشار بن برد
نشأته وحياته :
ولد بشار عام 714 فى البصرة حيث ولد أعمى منذ الولادة وقيل أنه كان قبيحا نتيجة لندوب الجدرى التى كانت تملأ وجهه ، كان والده رجلًا حرًا من قبيلة العقيل وقد أخذ جده أسيرًا للعراق
نشأ بشار بن برد في بيئة ثقافية غنية وأظهر مواهبه الشعرية في سن مبكر ، لكن سرعان ما تم إدانة ومهاجمة شعره من قبل بعض الشخصيات الدينية ، مثل مالك بن دينار والحسن البصري بسبب فساده وشعره الغزلى الماجن ، ولم يكتفى بذلك حيث إنتقد واصل بن عطا الذي تعتبره بعض الروايات أنه مؤسس مدرسة المعتزلة للفكر الإسلامى وكان بشار بن برد معارضا للمعتزلة لذلك كان ينتقده بإستمرار
بعد قيام العباسيين ببناء بغداد ، إنتقل بشار من البصرة إلى بغداد عام 762 ، وأصبح بشار مرتبطًا بالخليفة المهدي بسبب مهارته وبالرغم من حبه فى كتابة قصائد الغزل والحب إلا أن أمره المهدي بألا يكتب المزيد من قصائد الحب وسرعان ما نفذ بشار الأمر
عاش بشار بن برد حياته بين الملذات والخمر والنساء وكان يفتخر بذلك مجاهرا به دون خشية ، كما عرف عنه بأنه كان سليط اللسان يرد على كل من عارض رائيه ، لذلك كان كثير الهجاء لبعض العلماء منهم الأصعمى والأخفش حتى الخليفة المهدى .
وفاته :
قيل أن شعره كان سببا فى مقتله ، فكان كثير الهجاء غير معترف بالتقاليد والأعراف حيث هجى وزير الخليفة المهدى “ابن داوود” من ثم هجى الخليفة المهدى فسمعه ابن داوود وسرعان ما أخبر الخليفة قائلا إن هذا الأعمى الزنديق بشار قد هجاك فذهب المهدى إلى البصرة وإذ به يسمع أذان فى غير وقته فإذا به بشار فى حالة من السكر يلهو بالأذان ، فأمر الخليفة المهدى بضربه بالسوط حتى مات
إسلوبه الشعرى :
كانت معظم هجاءته تعتمد على الإسلوب التقليدي ، وكان يجتمع بالنساء ويلقى قصائد العزل كما كان كثير المدح للبعض فكان مبالغا فى مدحه بهدف الوصول إلى الكثير من النفوذ والمال ، كان يتباهى بإنجازات أسلافه الفارسيين ويشوه “العرب غير المتحضرين” .
أعماله الأدبية :
كتب بشار بن برد عدد كبير من القصائد لأغراض مختلفة من الهجاء والغزل حتى المدح ، وصل عدد قصائده إلى 626 قصيدة تقريبا من أبرز هذه القصائد :
- تجهَّزْ طال في النَّصَبِ الثَّواءُ
- حيِّيَا صاحِبيَّ أُمَّ الْعلاَء
- طالَ انتظاري عهدَ أبَّاءِ
- أفَرخ الزِّنجِ طَالَ بِك البَلاء
- منَّيْتَنِي بِشْراً وبشرٌ فتًى
- أجارتنا ما بالْهوان خفاءُ
- قَدْ لَعب الدَّهْرُ علَى هامَتِي
- خَاطَ لِي عَمْوبة قِبَا
- تَرْجِعُ النَّفْسُ إِذَا وَقّرْتَها
- تَجْرِي على أحْسَابِهِمْ
- كَأَنَّ قَرْقرَة َ الإِبْريقِ بينهُمُ
- وغَلاَ عَلَيْكَ طِلاَبُهُ
- ذهبَ الدَّهرُ بسمطٍ وبرا
- عوجا خليليَّ لقينا حسبا
أبرز أبياته الشعرية قصيدة تجهَّزْ طال في النَّصَبِ الثَّواءُ :
تجهَّزْ طال في النَّصَبِ الثَّواءُ
ومُنْتظَرُ الثَّقِيلِ عَلَيَّ داءُ
تركْتُ رِياضة النَّوكَى قديماً
فإنَّ رياضة النَّوكى عياءُ
إذا ماسامنِي الخُلطاء خَسْفاً
أبيتُ وربَّما نفع الإباءُ
وإغضائِي علَى البزْلاء وهْنٌ
ووجه سبيلها رحب فضاءُ
قضيتُ لبانة ً ونسأت أخرى
ولِلْحاجات وَرْدٌ وانْقِضاءُ
على عيني “أبي أيُّوب” منِّي
غِطاءٌ سوْف ينْكشِفُ الغِطاءُ
جفاني إذ نزلْت عليهِ ضيفاً
وللضَّيفِ الكرامة ُ والحباءُ
غداً يتعلَّمُ الفجفاج أنِّي
أسودُ إذا غضبتُ ولا أساءُ
أبرز أبياته الشعرية قصيدة قَدْ لَعب الدَّهْرُ علَى هامَتِي :
قَدْ لَعب الدَّهْرُ علَى هامَتِي
وذُقْتُ مُرًّا بعْد حَلْوَاءِ
إِنْ كُنْتِ حَرْباً لهُمُ فانْظُرِي
شطري بعينٍ غيرِ حولاء
يا حسنهاحين تراءتْ لنا
مكسورة َ العينِ بإغفاء
كأنَّما ألبستها روضة ً
مابين صفْراءَ وخضراء
يلومني ” عمروٌ” على إصبع
نمَّتْ عليَّ السِّرَّ خرْساء
المراجع