يجد معظم الآباء مشكلة في التعامل مع أبنائهم خلال فترة المراهقة وخاصة إذا كان المراهق عصبياً، ولا يعي البعض حساسية هذه المرحلة وأهميتها في بناء شخصية المراهق فيتعاملون معه بالعنف الأمر الذي قد يتسبب في حدوث مشاكل وعقد نفسية له عند الكبر، وفي هذه المقالة سنجيب على سؤال كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي؟
العصبية والغضب عند المراهقين
- مرحلة المراهقة هي الفترة التي تحدث فيها التغيرات الجسدية والعاطفية وتغيرات في المزاج لدى المراهق، فالغضب والعصبية جزء طبيعي من هذه المرحلة غالباً ما تنتهي بانتهائها، كما أنها عاطفة ثانوية عند المراهقين تخفي عواطف أخرى أساسية مثل الحزن والأذى والشعور بالعار والخوف.
- يمكن أن تكون عصبية المراهق رسالة للوالدين أنه بحاجة إلى الحب والدعم والأمان والرغبة في لفت انتباههما للاهتمام به، أو يمكن أن تكون رد فعل طبيعي تجاه الضغوط الخارجية والانتقاد المستمر من قبل الأهل.
- يجب على الوالدين أن يعوا بأن المراهق لا يعرف السيطرة على انفعاله والتعامل مع غضبه وهذا ما يجعله خائف ومحبط، لذلك فإن مهمة التعامل مع عصبية المراهق وعلاجها يقع على عاتق الأهل.
كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي؟
من المهم أن يدرك الآباء أن سلوكهم وردود أفعالهم وطريقة التعامل مع غضب المراهق له دور كبير في تحسين حالة المراهق العصبي ومساعدته في التخلص من نوبات الغضب وذلك من خلال:
- محاولة فهم المراهق: إن إحساس المراهق بأن والديه يسيئان فهمه ويعاملانه كشخص غريب الأطوار يزيد من عصبيته وانفعاله لذلك يجب محاولة تفهم عصبيته خلال هذه المرحلة ومعالجة أسبابها.
- التشجيع على إيجاد هواية: حاول أن تشجع المراهق على اكتشاف هواية ما مثل الرسم أو العزف أو السباحة أو أي رياضة أو هواية أخرى ومحاولة تنميتها فذلك يساعد على ملئ وقته وتفريغ طاقة الغضب والعصبية والتحكم بمشاعره السلبية.
- ضع حدوداً للعصبية: عندما يهدأ المراهق يجب أن تقوم بالحديث معه كشخص واع وتخبره بالتصرفات غير المقبولة عند غضبه والتي لا يمكن التسامح معها مثل تكسير الأشياء والكلام البذيء والعنف وإلا سيتم عقابه حيث يمكن أن يساعد ذلك في وضع المراهق لنفسه حدود عند الغضب.
- حاول تعزيز ثقة المراهق بنفسه: يحاول المراهق الفاقد لثقته بنفسه أن يثبت نفسه من خلال الصراخ والصوت العالي لذلك حاول تعزيز ثقته بنفسه وبأنه شخص محبوب وذكي، حيث سيساعد ذلك في تقليل عصبيته وانفعاله.
- تنفيذ العقوبات: عند خرق المراهق للقواعد التي وضعتها وقيامه بتصرفات عنيفة عند دخوله في نوبة غضب لا تهمل تنفيذ العقوبات التي هددته بها سابقاً وإلا سيشعر المراهق بأنه يمكنه القيام بكل شيء عند غضبه دون عقاب، وذلك سوف يزيد الوضع سوءً ويجعل المراهق يتمادى في تصرفاته لأنه يعرف مسبقاً أن والديه لن يعاقباه ككل مرة.
- دعمه وإظهار الحب: يحتاج المراهق للشعور بالحب والدعم من قبل والديه، لذلك حاول أن تطمئنه وتخبره أنك تحبه وستظل تحبه على الرغم من جميع تصرفاته، ذلك سوف يساعده في تخطي المرحلة بشكل صحي وبدون ترك آثار سلبية في شخصيته.
- قضاء الوقت مع ابنك المراهق: يحتاج كل مراهق أن يشعر بأنه محبوب من والديه، لذلك حاول قضاء وقت ممتع معه والقيام بنشاطات مشتركة، قضاء ساعة على الأقل يومياً مع ابنك والقيام بنزهة في العطل مع العائلة يمكن أن يساعد المراهق في تخطي هذه المرحلة.
أسباب الانفعالات والعصبية عند المراهقين
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تتسبب في فقدان المراهق لأعصابه وانفعاله بشكل متكرر، ومن أهم الأسباب التي تؤثر في شخصية المراهق وتجعله عصبي وسريع الانفعال:
- المشاكل الأسرية: تعتبر المشاكل الأسرية من أهم الأسباب التي تؤثر على نفسية ابنك وابنتك في مرحلة المراهقة حيث يبقى المراهق في حالة قلق وتوتر تدفعه في النهاية إلى أن يصبح شخص عصبياً.
- حدث صادم: يمكن أن يتسبب أحد الأحداث الصادمة في حدوث تغيير في شخصية المراهق وجعله أكثر عصبية وانفعال، مثل وفاة أحد الأشخاص المقربين أو الانفصال عن شخص يحبه.
- الاكتئاب: من الممكن أن تكون الانفعالات العصبية أحد أعراض الاكتئاب، حاول أن تراقب تصرفاتهم إذا ما كان هناك أي أعراض أخرى تشير إلى الاكتئاب وخاصة الشعور الدائم بالحزن والبكاء بدون سبب.
- التعرض للتنمر: التعرض المتكرر للتنمر خاصة في المدرسة من الأسباب المهمة التي تدفع المراهق في أن يصبح عدوانياً وعصبياً في المنزل، حيث يحاول أن يثبت نفسه أمام أسرته وأن يعوض مشاعر النقص وعدم الثقة بالنفس الناتجة عن التنمر.
- لفت الانتباه: غالباً ما يحاول المراهق من خلال تصرفاته العنيفة والعصبية لفت انتباه والديه للاهتمام به وخاصة في حال وجود أطفال في العائلة يقوم الأبوان بالاهتمام بهم أكثر من المراهق.
- القلق والتوتر: تعتبر مرحلة المراهقة مليئة بالقلق والخوف والإحباط وكثيراً من المراهقين لا يعرفون كيفية التعامل مع هذه المشاعر لذلك قد تظهر ردود أفعالهم بصورة غضب وانفعال شديد.
- التغيرات الهرمونية: التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة المراهقة تجعل المراهقين أكثر تقلباً في المزاج مما يجعلهم عصبيين وغاضبين أغلب الأوقات.
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع المراهقة العنيدة؟ تعرف على أساليب التعامل مع عناد المراهقات وطرق معالجته