مرحلة المراهقة في علم النفس هي مرحلة من العمر تمتد من سن الخامسة عشر إلى الواحد والعشرين، وهي من أصعب وأهم المراحل التي قد يمر بها الإنسان، سواء الذكر أم الأنثى؛ وهي التهيئة الأولى لمرحلة النضج التي ندخل إليها، ولا تقتصر التغييرات والتطورات التي تحدث فيها على التغيير النفسي، والتفكير، بل وتتبعها تغييرات هرمونية جسدية لكلا الجنسين، لكنها تكون مختلفة. ويحتاج الشباب في تلك الفترة اهتماماً خاصاً ورعاية كبيرة، وانتباهاً أكثر من قبل العائلة؛ فهذه الفترة حرجة جداً، قد تنعكس سلباً على تفكيرهم وتصرفاتهم إذا لم تتم السيطرة عليها.
مراحل المراهقة في علم النفس
توصل علماء النفس فيما يخص فترة المراهقة بأنها مكونة من ثلاث مراحل أساسية هي:
- المراهقة المبكرة: وتبدأ من عمر 10 سنوات وحتى عمر 14 سنة.
- المراهقة المتوسطة: من بداية الخامسة عشر وحتى السابعة عشر.
- المراهقة المتأخرة: تشمل هذه المرحلة العمر من 18 عاماً إلى 24 عاماً.
كل مرحلة من هؤلاء من مراحل المراهقة في علم النفس تصادف العديد من التحديات للمراهقين أنفسهم وللوالدين وطريقة تقبلهم للأمر والتعامل معه.
علامات الدخول في مرحلة المراهقة
- أول المؤشرات هو النمو والتغيرات الجسدية والتي تتمثل في تغيرات حجم العضلات والكتفين وظهورهما في الذكور وبروز منطقة الفخذ في جسد الفتاة.
- النضوج والتغير الجنسي، وبه تبدأ الدورة الشهرية للفتاة وتبرز أجزاء عديدة في جسدها، أما الذكور فيكبر لديهم حجم الخصيتين وينمو الشعر بشكل كثيف في العديد من أجزاء الجسد.
- من ضمن العلامات التغيرات النفسية التي تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية والجسدية مما الاضطراب النفسي والشعور بالإحراج والخوف الشديد.
أنواع المراهقة وفقًا لعلم النفس
هناك ثلاثة أنواع أساسية للمراهقة تظهر على الأفراد تتمثل فيما يلي:
- المراهقة السوية: في هذه الحالة تمر مرحلة المراهقة في علم النفس بشكل سوي للغاية كأي مرحلة عمرية أخرى دون مواجهة مشاكل، بل يكاد الفرد بها يصل إلى حالة النضج الفكري والوعي الكافي واعتباره مسؤولًا يتم الاعتماد عليه.
- المراهقة الانسحابية: في هذه الحالة تتمثل المراهقة في رغبة الشخص في الانسحاب والانعزال عمن حوله، وبها يميل إلى البقاء وحيدًا في كثير من الأوقات، وفي هذه الحالة على العائلة التقرب منه والحرص على إظهار الحب والاهتمام به.
- المراهقة العدوانية: أخطر أنواع مراحل المراهقة، وبها يكون المراهق عصبياً للغاية ويصعب السيطرة عليه ويمكن أن يصبح متمردًا ومتعارضاً مع كل الأفكار من حوله مما ينتج الكثير من الصراعات بينه وبين والديه والتأثير السلبي على العديد من القرارات والخيارات التي يتخذها.
كيفية التعامل مع المراهقين
- من أهم الأمور التي تساهم في مرور مرحلة المراهقة بأمان الإلمام من قبل الوالدين بكيفية التعامل والتحدث مع الأبناء، وفي البداية يجب التحدث بصراحة مع المراهقين حول التغييرات التي يمرون بها، ومن الممكن يمثل هذا الأمر تحديًا لأي والدين، خاصة بالنظر إلى التحول في العلاقة بين الوالدين والطفل خلال هذا الوقت.
- من الأمور التي تساهم في التواصل والتفاهم مع المراهقين هو مساعدتهم على فهم ما ينتظرهم، وشرح كيف ستتغير أجسادهم حتى لا يتفاجؤوا تخفيفًا للخوف والقلق الذي يصيبهم.
- يمكن للوالدين بدء محادثة حول التغييرات الاجتماعية وتغييرات نمط الحياة التي تصاحب المراهقة، ومناقشة عواقب القرارات المهمة التي سيتخذونها مثل: ممارسة الجنس، أو تجربة المخدرات وغيرها من أمور مشابهة.
- يجب أن تشجع المراهق على التفكير في خياراته، والاستماع له وهو من أكثر الأمور المهم قبل التوجيه وإيجاد الحلول وهذا الأمر يقوي العلاقة بين الوالدين بشكل كبير، ويجب أن يتم الاستماع دون أي أسئلة تشعر المراهق بالحكم عليه أو التحكم به.
التطور النفسي والاجتماعي للمراهق
يستمر المراهقون في تحسين إحساسهم بالذات من حيث علاقتهم بالآخرين، حيث أشار العالم إريكسون أحد رواد علم النفس بخصوص المراهقة إلى أن مهمة المراهق تتعلق بالهوية بشكل كبير، وبالتالي فإن أغلب الأسئلة التي يواجهها المراهق هي: (من أنا؟) و(من أريد أن أكون؟). لهذا يتبنى بعض المراهقين القيم والأدوار التي يتوقعها آباؤهم لهم، ويطور المراهقون الآخرون هويات معارضة لآبائهم ولكنها تتوافق مع أصدقائهم، وأصبح هذا هو الأمر الشائع حيث أصبحت علاقات الأصدقاء محورًا رئيسيًا في حياة المراهقين. مع هذا فإن التطور النفس والاجتماعي للمراهق خلال مرحلة المراهقة في علم النفس يعتمد بشكل كبير على العلاقة الإيجابية بين الأطفال وآبائهم على الرغم من الدور الكبير لآباء في الأمر.
اقرأ أيضًا: ما هي أهم حاجات المراهق؟