تربية الأبناء أمر ليس سهلا وخاصة في مرحلة المراهقة، فمشاكل المراهقين كثيرة، وأخطاؤهم أكثر، وكثيرا ما نعجز في التعامل معهم ومعالجة الخطأ، فنبحث طويلا عن الطرق التربوية الصحيحة للتعامل مع هذه الأخطاء، وسوف نعرض في هذا المقال كيفية التعامل مع الابن المراهق إذا أخطأ.
كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ
سنعرض فيما يلي مجموعة من السلوكيات الخاطئة للمراهقين وطرق حلها كالتالي:
-
سلوك إيذاء النفس
من السلوكيات والأخطاء الخطيرة التي يمكن أن يرتكبها المراهق هو إيذاء نفسه سواء كان إيذاء نفسي أو جسدي أو سلوكياً.
حل المشكلة
يمكنك مراقبة طفلك دون أن يشعر بذلك ومساعدته في مواجهة أي مشكلة تلحق به قبل أن يتعرض لأذى.
-
الجنس والمخدرات الكحوليات
تعتبر مرحلة المراهقة من أكثر المراحل التي تزداد فيها احتمالية سقوط الفرد كفريسة للتدخين أو إدمان الكحول والمخدرات أو ارتكاب أخطاء جنسية فليس عجيبا أن تجد ابنك البالغ من العمر 15 عاماً قد بدأ في التدخين أو أدمن مشاهدة المقاطع الجنسية فقد يكون السبب وراء ممارسة هذه التصرفات سوء المعاملة في المنزل أو انفصال الوالدين أو ضغط الأصدقاء أو التعرض للعنف.
حل المشكلة
أرفض هذه الأنشطة تماما ولكن لا ترد على الفور ولا تبالغ في رد الفعل ولا داعي للذعر فيمكنك التحدث معه عن ذلك بكل هدوء وإفهامه أضرار المخدرات والكحول وممارسة الجنس في وقت مبكر واجعل حوارك معه وديا لا يشوبه انتقاد أو اتهام.
-
المبالغة في استعمال أجهزة الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي
كثيرا ما يدمن المراهقين استخدام هذه الأجهزة ويسبب لهم هذا الأمر الكثير من المشكلات كضياع الوقت وإهمال المذاكرة أو وقوعهم فريسة لمن يستغل براءتهم وسذاجتهم.
حل المشكلة
راقب استعمال ابنك أو ابنتك المراهقة للإنترنت وافرض قواعد صارمة واحتفظ بعلامة التبويب في سجل المتصفح الذي يستخدمه، وشجعهم على التحدث عن ما يفعلونه أو يجدونه على مواقع التواصل الاجتماعي وحدد لهم الوقت المناسب الذي يسمح لهم فيه باستخدام وسائل الاتصال حتى مع زملائهم.
-
العدوان والاعتداء
كثيرا ما يصاب المراهق بنوبات غضب غير مفهومة ولأسباب بسيطة ويصبح متحدثا ومجادلا أكثر من اللازم، فرغم أن الغضب عاطفة إنسانية طبيعية إلا أنه إذا لم يتم التحكم فيه بشكل سليم سيصبح المراهق أكثر عدوانية ويضر بنفسه وبمن حوله.
حل المشكلة
كن هادئاً في تعاملك معه واستمع جيدا إلى حديثه مع مراعاة التحكم في غضبك وشجعه على التعبير عن مشاعره بدلا من كبت غضبه ثم انفجاره مرة واحدة وعلمه الطرق السليمة للتعبير عن غضبه.
طرق التعامل الصحيحة مع المراهق
هناك مجموعة من القواعد الهامة التي يجب على الآباء والأمهات اتباعها في التعامل مع ابنهما في مرحلة المراهقة، وهي كالتالي:
- الاستماع جيدا إلى الابن المراهق والتحدث معه في أدق التفاصيل التي تشغل عقله، حتى تستطيع التدخل لمساعدته وحمايته من الخطر في الوقت المناسب.
- يتوجب على الوالدين أن يدعما القرارات التي يتخذها ابنهما المراهق ويساعدانه في تحقيقه بطريقة صحيحة، تكلفة أقل الخسائر الممكنة في حالة عدم اقتناعهما بقراره.
- تجنب قول كلمة لا لابنك المراهق لتجنب التصادم معه فمن الأفضل أن يعرض الوالدان عليه خيارات أفضل ومحاولة إقناعه بها.
نصائح الآباء والأمهات للتعامل مع ابنهما المراهق
- يجب أن يدرك الآباء جيدا أن رغبة المراهق في الانفصال عن والديه وسعيه الدائم إلى الاستقلال أمر طبيعي.
- يجب على الأبوان مصاحبة ابنهما المراهق ومعرفة أسراره ومساندته كما أنه من المهم أيضا مصادقة أصحابه ومشاركتهم الحديث والتنزه فالأصدقاء من أقوى المؤثرات في حياة المراهقين.
- اهتم بإيجابيات ابنك وحاول اكتشافها واحذر أن تحاصره وتنتقده وتلعب دور المراقب عليه أو رئيسه في العمل فلا أحد يحب من يمارس عليه هذا الدور أبدا.
- لا تبالغ في التدقيق في عيوب المراهقين حتى لا يبادلوك ذلك فبالطبع أنت بشر مثلهم لك أخطاء فتقبل أخطاءهم ولا تطلب المثالية التي لم تحققها أنت.
تحديات وصعوبات يواجهها الأبوان مع الابن سن المراهقة
هناك الكثير من التحديات والصعوبات التي يواجهها الآباء والأمهات عندما يبلغ أطفالهم مرحلة المراهقة، كالتالي:
- اكتشاف الوالدين أنه لا بد من تغير الطرق التي يتعاملان بها مع طفلهما واتباع طرق تربوية جديدة تناسب هذه المرحلة فلم يعد طفلهم يتقبل تدخلهم في حياته ومشاركتهم قراراته بل أصبح يسعى جاهدا إلى الاستقلال.
- ظهور مسؤوليات تربوية جديدة يجب على الأبوين تحملها في هذه المرحلة مثل التربية الجنسية والتعامل مع مزاج المراهقين المتقلب، والتعامل مع تمردهم وقلة احترامهم وضرورة الانتباه لسلوكهم وتصرفاتهم بشكل أعمق حتى لا يقعوا فريسة لأصدقاء السوء أو يقبلوا على التدخين وغيره من السلوكيات المرفوضة.
- يجب تعلم الوالدين طرق التواصل بشكل سليم مع أبنائهم في مرحلة المراهقة فقد يظن الآباء أن رغبة المراهق في الاستقلال عن والديه تعني أنه يرفض وجود الأبوين والتواصل معه ولكن هذا ظن خطأ فهو في أشد الاحتياج إلى اهتمامهم ووجودهم ولكن بشكل يحترم نضجهم وعقولهم دون فرض السيطرة عليهم أو توجيه الأوامر لهم.
- لا تحاول فرض القيم على ابنك المراهق أو القواعد التي كانت تتبعها عائلتك منذ زمن ولكن عليك أن تراعي جيدا التغيرات والتطورات المجتمعية التي حدثت وتربي طفلك عليها بما لا يتنافى مع قواعد الأخلاق والأدب.
اقرأ أيضًا: كيف أقوي شخصية ابني المراهق