يبدأ سن المراهقة عندما يمر الأطفال بالعديد من التغييرات الجسدية والعاطفية، ويعد تطوير الثقة بالنفس أمراً ضرورياً لمساعدة المراهقين على تحقيق أهدافهم، وبناء علاقات أفضل، وليكونوا مرنين لمواجهة التحديات. ويلعب الآباء دوراً مهماً في تحديد شخصيات أطفالهم وإرشادهم نحو الطريق الصحيح ولذلك يجب أن يكون الآباء داعمين لأبنائهم المراهقين، وإظهار الاحترام لهم، والتقدير وتشجيعهم على أن يكونوا متفائلين.
كيف أقوي شخصية ابني المراهق
يُمكن تقوية شخصية الابن المراهق عن طريق اتباع الخطوات الآتية:
- تهيئة الجو الأسري الداعم: إن المراهق يتأثر بالجو الأسري الذي يعيش فيه أو بمعنى آخر بالأجواء الجيدة أو السلبية التي تحيط علاقته بأهله؛ لذا فإن من المهم أن يُحاول الأهل خلق جو من الدعم والتشجيع المستمرين للمراهق لتوفير الشخصية القوية له في كافة المجالات، ومن الضروري ابتعاد الوالدين عن المشاجرات العنيفة أمامه.
- اتخاذ القرارات منفردًا: يجب أن يُركز الأهل على تشجيع المراهق على اتخاذ القرارات التي تخصه بمفرده، وهذا لا يعني عدم تقديم الإرشادات والنصائح له، لا سيما إذا ما كان الخيار الذي يُريده يُعارض مسيرته المستقبلية، ولكن منحه بعض الحرية في هذا المجال سيجعله قادرًا على التعلم من أخطائه أكثر، والاعتماد على نفسه لتنمو شخصيته وتقوى.
- نظرة المجتمع للمراهق: على الأهل أن يتفهموا فكرة أنّ المراهقين يُعلقون الكثير من الآمال على نظرة المحيطين بهم إليهم؛ لذا عليهم مساعدة أبنائهم على عدم الاستناد إلى رأي الآخرين بما يريدون فعله أو قوله أو غيرها، بل أن يُعلموهم الاستقلالية لبناء الشخصية الذاتية الفردية.
- الأصدقاء والزملاء: تعد العلاقات الإنسانية وخصوصًا الصداقة من أكثر العوامل المؤثرة في شخصية المراهق؛ إذ إن فشله في بناء الصداقات القوية والمتينة يُمكن أن يُعرضه للكثير من المشاكل من الناحية النفسية؛ فيبدأ بلوم نفسه ثم لوم من حوله، وقد يميل في بعض الأوقات إلى الانعزال والانطواء، ومن هنا تظهر أهمية أن يُساعد الأهل أبناءهم المراهقين على اختيار الأصدقاء الجيدين، وأن يساعدوهم على الابتعاد عن الصداقة المبنية على المصالح الشخصية.
- الاعتناء بالشكل: إن التغيّرات الجسدية التي تطرأ على المراهقين تحول دون تمتع جزء كبير منهم بالجمال؛ الأمر الذي يؤثر سلبًا على النفسية؛ لذا كان من المهم الاهتمام بشكل المراهق، وترتيبه وإطلالته، وفي هذا السياق، يجب على الأهل السماح لابنهم بإجراء بعض التغييرات على شكله حتى وإن لم يكونوا من المشجعين على ذلك، طالما أن هذا يُساعده على الثقة بنفسه.
- المشاركة في النشاطات التطوعية: إن هذا النوع من النشاطات له القدرة على منح المراهقين فرصةً للاعتماد على أنفسهم من جهة، وأن يشعروا بقيمتهم في المجتمع من جهة أخرى، الأمر الذي يزيد من قوة شخصيتهم، ومن جهة أخرى، يُمكن أن يحصل المراهق على صداقات كثيرة ليجيد التعامل بهذا مع مختلف فئات المجتمع.
طرق تعزيز الثقة بالنفس للمراهقين
بما أن الثقة بالنفس تُساهم في بناء شخصية قوية، يُمكن إيراد بعض النصائح المتعلقة بها متمثلة في النقاط أدناه:
- حثه على تعلم لغة أجنبية جديدة أو تقوية اللغة الأم عنده، عن طريق غرس حب القراءة في شخصيته.
- التحدث معه عن أحلامه وطموحاته، وكيف يتصور إمكانية تحقيقها على أرض الواقع، وتذكيره بمميزاته وعيوبه وطريقة إصلاحها.
- التحدث معه عن دوره في المجتمع الذي يعيش فيه، وعن واجبه تجاه الجيران، ونحو عامل التنظيف، والبائع والسائق وغيرهم، وإخباره بإمكانية الخروج مع مجموعات في مثل عمره لتنظيف الحي وتجميله من باب تحمل دورهم المجتمعي، وإعطاء مثال جيد للمراهق الإيجابي لغيره.
- إخباره بإمكانية العمل مؤقتًا خلال فترة الإجازة، أو القيام بمشروع خاص مع أصدقائه لجمع الطعام والملابس وتوزيعها على الفقراء في المنطقة، أو القيام بعمل مقابل أجر رمزي كصيانة أجهزة الكمبيوتر، أو تدريس من هم أصغر سنًا مهارات معينة أو تدريس أي مادة يتميز بها المراهق في المدرسة.
- القيام ببعض الأفكار في المنزل مع الابن المراهق لمساعدته على تعزيز ثقته بنفسه وتحمل المسؤولية، أو تشجيعه على القيام ببعض الأنشطة خارج المنزل، ومنها: ممارسة التمارين الرياضية، أو تعلم وتطوير هوايته المفضلة، ومساعدته على النجاح في ذلك بالحد من الصعوبات التي قد يلقاها وتشجيعه على مواجهتها بالشكل السليم؛ فنجاحه في تلك الأنشطة، واحتكاكه بمن هم في مثل سنه، وتجربة نشاطات جديدة؛ سيزيد بالتأكيد من تطوره العقلي والنفسي ويُعزز قدرته على تحمل المسؤولية.
- المشاركة ببرنامج للكشافة أو في معسكر صيفي أو رحلة للتخييم؛ فالمراهق يتعلم الكثير في مثل هذه التجارب عن حياته العادية اليومية.
علامات ضعف الشخصية عند المراهق
تتمثل علامات ضعف الشخصية عند المراهق فيما يأتي:
- ضعف القدرة على الرفض؛ كأن يعود من السوق مثلًا بمشتريات لم ترغب الأم بالحصول عليها ولم تكلفه بشرائها أصلًا؛ إلا أنه أخذها لمجرد أنّ البائع قد ألح عليه بالشراء منه.
- الموافقة على تحمل المهمات أو الوظائف التي كُلف بأدائها؛ رغم أنها خارج اهتماماته وتفوق قدراته وطاقته.
- ضعف القدرة على الحفاظ على الممتلكات؛ فمثلًا قد يمنح زميله هاتفه النقال ليتحدث به حتى ينفذ الرصيد دون التمكن من إيقافه عن ذلك.
- ضعف القدرة على التمسك بالقيم؛ وبهذا يكون ضعيفًا أمام أي شخص، فمثلًا يُمكن أن يكذب من أجل عدم إغضاب صديقه المفضل، كما قد يؤيده في شهادة كاذبة؛ ليكسب وده.
- ضعف القدرة على الاعتذار؛ كأن يطلب منه صديقه مبلغًا من المال على سبيل الدين مثلًا؛ فيقرضه مصروفه الأسبوعي كاملًا أو كلّ ما يملك؛ لأنه خجل من الاعتذار منه.
- ضعف القدرة على التصريح بالرغبات؛ كأن يُخبر والدته مثلًا أنّ درسًا مهمًا قد فاته، لأنه كان يستمع لحديث زميله إليه في أمرٍ لا يهمه أثناء الفصل الدراسي ولم يستطع أن يوقفه عن الحديث.
اقرأ أيضًا: ما هي أهم حاجات المراهق؟