سماع الأصوات يمكن أن يكون عرضًا لبعض مشاكل الصحة العقلية، فليس كل من يسمع أصواتًا مصابًا بمرض عقلي، فسماع الأصوات هو في الواقع تجربة شائعة، إذ أنَّ حوالي واحد من كل عشرة منا سيختبرها في مرحلة ما من حياته.
ما هي الهلوسة السمعية
يطلق على سماع الأصوات أحيانًا “هلوسة سمعية”، إذ يعاني بعض الأشخاص من هلوسات أخرى، مثل رؤية أشياء غير موجودة خارج أذهانهم أو شمها أو تذوقها أو الشعور بها.
تختلف تجربة سماع الأصوات لدى كل شخص، ويمكن أن تختلف الأصوات في عدد المرات التي تسمعها، وكيف تبدو، وماذا تقول، وما إذا كانت مألوفة أو غير مألوفة.
في بعض الأحيان قد يكون سماع الأصوات مزعجًا أو مؤلمًا، وقد يقولون أشياء مؤذية أو مخيفة، ولكن قد تكون الأصوات بالنسبة لبعض الناس محايدة أو أكثر إيجابية، وقد يشعر الشخص بشكل مختلف تجاه أصواتك في أوقات مختلفة من حياتك.
لماذا يسمع الناس أصواتا؟
من الشائع الاعتقاد بأن سماع الأصوات يجب أن يكون علامة على وجود حالة صحية عقلية، ولكن في الحقيقة الكثير من الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل نفسية يسمعون أصواتًا، فقد يسمع الناس أصواتًا بسبب:
- تجارب الحياة المؤلمة، والتي قد تكون مرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة.
- التوتر أو القلق.
- قلة النوم.
- الجوع الشديد.
- تناول العقاقير المخدرة، أو كأثر جانبي للأدوية الموصوفة.
- حالات الصحة العقلية مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب او الاكتئاب الشديد.
إذا كنت تسمع أصواتًا، فتحدث إلى طبيبك العام، إذ سيتحقق من أي أسباب جسدية قد تكون وراء المشكلة، قبل تشخيصك بحالة صحية عقلية أو إحالتك إلى طبيب نفسي.
العلاجات المقترحة
إذا كانت أصواتك ناتجة عن حالة صحية عقلية، فقد يُعرض عليك:
- العلاج بالكلام مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي في معرفة ما يثير الأصوات في عقلك، وكيفية إدارتها، كما يمكن أن يساعدك أيضًا في الوقوف في وجهها إذا كانت نقدية أو سلبية.
- الدواء: على الأرجح قد يستخدم مع معك الطبيب دواء مضاد للذهان، وقد يؤدي ذلك إلى إيقاف الأصوات أو جعلها أكثر هدوءًا أو يجعلك تشعر بقلق أقل حيالها، وغالبًا قد تحتاج فقط إلى دواء لفترة قصيرة بينما تتعلم تقنيات أخرى للتحكم في الأصوات.
- قد يُعرض عليك أيضًا التدخل الأسري (حيث يتم تقديم الدعم لك ولعائلتك)، أو العلاج الفني أو الإبداعي، أو العلاج لتجارب الصدمة.
طرق يمكنك من خلالها الاعتناء بنفسك
في بعض الأحيان، تكون الأصوات مشكلة بسبب علاقتك بالبعض، فعندما تغيير علاقتك بهم، يمكن أن يجعلك تشعر بشكل مختلف تجاههم.
- فهم الأصوات: قد يساعدك فهم كيفية ارتباط الأصوات التي تسمعها بحياتك على إدارتها.
يمكن أن يشمل ذلك الاحتفاظ بمذكرات لأصواتك. يمكنك تدوين ما يقولونه وكيف يجعلونك تشعر وكيف تديرهم. قد يساعدك هذا في ملاحظة أنماط ما يجعلك تشعر بالسوء، أو ما يجعلك تشعر بالرضا، أو ما الذي يثير الأصوات في عقلك. - السيطرة: يجد بعض الناس أن الوقوف في وجه الأصوات واختيار وقت الانتباه إليها ومتى يتجاهلها والتركيز على الأصوات الأكثر إيجابية يمكن أن يساعدهم على الشعور بمزيد من التحكم، كما يمكن أن يساعدك العلاج بالكلام في ذلك، حيث يمكن أن يكون من الصعب أن افعل هذا بمفردك.
- البقاء مشغولًا: يمكن أن يشتت انتباهك الانشغال عن الأصوات، ويساعدك على التعبير عن نفسك والشعور بمزيد من الاسترخاء ويسمح لك بمقابلة أشخاص جدد، كما يمكنك محاولة الاستماع إلى الموسيقى أو كتاب صوتي أو مواكبة الهوايات أو القيام بشيء إبداعي مثل الكتابة أو الرسم.
- تبادل الخبرات الخاصة بك: يمكن أن يكون هناك وصمة عار في المجتمع حول سماع الأصوات مما يجعل من الصعب التحدث عنها، حتى للأصدقاء أو العائلة، لذا يمكن أن توفر مجموعات دعم الحالات في المصحات النفسية مساحة خالية من الأحكام حيث يمكنك أن تشعر بأنك مسموع ومقبول وأقل وحدة.
- الاعتناء بنفسك: على الرغم من أن الأمر قد يكون صعبًا، إلا أنه من المهم أن تعتني بنفسك وأن تكون لطيفًا مع نفسك.
يمكن أن يشمل ذلك أشياء مثل اتباع نظام غذائي صحي، وإيجاد طرق للبقاء نشيطًا بدنيًا، وإدارة التوتر أو قضاء الوقت في الهواء الطلق، وقد يساعدك تحديد أهداف حول هذه الأنشطة ومكافأة نفسك على العمل لتحقيقها.