الأبوة والأمومة الاستبدادية هي أسلوب أبوة يتميز بمتطلبات عالية واستجابة منخفضة، ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء بشكل أكبر على خصائص الآباء المستبدين، وما هي الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك.
الآباء المستبدين
الآباء ذوو الأسلوب الاستبدادي لديهم توقعات عالية جدًا من أطفالهم، ولكنهم مع هذا لا يقدمون سوى القليل جدًا من ردود الفعل والرعاية، كما يميلون إلى المعاقبة على الأخطاء بقسوة، وعندما يتم تقييم الأبناء والحديث معهم، أو تقديم التغذية الراجعة على سلوكهم، غالبًا ما تكون سلبية، وقد تتضمن الصراخ والعقاب البدني في كثير من الأحيان..
يعتقد علماء النفس أن أحد الأدوار الرئيسية التي يلعبها الآباء في حياة الطفل هو إضفاء الطابع الاجتماعي عليهم مع قيم وتوقعات ثقافتهم، ومع ذلك فإن كيفية تحقيق الوالدين لذلك، يمكن أن تختلف بشكل كبير بناءً على مقدار السيطرة التي يحاولون ممارستها على أطفالهم.
يمثل النهج الاستبدادي الأسلوب الأكثر سيطرة، وبدلاً من تقييم ضبط النفس وتعليم الأطفال إدارة سلوكياتهم، يركز الوالد الاستبدادي على التمسك بالسلطة، وبدلاً من مكافأة السلوك الإيجابي، يقدم الوالد المستبد فقط التغذية الراجعة في شكل عقوبات على سوء السلوك
خصائص الآباء المستبدين
يطالب ، لكن لا يستجيب
لدى الآباء المستبدين الكثير من القواعد وقد يديرون جميع جوانب حياة وسلوكيات أطفالهم تقريبًا، في المنزل وفي الأماكن العامة. ، كما أن لديهم العديد من القواعد التي يُتوقع من الأطفال اتباعها، وعلى الرغم من أن الأطفال يتلقون القليل من التعليمات الصريحة حول هذه “القواعد” أو لا يتلقونها على الإطلاق، يطالب الوالد المستبد الأطفال ببساطة أن يعرفوا أن هذه القواعد موجودة ويتبعونها.
القليل من الدفء أو التنشئة
غالبًا ما يبدو الوالد الذين يتبع هذا النمط باردًا وبعيدًا وقاسيًا، وهو أكثر عرضة للتذمر أو الصراخ في وجه طفله من تقديم التشجيع والثناء.
هذا الوالد يقدر الانضباط أكثر من المتعة ويتوقع أنه ينبغي رؤية الأطفال وعدم سماعهم.
شرح بسيط للعقوبات
عادةً لا يواجه الآباء الذين لديهم هذا الأسلوب مشكلة في اللجوء إلى العقاب البدني، والذي غالبًا ما يتضمن الصفع، وبدلاً من الاعتماد على التعزيز الإيجابي، فإنهم يتفاعلون بسرعة وبقسوة عندما يتم كسر القواعد.
اختيارات قليلة للأطفال
الآباء الاستبداديين لا يعطون الأطفال خيارات، حيث يضع الآباء القواعد ولديهم نهج “الطريق السريع” للانضباط، وهناك مساحة صغيرة للتفاوض، ونادرًا ما يسمحون لأطفالهم باتخاذ خياراتهم بأنفسهم.
الصبر مع سوء السلوك
يتوقع الآباء الاستبداديين أن أطفالهم من الأفضل أن يتمتعوا بمعرفة قليلة، على الانخراط في سلوكيات غير مرغوب فيها، وبالتالي حرمانهم من التجريب.
إنهم يفتقرون إلى الصبر لشرح لماذا يجب على أطفالهم تجنب سلوكيات معينة وإنفاق القليل من الطاقة في الحديث عن المشاعر.
الأسباب التي تدفع الآباء للاستبداد
الأبوة والأمومة الاستبدادية في كثير من الأحيان ليست شيئًا ينخرط فيه الآباء عن قصد، وتتضمن بعض العوامل التي قد تساهم في استخدام الأسلوب الاستبدادي ما يلي:
- التنشئة الاستبدادية: غالبًا ما نشأ الأشخاص الذين ينجبون بهذه الطريقة على يد آباء مستبدين أو في ثقافة استبدادية، وقد جدت إحدى الدراسات أن الآباء الذين تعرضوا لأبوة استبدادية كأطفال كانوا أكثر رغبة في تربية أطفالهم بأنماط ومواقف مماثلة.
- توافق أقل: تشير الأبحاث أيضًا إلى أن الآباء المستبدين يميلون إلى الحصول على درجات أقل في سمة الشخصية المعروفة باسم التوافق، إذ أنَّ لديهم علاقات أكثر صعوبة بشكل عام، بما في ذلك مع أطفالهم.
- المزيد من العصابية: تُظهر الدراسات أيضًا أن الآباء المستبدين يميلون أيضًا إلى الحصول على درجات أعلى في مقاييس العصابية، وهي بُعد شخصي يتضمن الاستقرار العاطفي ويتميز بالميل إلى الشعور بالقلق والشك والاكتئاب والمشاعر السلبية الأخرى.
التأثير على الأطفال
ارتبطت أساليب الأبوة والأمومة بمجموعة متنوعة من نتائج الأطفال في مجالات مثل المهارات الاجتماعية والأداء الأكاديمي، وتظهر غالبًا بعض التأثيرات على أبناء الآباء المستبدين من أهمها:
- التصرف بخوف أو بخجل مفرط مع الآخرين.
- ربط الطاعة والنجاح بالحب.
- اختبار الاكتئاب والقلق.
- إظهار سلوك أكثر عدوانية تجاه الآخرين.
- إظهار عددًا أقل من السلوكيات الاجتماعية الإيجابية.
- إيجاد صعوبة في التفاعل في المواقف الاجتماعية بسبب نقص الكفاءة الاجتماعية.
- ضعف احترام الذات.
