كان الشاعر جرير بن عطية أحد عظماء الشعر في القرنين الأول والثاني الهجريين، واحد أعظم الشعراء عندما يتعلق الامر بفن الهجاء. فيما يلي نتعرف اكثر عن جرير وعن السبب لماذا سمي جرير بهذا الاسم.
من هو جرير
جرير بن عطية، واسمه الكامل جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي، هو شاعر عربي من قبيلة بني تميم ولد في سنة 653 وتوفي في سنة 728.
وُلد جرير في منطقة نجد العمانية في فترة خلافة عثمان بن عفان، وفي شبابه، كانت الخلافة الراشدة قد انتهت، وكان الحكم في يد الاسرة الاموية.
قضى جرير معظم حياته في بلاط الخلفاء الأمويين حيث ألف فيهم العديد من أشعاره وقصائده التي تمجدهم وتعظمهم، بما في ذلك الحجاج بن يوسف.
المدح والهجاء
كان جرير، كما هو الحال مع معاصيره، يميل في قصائده الى الهجاء والسخرية، وخاصة الشعراء الذين ينتمون الى قبائل وعشائر أخرى.
يقال ان جرير هاجم في قصائده أكثر من 40 شاعرًا في عظماء زمانه، ولم يقف امامه سوى اثنين فقط، وهما الفرزدق والأخطل.
هناك الكثير من القصائد العظيمة التي قالها جرير في المدح والهجاء، أشهرها هي التي قالها في مدح الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان:
- وإني قد رأيتُ عليّ حقّا … زيارتيَ الخليفة وامتداحي
- ألستُم خيرَ من ركب المطايا … وأندى العالمين بطون راح
لماذا سمي جرير بهذا الاسم
لا يعرف سوى القليل جدًا عن حياة وطفولة جرير بن عطية، أما اسمه “جرير”، فهو اسم علم مذكر عربي يأتي من كلمة “جر”.
كلمة “جر” تعني الجذب أو السحب أو الشد، والجرير يقصد به أيضا الحبل، ويقال للحبال الكثيرة “أجرة”.
جرير والفرزدق
يعتبر كل من جرير بن عطية والفرزدق من عظماء الشعر في التاريخ العربي، وكلاهما افتخر بقبيلته وسخر من قبيلة من نافسه، وكلاهما عاشا في نفس الفترة.
في مدح قبيلته، قال جرير واحدة من أشهر قصائده على الاطلاق، وهي:
- إذا غضبت عليك بنو تميم – حسبت الناس كلهم غضابا
قال مالك بن الأخطل في المقارنة بينهما: “جرير يغرف من بحر، والفرزدق ينحت من صخر، والذي يغرف من البحر أشعرها”.
يشير مالك بن الأخطل في هذه المقولة الى تفضيل جرير على الفرزدق، ومع ذلك، لم يوافقه العرب جميعًا، ومن الصعب للغاية القول بان أحدهما كان افضل من الاخر.