يعتبر تطوير السكك الحديدية من أهم العوامل المحفزة للثورة الصناعية، فمنذ اختراعها لعبت دورًا كبيرًا في زيادة تطوير الحضارات حول العالم، من اليونان القديمة إلى أمريكا الحديثة، وغيرت طريقة سفر وعمل البشر، وفي هذا المقال سنوضح من اخترع السكة الحديد.
من اخترع السكة الحديد
كان جورج ستيفنسون أول من اخترع قاطرة بخارية في بريطانيا العظمى، وقد استخدم معرفة تقنية البخار لبناء أول قاطرة. لذلك، كان له الفضل في اختراع أول سكة حديد.
تم الحصول على محركات القاطرات الأولى التي تم استخدامها في الولايات المتحدة من أعمال جورج ستيفنسون. تم استيراد السكك الحديدية والقاطرات في أمريكا من بريطانيا العظمى.
ولد جورج ستيفنسون في 9 يونيو 1781، في نيوكاسل، وبدأ العمل في المنجم حيث كان والده يعمل في سن المراهقة. ولقد تعلم فقط كيفية الكتابة والقراءة خلال أوقات فراغه من منجم الفحم.
في المنجم، اكتسب ستيفنسون خبرة في تشغيل المحركات البخارية. وعمل أيضًا في العديد من مناجم الفحم الأخرى الواقعة في شمال شرق إنجلترا واسكتلندا.
في عام 1814، اخترع ستيفنسون قاطرة ومصباح أمان تم استخدامه لتسهيل تعدين الفحم.
اقرأ أيضا: من اخترع الاسطرلاب
تاريخ اختراع السكة الحديد
يعود تاريخ أقدم أشكال النقل بالسكك الحديدية إلى 600 قبل الميلاد، عندما صنع الإغريق أخاديدًا في طرق الحجر الجيري المعبدة لاستخدامها مع المركبات ذات العجلات، مما سهل نقل القوارب عبر برزخ كورنث.
ومع ذلك عندما غزا الرومان الإغريق في عام 146 قبل الميلاد، سقطت السكك الحديدية المبكرة في حالة خراب واختفت لأكثر من 1400 عام.
لم يعود أول نظام حديث للنقل بالسكك الحديدية حتى القرن السادس عشر، وحتى مع ذلك فقد مرت ثلاثمائة عام أخرى قبل أن يؤدي اختراع القاطرة البخارية إلى تحويل النقل بالسكك الحديدية على نطاق عالمي.
أول سكك حديدية حديثة
ظهرت بوادر القطارات الحديثة لأول مرة في أوائل خمسينيات القرن الخامس عشر في ألمانيا مع إدخال العربات. تتكون هذه الطرق البدائية ذات القضبان من قضبان خشبية.
بحلول سبعينيات القرن الثامن عشر، تم استبدال القضبان الخشبية بأخرى حديدية، تطورت هذه العربات إلى خطوط ترام تنتشر في جميع أنحاء أوروبا
في عام 1789، صمم الإنجليزي ويليام جيسوب أول عربة ذات عجلات ذات حواف محززة، مما يسمح للعجلات بإمساك السكة بشكل أفضل.
حتى القرن التاسع عشر، كانت السكك الحديدية تُبنى من الحديد الزهر. لسوء الحظ، كان الحديد الزهر عرضة للصدأ وكان هشًا، وغالبًا ما يتسبب في فشلها تحت الضغط.
الثورة الصناعية والمحرك البخاري
كان المحرك البخاري أحد أهم اختراعات الثورة الصناعية، الذي كان حاسمًا في تطوير السكك الحديدية والقطارات الحديثة.
في عام 1803، قام صامويل هومفراي بتمويل تطوير مركبة تعمل بالبخار لتحل محل العربات التي تجرها الخيول على خطوط الترام
بنى ريتشارد تريفيثيك تلك السيارة، وهي أول قاطرة ترام ذات محرك بخاري. وفي 22 فبراير 1804، نقلت القاطرة شحنة من 10 أطنان من الحديد ووخمس عربات، واستغرقت الرحلة حوالي ساعتين.
في عام 1812، أصبح المخترع الإنجليزي جورج ستيفنسون أول من اخترع قاطرة بخارية في بريطانيا العظمى. وبحلول عام 1814، كان قد بنى لهم أول قاطرة.
بينما يُنسب الفضل إلى ستيفنسون باعتباره مخترع أول محرك قاطرة بخارية للسكك الحديدية، إلا أنه يُشار إلى اختراع تريفيثيك باعتباره أول قاطرة ترام.
في عام 1821، أصبح الإنجليزي جوليوس غريفيث أول شخص حصل على براءة اختراع لقاطرة طريق للركاب.
بحلول سبتمبر 1825، باستخدام قاطرات ستيفنسون، أطلقت شركة ستوكتون ودارلينجتون، أول خط سكة حديد لنقل البضائع والركاب الذين يسافرون في جداول منتظمة.
يمكن لهذه القطارات الجديدة أن تسحب ست سيارات فحم محملة، و 21 سيارة ركاب بسعة 450 راكبًا على مدى تسعة أميال في حوالي ساعة.
قد يهمك: اول من اخترع الكهرباء
نظام السكك الحديدية الأمريكية
يعتبر الكولونيل جون ستيفنز هو والد السكك الحديدية في الولايات المتحدة، في عام 1826. أظهر ستيفنز جدوى الحركة البخارية على مسار دائري تجريبي تم بناؤه في منزله في هوبوكين، نيو جيرسي – قبل ثلاث سنوات من إتقان ستيفنسون قاطرة بخارية عملية في إنجلترا.
مُنح ستيفنز أول ميثاق للسكك الحديدية في أمريكا الشمالية في عام 1815. لكن آخرين بدأوا في تلقي المنح وبدأ العمل في أول خطوط السكك الحديدية التشغيلية بعد فترة وجيزة.
في عام 1930، صمم بيتر كوبر وتوم ثومب أول قاطرة بخارية أمريكية الصنع، ليتم تشغيلها على خط سكة حديد مشترك.
تم ابتكار قطار رئيسي آخر في القرن التاسع عشر، ولم يكن له أي علاقة بالدفع أو مزود الطاقة، بدلاً من ذلك، كان الأمر كله يتعلق براحة الركاب.
اخترع جورج بولمان سيارة بولمان للنوم في عام 1857، على الرغم من أن سيارات النوم كانت مستخدمة على خطوط السكك الحديدية الأمريكية منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر. فقد تم تصميم سيارة بولمان خصيصًا للسفر ليلاً للركاب واعتبرت تحسنًا ملحوظًا عن سابقاتها.
