انتشرت المُكيّفات الهوائيّة المركزيّة خلال السنوات الأخيرة حتى أصبح من الصعب الاستغناء عنها في المنازل أو بيئات العمل أو الدراسة، حيث تقوم خلال فصلي الصيف والربيع بتبريد الأجواء وتلطيفها، كما تُستخدم في فصلي الشتاء والخريف لتأدية غَرَض التدفئة، ولكن ما يجهله الكثيرون أن هناك أمراض يسببها مكيف الهواء.
أمراض يسببها مكيف الهواء
أمراض الجهاز التنفسي
تؤدي المُكيّفات المركزيّة عملها بالاعتماد على ملفات التبريد، إضافةً إلى أحواض التصريف التي تصب فيها السوائل التي تنتج من المُكيّفات، ولما يُسبب ذلك من تكوّنٍ وتجمّعٍ للعديد من أنواع الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريّات.
عادةً ما يترتب عن ذلك مُعاناة العديد من الاشخاص من الأمراض التنفسيّة بأنواعها سواء أكانت تحسسيّة أو العدوى في الجهاز التنفّسي مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائيّة، وما نتج عنها من أعراض مثل ضيق التنفس وسماع الصفير وأعراض السعال، وأعراض الجهاز التنفسي العلوي.
تحدث هذه التأثيرات الخطيرة نتيجة انتشار البكتيريا والعفن والفيروسات وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات المُنتَشر عن طريق وحدات الهواء المركزيّة والمُكيّفات الخاصّة، وبالتالي فإنّها لا تُساعد في تقليل تراكيز المُلوثات الداخليّة على عكس الشائع بين الناس.
اقرأ أيضا: أفضل أنواع المكيفات
جفاف البشرة والجسم
بعد مرور عدة ساعاتٍ في مكان يشتغل فيه مُكيّف هواء، يمكن ملاحظة بعض التغيّرات في بشرة الوجه والجسم، وذلك بسبب التعرّض باستمرار للمُكيّفات التي تعمل بشكلٍ أساسيّ على تصفية الهواء من العوالق والجراثيّم من الجو، لتؤدي هذا الغَرَض من خلال العمل على تقليل رطوبة الهواء.
وبمرور الوقت تؤثّر نسب الرطوبة المُنخفضة على البشرة وتجُفّفها بشكلٍ كبير، إذ تُظهر الأبحاث أنّ البشرة التي تُصاب بهذا العَرَض تظهر بشكلٍ باهت بالإضافة إلى القلّة في المرونة التي تؤدي إلى صعوباتٍ في إصلاح نفسها.
الإعياء المستمر وآلام الرأس
في أعقاب الأزمات المُتعلّقة بأزمة ارتفاع سعر النفط، اهتم المسؤولون في الحفاظ على الطاقة وعدم إهدارها، وذلك من خلال جعل المباني مُحكمة الإغلاق، ونتيجةً لذلك، أصبحت العديد من المباني العامة والفنادق والأبنية التعليميّة مُعتمدة تمامًا على المُكيّفات المركزيّة.
نتج على تلك الخطوة الإصابة بالعديد من المشاكل الصحيّة أهمها الشعور بالإعياء بشكلٍ مُستمر والشعور بالتعب والدوار، بالإضافة إلى بعض الأعراض المُرتبطة بتهيّج العين والأنف والحنجرة، ويُمثل عَرَض الأكثر شيوعًا والمٌرتبط بتأثير المُكيّفات هو الصداع المُشابه بطبيعته للصداع النصفي.
ربما يكون المُسبب الرئيس في ذلك مرتبط بالتغيّرات المُفاجئة في درجات الحرارة الهواء، بالإضافة إلى الصيانة الغير لائقة والمؤدية إلى انتشار المُلوثات مثل البكتيريا والغازات وسوء في اتزان نسب الغازات المُنتشرة في الأجواء، إضافة إلى تأثير تغيّرات درجات الحرارة والرطوبة بشكلٍ مُستمر.
آلام المفاصل والعظام
قد يعاني الكثيرون من المشاكل متعلقة باستخدام المُكيّفات والتي ترتبط مباشرةً بالمشاكل الصحيّة بشكلٍ عام، وتزايد آلام المفاصل بشكلٍ خاصّ، وأثبتت دراساتٌ عديدة بأنّ آلام المفاصل تتزايد بتزايد درجات الحرارة أثناء الصيف، في حين معظم المُصابين بالتهابات المفاصل الروماتويدي أو هشاشة العظام يشهدون آلامًا مُبرحة في مناطق المفاصل والعظام، وذلك بسبب تأثير الطقس الرطب والبارد في الشتاء.
تُوفّر المُكيّفات أجواءً رطبة وباردة في حين تواجد الطقس الحار في خارج المكان المُحصّن بالمكيّفات، وما بين هذا وذاك يؤدي إلى التغييرات السريعة في كلٍ من الرطوبة ودرجات الحرارة، ليُعاني بعد ذلك من العديد من آلام المفاصل والعظام الـمتعلقة باستخدام المُكيّفات.
اقرأ أيضا: أضرار الرطوبة في المنزل
كيفية الوقاية من الأمراض التي يسببها مكيف الهواء
- مراقبة نموّ العفن: يجد العفن طريقه إلى المنزل من خلال المُكيّفات، ولما في ذلك من حدوث بعض الأعراض مثل تهيّج الحلق وصوت الأزيز أثناء التنفس، إضافة إلى علامات الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي، لذلك من المهم اكتشاف أماكن انتشار بقع العفن في مجرى الهواء داخل فتحات المُكيّفات والتي يخرج منها الهواء البارد.
- الحفاظ على تصريف المياه المحمولة: تتوافر في مُعظم المُكيّفات الحديثة ضوءٌ يُشير إلى امتلاء خزان المياه بالماء، وبالتالي يجب تصريفه إذا ما أشار الضوء لوجوب تصريف المياه، لتجنّب نموّ العفن.
- تجنّب التغيّرات السريعة في درجات الحرارة: حيث إنّها تؤثر على مرضى الجهاز التنفسي خاصّةً للمُصابين بالربو، وبالإمكان تجنّب الإزلاق المُفاجئ في درجات الحرارة من خلال التدرّج عند العودة إلى الداخل خلال فصل الصيف، إضافة إلى تجنّب الانتقال مباشرةً من الهواء البارد جدًا إلى الساخن جدًا في الخارج.
- عدم شراء وحدات التبريد المُزودة بفتحة: إذ تعمل هذه الفتحات على السماح بدخول الهواء الحامل لمُسببات الحساسيّة من حبوب اللقاح ومكونات الصادرة من عوادم السيارات وغيرها، ليؤدي ذلك إلى تفاقم العديد من المشاكل الصحيّة مثل الربو والتهاب الرئة، وذلك بسبب عدم فلترة هذا الهواء من هذه المُسببات.
اقرأ أيضا: طرق مكافحة الحشرات