الألوان جزءٌ لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية، فهي تحيط به من جميع الاتجاهات، في المنزل، والملابس، والشارع، والتلفاز، والطبيعة. ومن الممكن أن يمتلك اللون تأثيراً كبيراً ومهماً على الإنسان، وعلى تفاعله مع المحيط الخارجي، فهو يُعتبر أداة اتصالٍ قوية، من حيث دوره في نقل المعلومات، والتأثير على الحالة المزاجية؛ لذلك يجب التعرف على إجابة سؤال ” بم تشعرنا الألوان؟ “.
بم تشعرنا الألوان؟
- اللون الأحمر: يرتبط اللون الأحمر بالإثارة، والقوة، والعاطفة، كما يرمز إلى الرغبة والسرعة، من ناحيةٍ أخرى فالأحمر هو لون الدم والنار، لذلك يرتبط بالعدوان، والخطر، والعنف، كما يعتبره العديد من الناس لون الحب؛ حيث يجلب الفرح، والدفء، والأمان.
- اللون البرتقالي: وهو لونٌ ثانوي يجمع بين اللونين الأحمر والأصفر. ويشير اللون البرتقالي إلى الطاقة، والسعادة، والحماس، والتشجيع، والتصميم، والتحفيز، والإبداع، كما يُعطي إحساساً قوياً بالحرارة، بالإضافة إلى ذلك فإنه يعمل على تحفيز الشهية، وزيادة الشعور بالجوع؛ لذلك يتم استخدامه في صناعة الأطعمة الصحية بكثرةٍ.
- اللون الأزرق: يرتبط اللون الأزرق بالهدوء والراحة، كما يرمز إلى الذكاء، والانفتاح، والإبداع، كما يرتبط أيضاً بالحكمة، والثقة، والقوة؛ لذلك يتم اعتماده بشكلٍ كبير من قِبل المستشفيات الكبيرة، وشركات الطيران.
- اللون الأخضر: ينتج اللون الأخضر من مزج الأصفر والأزرق معاً، وهو لون الطبيعة والربيع، حيث يرتبط عادةً بالنمو، والصحة، والحياة، والشباب، والنضارة. كما يرمز إلى السلام، والأمان، والازدهار. ويُعتبر اللون الأخضر من أكثر الألوان راحةً للعين، حيث له تأثيرٌ مهدئ، ويساعد على تخفيف التوتر، أما عن الارتباطات السلبية للأخضر فهي تشمل الجشع، والغيرة، واللامبالاة، والخمول.
- اللون الأصفر: وهو من أكثر الألوان سطوعاً، ووضوحاً للعين، ويقترن هذا اللون بالسعادة، والبهجة، والفرح، كما يرمز إلى التفاؤل، والطاقة، والإبداع، ويُعتبر من الألوان التي تجذب الانتباه، وتوحي بالحذر، لذلك يتم عادةً استخدامه في لافتات المرور، وحافلات المدارس، وسيارات الأجرة، ومن ناحيةٍ أخرى يشير هذا اللون إلى الخوف، والمرض، والخيانة، والغيرة.
- اللون البنفسجي: وهو عبارة عن مزيجٍ من اللونين الأزرق والأحمر، ويمثل النبلاء، والسلطة، والقوة، ويُعطي إحساساً للشخص بالقيمة والأهمية، وتمثل الدرجات الخفيفة منه الرومانسية والرقة، بينما الدرجات الداكنة ترمز إلى الحزن، والخوف، والقلق.
- اللون الأسود: يعمل اللون الأسود على امتصاص جميع أطوال موجات الضوء، كما أنّه غير قادرٍ على عكس الألوان، ويرتبط اللون الأسود بالغموض، ويتم اعتباره في العديد من الثقافات المختلفة على أنّه رمزٌ للخوف، والموت، والشر، والحزن، والسلبية، ويشير اللون الأسود أيضاً إلى الجدية والاستقلالية.
- اللون الأبيض: اللون الأبيض هو عكس اللون الأسود، حيث يستطيع أن يعكس جميع أطوال موجات الضوء، وعند إضافته إلى اللون الأسود يعمل على تخفيف درجته ولونه. يختلف تأثير اللون الأبيض من ثقافةٍ إلى أخرى، ففي الثقافات الشرقية يرتبط بالحزن والموت، أما في الثقافات الغربية فهو يرمز للنقاء والبراءة، كما يرتبط أيضاً بالسلامة، والإيمان، والروحانيات الدينية، وفي المقابل فإن للون الأبيض بعض الارتباطات السلبية مثل الشعور بالعزلة، والفراغ، كما يُسبب الإحساس بعدم إمكانية وصول الشخص إلى ما يريد.
- اللون الوردي: وهو من أكثر الألوان ارتباطاً بالأنوثة والرقة، وهو يمثل السعادة، والحب، والمرح، والانسجام، والتقارب، وترمز درجات اللون الوردي الفاتح إلى الحساسية والطيبة، بينما الدرجات الداكنة منه فتمثل العاطفة، كما يمتلك تأثيراً مهدئاً للأعصاب، أما الارتباطات السلبية مع اللون الوردي فهي عبارة عن عدم النضج، والضعف الجسدي، وانخفاض الثقة بالنفس.
اقرأ أيضا: معلومات عن الألوان
علم النفس اللوني
ظهرت هناك العديد من الدراسات التي قام بها علماء النفس للبحث في مدى تأثير الألوان على المشاعر والمزاج والأنماط السلوكية العامة.
بشكلٍ عام فقد وُجدت بعض المعايير العالمية لدلالات الألوان وفقاً لتصنيفات درجاتها بالنظر إلى سلّم ألوان الطيف وطبقاته، فهناك ما يُدعى بالمنطقة الحمراء؛ وهي المنطقة الدافئة التي تحتوي على كلّ من اللون الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، وهناك أيضاً ما يدعى بالمنطقة الزرقاء الباردة؛ وهي تحتوي على الأزرق، والأخضر، والبنفسجي.
يُعدّ علم النفس فرعاً من فروع العلوم المعروفة التي تختص بدراسة تأثير الألوان على الدماغ، بحيث يمكن صنع القرارات من خلال جوانب متعددة في المجتمع؛ كالصناعات، والتجارة، والدعاية، والإعلان، حيث يرتبط كل لون برد فعل خاص في الدماغ، فمثلاً عند اختيار فستان لإحدى الحفلات أو شراء الهدايا، فغالباً ما تُتخذ قرارات فورية تستند إلى اللون.
ومن هنا يتمّ الاعتماد على الألوان لتسويق العلامات التجارية بفاعلية وإقناع العميل بها والتأثير على قراراته، ومن الناحية الفسيولوجية كشفت الاستجابات العاطفية أنّ الألوان الدافئة لها دور فعّال في إثارة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو الوهن العصبي أو زيادة في حركات الجهاز التنفسي أو تواتر وميض العين، وتُؤدّي الألوان الباردة إلى ردود فعل عكسية.
كما أظهرت دراسات بأنّها قد تكون فعّالة كمسكن للألم في حالات التوتر والقلق، وفي تخفيف تشنجات العضلات، وتفيد كذلك في حالات الأرق.
اقرأ أيضا: أعراض عمى الألوان عند الأطفال