معنى آية وما كان لنبي أن يغل

تفسير كلام الله تعالى هو الغوص بين ثناياه لتقريب البعيد، وتوضيح ورؤية ما خفي منه، ويبقى هناك بعض الاختلاف بين علماء التّفسير، مهما حرصوا على تقريب وجهات نظرهم، لأنّه لا يعلم بحقيقة تأويله إلا الله تعالى، ومن معاني الآيات التي يبحث الكثيرون عن تفسير العلماء لها معنى آية وما كان لنبي أن يغل الواردة في سورة آل عمران.

معنى آية وما كان لنبي أن يغل

معنى آية وما كان لنبي أن يغل

إنّ معنى آية وما كان لنبي أن يغل أي وما كان لنبيٍّ أن يَخُونَ أصحابه بأن يأخذ شيئًا من الغنيمة غير ما اختصه الله به، ومن يفعل ذلك منكم يأت بما أخذه حاملا له يوم القيامة؛ ليُفضَح به في الموقف المشهود، ثم تُعطى كل نفس جزاءَ ما كسبت وافيًا غير منقوص دون ظلم.

جاء في تفسير السّعدي أنّ معنى آية وما كان لنبي أن يغل أنّه لا ينبغي لأيّ نبيّ من أنبياء الله تعالى، ولا يليق به أن يغلّ، والغلول هو الكتمان من الغنيمة، ويعدّ من أعظم الذّنوب ومن أكبر الكبائر وأشرّ العيوب، وقد صان الله تعالى رسله وأنبياءه عن كلّ ما يقدح فيهم ويدنسهم، ولذلك يمتنع ويستحيل على من اختارهم الله تعالى لرسالته ونبوّته، أن يقع في الغلّ وهو من المحرّمات.

ثم توعّد من غلّ بقوله: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ}، أي: يأت به يوم القيامة وهو حامله على ظهره، سواء كان حيوانًا كان أو متاعًا، أو غير ذلك، ليعذب بما غلّ يوم القيامة، قوله: {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ}، أي: الغال وغيره ممّن وقع في كبائر الذّنوب والمعاصي، كلّ سيوفّى أجره ووزره على مقدار ما اكتسبت يداه، قوله: {وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}، أي: لا يزيد الله في سيئاتهم، ولا يهضمهم شيئًا من حسناتهم، عدلًا منه.

وجاء في تفسير البغوي “معالم التنزيل”: قوله تعالى: {وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}، رُويّ عن ابن عباسٍ رضي اللّه عنهما: بأنّ هذه الآية نزلت في قطيفةٍ حمراء التي فقدت يوم بدرٍ واتّهم فيها رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بينما ذهب الكلبي ومقاتلٌ إلى أنّها: نزلت في غنائم أحدٍ حين ترك الرماة أماكنهم لجمع الغنائم، وقال قتادة: بأنّها نزلت في طائفةٍ غلّت من أصحابه.

وقيل: إنّ الأقوياء ألحّوا عليه يسألونه من المغنم، فنزل قوله تعالى: {وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}، فيخصّ قومًا دون غيرهم، قوله: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ}، قال الكلبي: “يمثل له ذلك الشّيء في النّار ثم يقال له: انزل فخذه فينزل فيحمله على ظهره فإذا بلغ موضعه وقع إلى النّار، ثم يكلّف أن ينزل إليه، فيخرجه فيفعل ذلك به”.

وعن معاذ بن جبلٍ رضي اللّه عنه قال: بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى اليمن فقال: «لَا تُصِيبَنَّ شَيْئًا بِغَيْرِ إِذْنِي، فَإِنَّهُ غُلُولٌ، وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يوم القيامة»، ورُويّ عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه عن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إِذَا وَجَدْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ غَلَّ فاحرقوا متاعه واضربوه»، وقوله تعالى : {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، أي: تنال كلّ نفس جزاء عملها، والله لا يزيدهم ولا ينقصهم من هذا الجزاء شيئًا.

اقرأ أيضا: معنى آية يوم ندعو كل أناس بإمامهم

إعراب آية وما كان لنبي أن يغل

اقرأ أيضا: معنى آية وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version