معنى آية وهدوا إلى الطيب من القول

الكلام هو طريقة التواصل بين النّاس، والكلمة الطيبة هي مفتاح النفوس وهي ما يؤلف الله بها بين القلوب، فالكلمة الطيبة هي هدايةٌ من الله تبارك وتعالى لعباده حيث قال تبارك وتعالى في سورةِ الحج: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}، ويزيد الاهتمام بالتعرف على معنى آية وهدوا إلى الطيب من القول وتفسيرات العلماء لها إضافةً على ما يتعلق بها من مباحث لُغوية مثل معاني المفردات والإعراب.

معنى آية وهدوا إلى الطيب من القول

معنى آية وهدوا إلى الطيب من القول

إنّ معنى آية وهدوا إلى الطيب من القول أي أنّ الله قد هدى هؤلاء العباد المؤمنين إلى أطيب القول وأفضله وهو كلمة الإخلاص، وجميعُ الأقوال الطيبة التي يذكرُ المؤمن فيها الله تعالى، أو فيها إحسانٌ إلى عباد الله، وتَتمةُ الآية هي قول الله تعالى: {وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ}، أي الصراط المحمود وذلك لأنَّ الشرع في جميعِ مجالاتِه قد تضمَّنَ الحمد والحكمة والأعمال الحسنة التي أمر الله بها والقبيحة التي نهى الله تعالى عنها.

وجاءت هذه الآية بذكر الصراط لأنّه يوصل العبد إلى الله تعالى، وأمّا ذكر اسم الله الحميد؛ فذلك ليبين الله تعالى أنَّهم نالوا الهداية بمنةِ الله وبحمدِهِ، ولهذا يقولُ المؤمنون في الجنّة {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }.

ورد في تفسير الطنطاوي لقول الله تبارك وتعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}،أنّ هذه الآية جاءت لِتُبين حسن خاتمة المؤمنين، وعظيم النعم التي أنعمها الله عليهم، ومعنى الآية أن الله تعالى هدى المؤمنين من عبادِهِ إلى القول الطيب الذي يرتضيهِ تعالى ويرضى بهِ عنهم، كما وهداهم الله تعالى إلى صراطِهِ الحميد، وهو صراط الذين أنعم الله عليهم بالإسلامِ والإيمان.

وفي تفسير البغوي لقول الله تبارك وتعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}، ذكر ما قيلِ في معنى الطيب من القول ومنها قول ابن عباس: “هو شهادة أن لا إله إلا الله”، وقول ابن زيد: “لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله”، وقول السدي: “أي القرآن”، وقيل هو قول أهل الجنة: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ}، وأمّا {وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ}، أي إلى دين الله وهو الإسلام ” والحميد ” هو الله تعالى المحمود في أفعاله.

قال ابن كثير في تفسيره لقول الله تبارك وتعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}، أنّ هذه الآيةُ كقول الله تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ}، وقول الله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ، سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}، وغيرها من آيات كتاب الله التي تحملُ نفس المضمون فقد هدوا إلى المكان الذي يسمعونَ فيه أطيب الكلام.

وهذا على عكس ما يلقاه أهل النار من إهانةٍ بالكلام وترويعٍ وزجرٍ بهِ، وأما ما يُقصدُ بالصراط الحميد فهو المكان الذي يحمدون الله به على ما آتاهم من إحسانٍ وبما أنعم عليهم من نعم ، وقيل: أن القول الطيب هو القرآن، وقيل: لا إله إلا الله، وقيل: الأذكار المشروعة، وقيل: أن الصراط الحميد هو الطريق المستقيم في الدنيا.

وتُرشد هذه الآية الكريمة إلى أنّ القول الطيب هو نعمة وهدايةٌ من الله تعالى ولا يصدرُ إلا من عباد الله المؤمنين، وأطيب القول وأحسن الكلام هو ذكر الله تعالى فلا يغفل المسلم عن ذكر الله تعالى وتوحيده.

كما وينبغي على المسلم أن يعرف كيف ينتقي كلماته ويوظف عباراته في الخير وخاصةً في الأمرِ بالمعروف فلا ينتقي إلا أفضل الكلامِ وأنقاه، وفي النهي عن المنكر يبتعد عن الكلام الفاحش، كما أنَّ الكلمةُ الطيبة هي وسيلةٌ لكسبِ الحسنات ودخول الجنّة وقد حرص الإسلام على تهذيب اللسان وأمر أنبيائَهُ بالقولِ اللين؛ هذا لتأثير الكلام على النّاس، ولحسن وقعِ الكلمة الطيبة في نفوسهم.

اقرأ أيضا: معنى آية يا أيتها النفس المطمئنة

المباحث اللغوية في آية وهدوا إلى الطيب من القول

إنّ في قول الله تبارك وتعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}، حكمةٌ وفائدةٌ عظيمةٌ للمسلمين، فينبغي على المسلم فهم هذهِ الآية وتدَّبُر معانيها، ولزيادة وضوح معنى الآية، يجب التعرّف على ما يتعلق بها من مباحث لُغوية مثل بيان معنى مفردات الآية الكريمة وإعرابها، ومعاني مفرادات الآية كالآتي:

أما إعراب الآية الكريمة، فهو على النحو التالي:

اقرأ أيضا: معنى آية رب هب لي حكمًا وألحقني بالصالحين

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version