معنى آية لا تتخذوا بطانة من دونكم

قال الله تعالى في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}، ويبحث الكثيرون عن معنى آية لا تتخذوا بطانة من دونكم وتفسيرات العلماء لها.

معنى آية لا تتخذوا بطانة من دونكم

معنى آية لا تتخذوا بطانة من دونكم

إنّ معنى آية لا تتخذوا بطانة من دونكم أي يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، تُطْلعونهم على أسراركم، فهؤلاء لا يَفْتُرون عن إفساد حالكم، وهم يفرحون بما يصيبكم من ضرر ومكروه، وقد ظهرت شدة البغض في كلامهم، وما تخفي صدورهم من العداوة لكم أكبر وأعظم. قد بيَّنَّا لكم البراهين والحجج، لتتعظوا وتحذروا، إن كنتم تعقلون عن الله مواعظه وأمره ونهيه.

يشير معنى الآية إلى زجر المسلمين عن الركون والتودُّد إلى أعداء الله تعالى من المشركين والكفار، وهو كلام متَّصل بما سبق من آيات، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، حيث نهى الله تعالى في هذه الآية عن اتِّخاذ الكفَّار واليهود أصدقاء ودخلاء وخلَّان، ونهى أيضًا أن يفاوضوهم في آرائهم، وأن يرجعوا إليهم في شؤونهم.

وفي تفسير البغوي وردَ أنَّ ابن عباس قال: كان بعض المسلمين يتواصلون مع اليهود بسبب القرابة والحِلف والصداقات والرضاع والجوار وغير ذلك، فأنزلَ الله تلك الآية لينهاهم عن مباطنة أولئك الكفار خشية الفتنة عليهم.

وعن مجاهد أنَّها نزلت في بعض المؤمنين الذين كانوا يُصافون المنافقين وغيرهم من أهل الكفر والشرك ويتوددون لهم فنهاهم الله عن ذلك، ومعنى الآية على ذلك: لا تتخذوا يا أيها المسلمون أصفياء وأولياء لكم من غير إخوانكم في الدين من أهل ملتكم، وبطانة الرجل خاصته، وهو تشبيه بباطن الثوب، ثمَّ وضَّح الله سبب النهي عن ذلك، وهو أنَّهم لا يقصرون في إيذائكم وإلحاق الشر بكم، وهم يودون أن ينال الضر والهلاك منكم، وقد ظهرت البغضاء من أفواههم بالشتائم علامةً على العداوة التي يضمرونها.

ونحو ذلك وردَ في مختلف التفاسير، وهو أنَّ الله ينهى المسلمين عن مصافاة الكفار والمشركين والمنافقين من اليهود وغيرهم، لأنَّهم يضمرون العداوة للمسلمين، ويتمنَّون أن يقعَ المسلمون تحت عبء الشر والهلاك والفساد، وقد فضحت أفواههم ما يخفون من حقدٍ وضغينة من خلال الشتائم ومن خلال الأسرار التي يفشونها عن المسلمين.

لذلك لا يجوز للمسلم أن يتَّخذ منهم بطانة وخاصةً وخلان، وهؤلاء يعملون كلَّ جهدٍ من أجل إلحاق الفساد والشر بالمسلمين، ولكن الذي تخفيه صدورهم أكبر من الشر الذي يظهر عليهم، وقد بيَّن الله الآيات وفصَّلها لعباده المسلمين، حتَّى يأخذوا بما فيها من تعليمات وحِكَم، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضا: معنى آية غير المغضوب عليهم ولا الضالين

المباحث اللغوية في آية لا تتخذوا بطانة من دونكم

يساعد التعرّف على معاني مفردات الآية في شرح وتفسير الآية من مختلف الجوانب، ولا بدَّ في تفسير آية من آيات كتاب الله من المرور على معاني المفردات، إضافة إلى معرفة إعراب الكلمات، وفيما يأتي ذكر معاني المفردات في آية لا تتخذوا بطانة من دونكم:

أما عن إعراب الكلمات الواردة في آية لا تتخذوا بطانة من دونكم، فهو على النحو التالي:

اقرأ أيضا: معنى آية واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version