معنى آية إنما النسيء زيادة في الكفر

يتساءل الكثير من المسلمين عن معنى آية إنما النسيء زيادة في الكفر الواردة في سورة التوبة، وللوقوف على معنى هذه الآية الكريمة، لا بدّ من العودة إلى كتب التّفسير المعتمدة للوقوف على ما جاء فيها من تأويل وتفسير وشرح وتبصرة بقول الله تعالى.

معنى آية إنما النسيء زيادة في الكفر

معنى آية إنما النسيء زيادة في الكفر

إنّ معنى آية إنما النسيء زيادة في الكفر أي تأخير حرمةِ شهرٍ حرَّمه الله إلى شهرٍ آخر لم يحرِّمه وذلك أنَّ العرب في الجاهليَّة كانت تستحلُّ شهر محرّم وهو من الأشهر الحرم وتحرِّم بدلًا منه شهر صفر وهو من الأشهر غير المحرّمة، فأخبر الله تعالى بأنَّ ذلك الفعل كلَّه: {زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}، لأنّهم أحلّوا ما حرَّم الله وحرَّموا ما أحلَّ الله {يُضَلُّ بِهِ}، بسبب تأخير شهر محرم، وتقديم صفر عليه.

ومعنى قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا}، هؤلاء الكفّار إذا قاتلوا في الشهر الحرام أحلُّوه، وحرَّموا مكانه صفر، وإذا لم لم يصادفوا فيه  قتال حافظوا على حرمته: {لِيُوَاطِئُوا}، أي: ليوافقوا: {عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ}، أي: أنّهم إذا حرّموا شهرًا أحلّوا مكانه شهرًا وإذا أحلّوا شهرًا حرّموا مكانه شهرًا للمحافظة على عدد الأشهر الحرم الأربعة، فلا تزيد ولا تنقص، {زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ}، أي: زيَّن لهم الشَّيطان أعمالهم الخبيثة فظنّوها بأنّها طيبة.

وجاء في تفسير الطّبري، في تأويل قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}، أي: إنّ تأخير أهل الشّرك بالله لأحد الأشهر الحرم الأربعة، وجعله حلالًا، وجعل الحلال منهن حرامًا, إنّما هذا الفعل زيادة في كفرهم وعصيانهم وجحودهم لأحكامَ الله وآياته.

وقوله: {يُضِلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفُرُوا}، أي: يضل بالنّسيء الذي ابتدعه وسنّه الذين كفروا الناسَ، أو الذين ابتدعوا النّسيء يضلون به الذين كفروا، قوله: {يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ}، أي: ليوافق ما حلَّلوا من الشّهور، وما حرموا منها, عدّة ما حرّم الله، أيّ: تبقى عدّة الأشهر الحرم أربعة، لا تزيد ولا تنقص، ولو استبدل محرّم بصفر.

أما المُراد بقوله: {زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ}، أي: حَسّنت شياطين الإنس والجنّ لهم وحَبّب إليهم سيئ أعمالهم وقبيحها، وما خالفوا به أمر الله وطاعته، قوله: {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}، أي: والله تعالى لا يوفّق لطريق الفلاح القومَ الكفرة والجاحدين.

اقرأ أيضا: معنى آية واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه

إعراب آية إنما النسيء زيادة في الكفر

لا بدّ بعد شرح معنى الآية الكريمة من التعريج على إعراب مفرداتها، وذلك لأنّ الإعراب يزيد المعنى وضوحًا:

اقرأ أيضا: معنى آية فكنتم على أعقابكم تنكصون

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version