قوله تعالى زلزلت الأرض هي جزء من أول آية في سورة الزلزلة وهي سورة مدنية من جزء عم وترتيبها في المصحف 100، وعدد آياتها 8. وقد ذكر المفسرون العديد من التفسيرات لهذه السورة والتدبرات الإيمانية. وفي هذا المقال سوف نذكر تفسيرها عند الإمام السعدي والتفسير الميسر ومعاني الكلمات.
معنى قوله تعالى زلزلت الأرض
هذه الآية في كتاب الله تعالى فسرها العلماء بتفسيرات عديدة، وفيما يلي نذكر تفسير الرؤية عند مختلف المفسرين:
تفسير الإمام السعدي
يخبر الله تعالى عما يكون يوم القيامة من أهوال، وأن الأرض تتزلزل وترجف وترتج، حتى يسقط ما عليها من بناء وعلم. فتندك جبالها، وتسوى تلالها، وتكون قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا.
تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: (إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ) لقيام الساعة (زِلْزَالَهَا) فرُجَّت رجًّا; وأضيف الزلزال إلى الأرض وهو صفتها، وحسن ذلك في زلزالها، لموافقتها رؤوس الآيات التي بعدها.
معاني الكلمات
- زلزلت الأرض: حركت تحريكًا عنيفًا متكررًا عند النفخة الأولى.
- أخرجت أثقالها: أي كنوزها وموتاها وهذا في النفخة الثانية.
فضل حفظ القرآن وقراءته
إن القرآن هو كتاب الله المبين وقد حث سبحانه على قراءته والعمل به وحفظه كما حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك في أحاديث كثيرة و1لك لما له من دور في تنقية قلب المؤمن وتبصرته للحق، وفيما يلي نذكر بعض الأحاديث الواردة في فضل القرآن:
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر”. رواه الإمام البخاري في صحيحه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان قلنا نعم قال فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان” رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: “أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم” فقلنا يا رسول الله نحب ذلك قال: “أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل”. رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- قال عبد الله: إن أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها و إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ولا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”.
اقرأ أيضًا: معنى آية وقل رب أنزلني منزلا مباركا
فضل حفظ القرآن وشفاعته للعبد
حفظ القرآن له ثواب عظيم وهو من حرص عليه العديد من الصحابة والتابعين، ومنزلة العبد عند آخر آية يقرأها كما ورد في الحديث الصحيح،وفيما يلي نذكر الأحاديث التي وردت في شفاعة القرآن للعبد يوم القيامة:
- عن أبي هريرة رصي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يجيء القرآن يوم القيامة فيقول يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة”. سنن الترمذي.
- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة” قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة. رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده” سنن أبي داود.
- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار”. سنن بن ماجه.
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ” قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: “هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ” رواه بن ماجه وصححه الألباني.
وبذلك نكون قد ذكرنا معنى قوله تعالى زلزلت الأرض في تفسير السعدي والإمام الطبري، كما ذكرنا فضل حفظ القرآن وقراءته والعمل به.