آية لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ذكرت في سورة البقرة وهي سورة مدنية ورقم الآية 264، وذكر المفسرون تفسيرات مختلفة لهذه الآية للإمام السعدي وابن كثير والطبري. وفي هذا المقال سوف نذكر تفسيرها في التفسير الميسر والمختصر في التفسير ومعاني الكلمات، كما سنذكر إعرابها وفضل سورة البقرة.
معنى آية لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى
هذه الآية فسرها المفسرون بتفسيرات متنوعة، وفيما يلي نذكر تفسيرها:
تفسير الآية في المختصر في التفسير
يا أيها الذين آمنوا واتبعوا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لا تبطلوا ثواب الصدقات بالمن على من تصدقتم عليه، فإن من يفعل ذلك كمثل الذي يبذل ماله لكي يراه الناس ويمدحوه أي إن عمله غير خالص لوجه الله وهو مردود عليه، وهو كافر لا يؤمن بالله تعالى ولا يوم القيامة والثواب والعقاب، فهذا مثله مثل حجر أملس فوقه تراب فنزل عليه مطر غزير فأذهب التراب عن الحجر وتركه بلا شيء عليه. وهذا حال المراؤون بأعمالهم يطلبون مدح الناس فيذهب ثواب الأعمال ولا يبقى منها شيء عند الله تعالى، والله لا يهجي الكافرين إلى الحق وما يرضيه.
تفسير الآية في التفسير الميسر
يا أيها المؤمنون الذين أمنوا بالله واليوم الآخر لا تذهبوا ثواب ما تنفقونه للصدقات بالمن والأذى، فهذا كمثل الذي يخرج ماله لكي يمدحه الناس على فعله وهو لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر. مثل هذا مثل الحجر الأملس الذي عليه تراب فنزل عليه المطر الغزير وأذهب التراب عنه وتركه أملس ليس عليه شيء. وهذا حال المراؤؤون بأعمالهم يذهب ثواب النفقات، والله لا يهدي القوم الكافرين للحق والهدى في النفقات وغيرها.
معاني المفردات
- رئاء الناس: مراءة لهم وسمعة لا لوجه الله تعالي، بل لينالوا بهذا العمل مدح الناس وثنائهم.
- صفوان: حجر كبير أملس.
- وابل: مطر غزير عظيم القطر.
- صلدًا: أملس نقيًا أجرد من التراب.
إعراب الآية
- لا تبطلوا: لا الناهية جازمة، وتبطلوا فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حرف النون والواو فاعل.
- صدقاتكم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة لأنه جمع مؤنث سالم.
- ينفق: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- ماله: مفعول بع منصوب وعلامة نصبه الفَتْحَة الظاهرة.
- أصابه: فعل ماض مبني على الفتح.
- وابل: فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- تركه: فعل ماض مبني على الفتح، الهاء مفعول به أول، والفاعل ضمير مستتر.
اقرأ أيضًا: معنى آية لا تقنطوا من رحمة الله
فضل سورة البقرة
سورة البقرة من السور العظيمة التي لها فضل كبير وهي أطول سورة في كتاب الله وبها أعظم آية في كتاب الله تعالى وهي آية الكرسي، وفيما يلي نذكر فضل قراءة سورة البقرة:
- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إِن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة أخرجه مسلم والترمذي، وقال: اقرؤوا سورة البقرة، فإِن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البَطَلَة يعني السَّحَرَة”. (أخرجه مسلم)
- أخرج مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: “اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزَّهْرَاوَيْن: البقرة، وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غَمامتان -أو غَيَايَتَان- أو كأنهما فِرْقَانِ من طيرٍ صَوَافّ، تُحاجَّانِ عن صاحبهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخْذَها بَرَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تستطيعها البَطَلَةُ”، قال معاوية بن سلاَّم: بلغني أن البطلةَ: السَّحَرَةُ.
- عن النعمان بن بشير قال: إن الله كتب كتاباً قبل أنْ يَخلُقَ السمواتِ والأرضَ بأَلْفَيْ عام، أنزل منه آيتين خَتَم بهما سورة البقرة، ولا تُقرآن في دارٍ ثلاث مرات فيقربها شيطانٌ، وعن أبي هريرة أن رسولَ الله قال: “لكل شيء سَنامٌ، وإنَّ سنام القرآن سورةُ البقرة، وفيها آية هي سيدةُ آي القرآن: آيةُ الكرسي” أخرجه الترمذي .
- أخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة أن رسولَ الله قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابرَ، إن الشيطان يفِرُّ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.
- عن أُبيُّ بن كعب قال: قال رسولُ الله: يا أبا المنذر، أتدري أَيّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم (البقرة:255) فضرب في صدري وقال: لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المنذر، (أخرجه مسلم) . وفي رواية أبي داود قال: قال رسولُ الله: يا أبا المنذر، أيُّ آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال: الله ورسولُه أعلم، قال: أبا المنذر أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم .. الحديث.
فضل آية الكرسي في سورة البقرة
آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي نذكر الأحاديث التي وردت في فضلها:
- أخرج النسائي من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ”
- في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في آخر حديث الزكاة قال: َقَالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، زَعَمَ أنَّه يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: ما هي؟ قُلتُ: قَالَ لِي: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِن أوَّلِهَا حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، وقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ -وكَانُوا أحْرَصَ شَيءٍ علَى الخَيْرِ- فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَمَا إنَّه قدْ صَدَقَكَ، وهو كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَن تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يا أبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ذَاكَ شَيطانٌ.
- آية الكرسي مَن قرأها [يعني : آيةَ الكرسيِّ] عندَ النومِ لا يزالُ عليه من اللهِ حافظٌ، ولا يقربُه شيطانٌ حتى يُصبِحَ، المحدث: ابن باز.
وبذلك نكون قد ذكرنا معنى آية لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى في التفسير الميسر والمختصر في التفسير ومعاني الكلمات، كما ذكرنا فضل سورة البقرة وآية الكرسي.