قد يواجه معظم الأشخاص الذين يمرون بأحداث صادمة، صعوبة مؤقتة في التكيف والتأقلم، ولكن مع مرور الوقت والرعاية الذاتية الجيدة، يتحسنون عادةً، ولكن إذا ساءت الأعراض، واستمرت لأشهر أو حتى سنوات، وتداخلت مع الأداء اليومي، فقد يكون الشخص مصابًا باضطرابات ما بعد الصدمة.
تعريف اضطرابات ما بعد الصدمة
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، هو اضطراب نفسي قد يحدث للأشخاص الذين عانوا أو شهدوا حدثًا مؤلمًا مثل، كارثة طبيعية أو حادث خطير، أو عمل إرهابي أو الذين تعرضوا للتهديد بالقتل، أو العنف الجنسي أو الإصابة الخطيرة.
كان اضطراب ما بعد الصدمة معروفًا بالعديد من الأسماء في الماضي، مثل “صدمة القذيفة” خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، و “التعب القتالي” بعد الحرب العالمية الثانية.
الأشخاص المصابون بهذا المرض، لديهم أفكار ومشاعر مكثفة ومزعجة تتعلق بتجربتهم، والتي تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الحدث الصادم، قد يسترجعون الحدث من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس، قد يشعرون بالحزن أو الخوف، وقد يشعرون بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين.
قد تبدأ أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في غضون شهر واحد من الحدث الصادم، ولكن في بعض الأحيان قد لا تظهر الأعراض إلا بعد سنوات من الحدث، تسبب هذه الأعراض مشاكل كبيرة في المواقف الاجتماعية، أو العمل وفي العلاقات، ويمكن أن تتداخل أيضًا مع قدرتك على القيام بمهامك اليومية العادية.
اقرأ أيضًا: أنواع الصدمات النفسية
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
يتم تصنيف الأعراض عمومًا إلى أربعة أنواع:
الذكريات المتطفلة
- الذكريات المؤلمة المتكررة غير المرغوب فيها للحدث الصادم.
- إحياء الحدث الصادم كما لو كان يحدث مرة أخرى (ذكريات الماضي).
- أحلام مزعجة أو كوابيس حول الحدث.
- ضائقة عاطفية شديدة, أو ردود فعل جسدية لشيء يذكرك بالحدث.
التجنب
- محاولة تجنب التفكير أو الحديث عن الحدث.
- تجنب الأماكن أو الأنشطة، أو الأشخاص الذين يذكرونك بالحدث.
التغيرات السلبية في التفكير والمزاج
- أفكار سلبية عن نفسك أو عن الآخرين أو العالم.
- اليأس من المستقبل
- مشاكل الذاكرة، بما في ذلك عدم تذكر الجوانب المهمة للحدث.
- صعوبة الحفاظ على العلاقات الوثيقة.
- الشعور بالانفصال عن العائلة والأصدقاء.
- الشعور بالخدر العاطفي.
التغييرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية
- الفزع أو الخوف بسهولة.
- السلوك المدمر للذات، مثل الإفراط في الشرب أو القيادة بسرعة كبيرة.
- مشاكل في النوم.
- صعوبة في التركيز.
- العصبية أو نوبات الغضب أو السلوك العدواني.
- شعور غامر بالذنب أو الخجل.
اقرأ أيضًا: أعراض الصدمة العاطفية عند المرأة
الأسباب
كما هو الحال مع معظم مشاكل الصحة العقلية، من المحتمل أن يكون الاضطراب ناتجًا عن مزيج معقد من:
- التجارب المجهدة، بما في ذلك مقدار وشدة الصدمة التي مررت بها في حياتك.
- مخاطر الصحة العقلية الموروثة، مثل وجود تاريخ عائلي للقلق والاكتئاب.
- السمات الموروثة لشخصيتك – غالبًا ما تسمى بمزاجك.
- الطريقة التي ينظم الدماغ المواد الكيميائية والهرمونات التي يطلقها الجسم استجابة للتوتر.
عوامل الخطر
يمكن أن يعاني الأشخاص من جميع الأعمار من هذا الاضطراب ومع ذلك، قد تجعلك بعض العوامل أكثر عرضة للإصابة بعد حدث صادم، مثل:
- المعاناة من صدمة شديدة أو طويلة الأمد.
- التعرض لصدمات أخرى في وقت مبكر من الحياة، مثل إساءة معاملة الأطفال.
- الإصابة بمشكلات نفسية أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب.
- عدم وجود نظام دعم جيد للعائلة والأصدقاء.
علاج اضطرابات ما بعد الصدمة
يستخدم الأطباء النفسيون وغيرهم من المتخصصين في الصحة العقلية، طرقًا فعالة مختلفة لمساعدة الأشخاص على التعافي وتشمل:
- يركز علاج المعالجة المعرفية، على تعديل المشاعر السلبية المؤلمة (مثل الخزي والشعور بالذنب) والمعتقدات بسبب الصدمة، إذ يساعد المعالجون الشخص على مواجهة مثل هذه الذكريات والعواطف المؤلمة.
- يستخدم علاج التعرض المطول، التخيل المتكرر والمفصل للصدمة أو التعرض التدريجي لأعراض “المحفزات”، بطريقة آمنة ومنضبطة لمساعدة الشخص على مواجهة الخوف، والضيق والسيطرة عليه، وتعلم كيفية التعامل معه.
- يهدف علاج التلقيح بالإجهاد، إلى تسليح الفرد بالمهارات اللازمة لمواجهة العوامل المسببة للتوتر بنجاح، من خلال التعرض لمستويات أكثر اعتدالًا من الإجهاد، مثل لقاح للوقاية من العدوى بعد التعرض لمرض ما.
- يشجع العلاج الجماعي الناجين من أحداث صادمة مماثلة، على مشاركة تجاربهم وردود أفعالهم في بيئة مريحة، يساعد أعضاء المجموعة بعضهم البعض على إدراك أن العديد من الأشخاص، كانوا سيستجيبون بنفس الطريقة ويشعرون بنفس المشاعر.
- يمكن للأدوية أن تساعد في السيطرة على الأعراض، بالإضافة إلى ذلك، فإن تخفيف الأعراض الذي يوفره الدواء، يسمح للعديد من الأشخاص بالمشاركة بشكل أكثر فعالية في العلاج النفسي.
- تستخدم بعض مضادات الاكتئاب مثل، SSRIs و SNRIs (مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين)، بشكل شائع لعلاج الأعراض الأساسية، يتم استخدامها إما بمفردها أو بالاشتراك مع العلاج النفسي، أو العلاجات الأخرى.
- يمكن استخدام أدوية أخرى لتقليل القلق والإثارة الجسدية، أو علاج الكوابيس ومشاكل.
- بالإضافة إلى العلاج، يجد العديد من أنه من المفيد جدًا مشاركة تجاربهم ومشاعرهم مع الآخرين الذين لديهم تجارب مماثلة، كما هو الحال في مجموعة دعم الأقران.