سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، وتُعتبر أول سورة نزلت في المدينة المنورة، وهي من السور الكريمة ذات الفضائل العظيمة؛ لذلك يحرص الكثيرون على معرفة تجربتي في حفظ سورة البقرة وثواب حفظها إضافةً إلى النصائح التي تُساعد على حفظ القرآن الكريم.
تجربتي في حفظ سورة البقرة
تقول إحدى الأخوات: تجربتي في حفظ سورة البقرة من أعظم التجارب التي مررت بها في حياتي، فقد كنت أحفظ سورة البقرة بمفردي، ثم تدرجت فبدأت في حفظها للمرة الثانية، ولكن كانت هذه المرة مع مجموعة من الأخوات بالمسجد، وكان الحفظ في هذه المرة أجود وأشد متانة من المرة السابقة إذا كنا نحفظ مع أستاذة متخصصة في أحكام التجويد، وكانت تطلب منا أن نحفظ سورة البقرة بأرقام الآي، كنت أرى أن هذا الأمر سيكون صعبًا ومرهقًا في البداية، ولم أكن أفكر مطلقًا بحفظ الأرقام، ولكن ما إن خضت غمار هذه التجربة، ووجدت أنها تجربة مثمرة بالفعل، فهي من الطرق التي تُساعد بشدة في حفظ الآيات وتثبيتها في الذهن، فتثبت حفظي بالفعل ومن ثم صرت أحفظ الأرقام بسهولة، فقد كنت أعاني قبل ذلك من نسيان بعض أجزاء الآيات أو آية كاملة أثناء المراجعة، ولكن مع هذه الطريقة، ترسخت الآيات والكلمات في ذهني، وأتممت حفظ سورة البقرة بسهولة شديدة باتباع تلك الطريقة، وأرجو من الله أن أُكمل حفظ باقي سور القرآن الكريم.ط
اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة البقرة
فضل حفظ سورة البقرة
تكثر الأدلة على فضل حفظ سورة البقرة فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يوقّرون حفظ سورة البقرة في نفوسهم، ويعظّمونها غاية التعظيم، فقد ورد في الأثر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ أحد الرجال الذين كانوا يكتبون الوحي عن رسول الله نال تلك المنزلة؛ لقراءته سورتَي البقرة، وآل عمران، وروى أنس بن مالك في حديث: (كان الرجُلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ يُعَدُّ فينا عظيمًا). (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية الصفحة أو الرقم: 6/179 | خلاصة حكم المحدث : على شرط الشيخين ))
وقد صحّ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- عدة أحاديث تدل على تقديم حافظ سورة البقرة وآل عمران على غيره، ومن ذلك ما رُوي عن الصحابي عثمان بن أبي العاص أنّه قال: (اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَصْغَرُ السِّتَّةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ثَقِيفٍ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ). (( الراوي : عثمان بن أبي العاص الثقفي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج زاد المعاد الصفحة أو الرقم: 3/525 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))
كما أن هناك العديد من الفضائل لحفظ وقراءة سورة البقرة مثل الوقاية من غواية الشيطان وإضلاله لحديث: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 780 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) والأخذ بسورة البقرة من أسباب نيل البركة، التي تتحقّق للمسلم بتحصيل الحسنات من قراءتها، ومن حفظ آياتها لحديث: (اقرَؤوا سورةَ البقرةِ، فإنَّ أَخْذَها بركةٌ، وتركَها حسرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلَةُ). (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 804 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضا: لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم
أسرار حفظ القرآن الكريم
توجد العديد من الأُمور التي يُمكن للإنسان الاستفادة منها لحفظ القُرآن، ومنها كما يلي:
- تعلُم أحكام التجويد مع القراءة عند شيخٍ مُتقن قبل البدء بالحفظ؛ للبدء بشكلٍ صحيح، ومُعالجة الأخطاء قبل أن تقع. فما يُحفظ على خطأ يصعب على الإنسان تصحيحه بعد ذلك.
- حفظ القُرآن من طبعةٍ واحدةٍ؛ ممّا يُساعد في تسهيل الحفظ، ويُفضل استخدام الطّبعات ذات الخلفيات الملوّنة باللون الأصفر أو الأخضر أو غيرها، والابتعاد عن الطّبعات المكتوبة باللون الأسود على صفحاتٍ بيضاء، فقد ذهب أهل العلم أنه كُلما كانت الألوان كثيرة ومُتنوعة في المُصحف كان ذلك مُساعداً على الحفظ، وأسرع في الحفظ والتذكر.
- تفضيل استخدام مُصحف صغير في الحفظ، وشراء عدّة نُسخٍ منه ووضع كُل واحدةٍ في مكان، كالبيت والسيارة وغير ذلك.
- اختيار الوقت المُناسب في الحفظ، كالحفظ بعد الفجر أو في الصّباح، والبُعد عن الحفظ في بعض الأوقات، كبعد الانتهاء من العمل، وبعد الأكل، وساعات اللّيل المُتأخرة، بالإضافة إلى الابتعاد عن السّهر.
- ربط الآيات والسّور ببعضها وعدم البدء بحفظ الجديد إلا بتثبيت الحفظ القديم والتأكد من ربطه ببعضه، وخاصةً المُتشابهات، كقصة موسى -عليه السلام- فقد تكررت في أكثر من ثمانين موضعاً من القُرآن، ويُمكن الاستعانة ببعض الكتب التي تذكر المُتشابه في القُرآن، ككتاب الإيقاظ لتذكير الحُفّاظ بالآيات المُتشابهة الألفاظ.
- تحديد المقدار الواجب حفظه يومياً، والبدء بحفظ السّور التّي يغلب على الإنسان محبّتها ويشعُر أنّها سهلة عليه، ووضعها في قائمة وحفظها خلال شهرين، مع مُكافأة النّفس بعد التّمكُّن من حفظ شيءٍ مُعيّن؛ ممّا يُعين في استمراريّة الحفظ، مع الالتزام بحلقة للحفظ؛ فهي تُساعد في الحفظ والابتعاد عن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
- الالتزام بأخذ فترةٍ من الرّاحة والاسترخاء بعد كُل عشرين دقيقة؛ لانخفاض مُستوى الحفظ بعد ذلك، ومُمارسة الرياضة أو الشُّرب خلالها، واختيار المكان المُناسب للحفظ، واستغلال أوقات الفراغ والمواسم التي تتضاعف فيها الأُجور.
- اتباع بعض النصائح التي قد تُساعد في الحفظ، كالتحرك قليلاً؛ لتنشيط عمل الدورة الدمويّة، وتحديد مدة ومقدار الحفظ في الجلسة الواحدة، مع قراءة نصف صفحة بصورةٍ سريعة، وقراءة الآيات المُراد حفظها وفهم المعنى العام لها، وحسن الظن بالله -تعالى-.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة البقرة