الحزن هو الشعور الداخلي الطبيعي الذي يمر به المرء كرد فعل على الخسارة، في حين أن الفجيعة هي حالة المعاناة من تلك الخسارة، وعلى الرغم من أن الناس غالبًا ما يعانون من الألم العاطفي نتيجة لفقدان أي شيء مهم جدًا بالنسبة لهم (على سبيل المثال ، وظيفة أو صداقة أو علاقة أخرى أو إحساس بالأمان أو المنزل)، ويشير الحزن عادةً إلى فقدان أحد الأحباء من خلال الموت.
الحزن بعد الوفاة
الحزن شائع جدًا، لأن ثلاث من كل أربع نساء يعمرن أكثر من أزواجهن، مع متوسط عمر تصبح به السيدة أرملة هو 59 عامًا، وأكثر من نصف النساء في الولايات المتحدة يصبحن أرامل عند بلوغهن سن 65، وعلى الرغم من أن هذا ليس تشخيصًا طبيًا رسميًا، إلا أن الحزن المطول، الذي كان يُطلق عليه سابقًا الحزن المعقد، ويشير إلى رد فعل لفقدان يستمر لأكثر من عام واحد. يتميز الحزن بعد الموت بتأثيره على علاقات المريض الوثيقة مع من حوله، والإخلال بمعتقداته.
مراحل الحزن بعد الوفاة
يمر الحزن بخمس مراحل أساسية بعد فقدان أحد الأحباء بالموت، وهذه المراحل هي الإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب وأخيراً القبول.
الإنكار
الإنكار يساعد على تقليل الألم الهائل للخسارة، فمن الصعب تصديق أننا فقدنا شخصًا مهمًا في حياتنا إلى الأبد، فيلجأ العقل إلى إنكار الأمر ليخفف من وطأة الألم الذي يشعر به.
هذه المرحلة تبدو مهمة جدًا، حيث أنها تساعد الإنسان على الخروج من ألمه بشكل تدريجي، بدلًا من ان يستنزف عواطفه ومشاعره بشكل مفاجئ ومرعب إلى هذا الحد، ، فالإنكار يجعله يستوعب الفجيعة التي يمر بها تدريجيًا إلى أن يصل إلى تصديقها.
الغضب
من الشائع الشعور بالغضب بعد فقدان أحد الأحباء، ونحن نحاول التكيف مع واقع جديد، ومن المحتمل أننا نشعر بفراغ عاطفي شديد، ولهذا فإن الغضب يتيح لنا منفذًا عاطفيًا جديدًا ومريحًا.
ضع في اعتبارك أن الغضب لا يعني أن نكون ضعفاء، لكنه يسمح لنا بالتعبير عن المشاعر بدون خوف من الرفض، فمن الضروري في هذه الظروف الصراخ و الرفض والتذمر وكل ما يصاحب الغضب من مشاعر سلبية، ولكن الأهم هنا هو التحكم بالغضب قدر الإمكان، لكي لا تجد نفسك معزولًا عن الناس بسبب غضبك فظاظتك في التعامل معهم.
المساومة
عند التعامل مع الخسارة ، ليس من غير المعتاد أن تشعر باليأس لدرجة أنك على استعداد لفعل أي شيء تقريبًا لتخفيف الألم أو تقليله، ويمكن أن يدفعنا فقدان أحد الأحباء إلى التفكير بأي طريقة يمكننا من خلالها تجنب الألم الحالي أو الألم الذي نتوقعه من الخسارة، وهناك العديد من الطرق التي قد نحاول بها المساومة:
- “يا إلهي ، إذا استطعت أن تشفي هذا الشخص فسوف أقلب حياتي.”
- “أعدك أن أكون أفضل إذا تركت هذا الشخص يعيش.”
- “لن أغضب مرة أخرى أبدًا إذا استطعت منعه من الموت أو تركني.”
كآبة
يأتي وقت يهدأ فيه خيالنا ونبدأ ببطء في النظر إلى حقيقة وضعنا الحالي، فلم تعد المساومة خيار جيد، وعلينا أن نواجه ما يحدث.
سنبدأ في هذه الفترة بالشعور الحقيقي بالفقدان، عندما يبدأ خوفنا من الحقيقة بالتراجع، يبدأ الضباب العاطفي بالتلاشي ونشعر بالخسارة، وبأن هذا الحزن لا مفر منها.
في تلك اللحظات، نميل إلى الانجذاب إلى الداخل مع تزايد الحزن، وقد نجد أنفسنا نتراجع نفسيًا، ولا نتواصل مع الآخرين بشأن ما نمر به، على الرغم من أن هذه مرحلة طبيعية جدًا من الحزن.
القبول
عندما نصل إلى مرحلة القبول، لا يعني ذلك أننا لم نعد نشعر بألم الخسارة، ولكننا لم نعد نقاوم حقيقة وضعنا، ولا نكافح لجعله شيئًا مختلفًا، ولا يزال الحزن والندم موجودين في هذه المرحلة، لكن تكتيكات البقاء العاطفي المتمثلة في الإنكار والمساومة والغضب تقل احتمالية وجودها، ويعود الإنسان تدريجيًا إلى حياته الطبيعية.
ما يجب التنويه له هنا أن البعض يبقى عالق في مرحلة الكآبة، لتصبح اكتئاب مرضي يحتاج بعده إلى علاج حقيقي، ولهذا فمن الضروري محاولة تجاوز الألم قدر الإمكان، الاستعانة بمختص إذا لزم الأمر.