الصيام ركن من أركان الإسلام الخمس التي فرضها الله عز وجل على عباده، يعرف الصوم بأنه الإمساك عن تناول الطعام والشراب وفعل المحرمات والمبطلات من طلوع الفجر لغروب الشمس، وهذه المبطلات سبعة أكثرها إثماً الجماع وهو من مبطلات الصيام للمتزوجين والتي توجب القضاء والكفارة بتحرير رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكين.
الصيام
– الصوم في اللغة يعرف بأنه الإمساك أو الكف عن فعل شيء ما.
– الصوم في الشرع يعرف بأنه عبادة من العبادات المفروضة على المسلم القادر العاقل يقوم فيها بالإمساك عن الطعام والمفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
– الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم .
– فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة النبوية.
مبطلات الصيام للمتزوجين
الجماع
– روى البخاري في صحيحه، قال: حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: «مَا لَكَ»؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا» قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ»، قَالَ: لاَ، فَقَالَ: «فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا». قَالَ: لاَ، قَالَ: فَمَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ – وَالعَرَقُ المِكْتَلُ – قَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ»؟ فَقَالَ: أَنَا، قَالَ: «خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ بِهِ» فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَوَ اللَّهِ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا – يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ – أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: (أَطْعِمْهُ أَهْلَك).
* كفارة الجماع في نهار رمضان: تحرير رقبة، إن لم يستطع فيجب عليه صيام شهرين متتابعين، وإن لم يستطع فيجب عليه إطعام ستين مسكين.
حكم إقامة علاقة بين الزوجين في نهار رمضان
– العلاقة بين الزوج وزوجته في نهار رمضان تأخذ حكم العلاقة بالطعام والشراب، فكما لا يقترب الرجل من الطعام والشراب في نهار رمضان عليه أن لا يقترب من زوجته لقضاء شهوته.
– يمكن للرجل أن يجالس زوجته ويتحدث معها ويدرسها، لكنه لا يجامعها أو يقوم بفعل مقدمات الجماع من لمس وتقبيل وضم حتى لا تثار شهوته، فالأصل اجتناب فعل ذلك حيث قد تؤول هذه المقدمات للتسبب في إفساد الصوم بالإنزال وهو من مبطلات الصوم.
– ملامسة فرج الرجل لفرج زوجته بدون حائل في نهار رمضان محرم حتى لو لم يحصل إنزال أو إيلاج، ويوجب عليه القضاء والكفارة.
– رخص أهل العلم للصائم أن يقبل زوجته بشرط أن يكون من الأشخاص الذين لا يخشى عليهم أن يقود بهم التقبيل لما وراءه، روى أبو داود عن أبي هُرَيْرَةَ: “أنّ رَجُلاً سَألَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن المُبَاشَرَةِ لِلصّائِمِ، فَرَخَصّ لَهُ، وَأتَاهُ آخَرُ فَسَألَهُ فَنَهَاهُ، فإذَا الذي رَخّصَ لَهُ شَيْخٌ، وَالّذِي نَهَاهُ شَابّ”.
قد يهمك:
مبطلات الصيام بشكل عام
1- الأكل والشرب عمداً في نهار رمضان
– من يفطر في نهار رمضان بدون عذر شرعي فقد ارتكب كبيرة من الكبائر وفق جمهور العلماء، قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:” إذا أفطر في رمضان مستحلا لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالا له وجب قتله، وإن كان فاسقا عوقب عن فطره في رمضان ”
2- التقيؤ عمداً
– التقيؤ عمداً في نهار رمضان أو غيره من الأيام التي وجب فيها الصيام يبطل الصوم.
– قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ) رواه الترمذي (720) صححه الألباني في صحيح الترمذي (577).
3- الحيض والنّفاس
– المرأة التي تعاني من نزول دم الحيض أو المرأة النفساء يوجب عليها الفطر وقضاء هذه الأيام مرة أخرى.
– قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ) رواه البخاري (304) .
4- تعمد الاستمناء
– إنزال المني عمداً، قال الله تعالى عن الصائم في الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم: ( يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي ) رواه البخاري (1894) ومسلم (1151)، لذلك فإنزال المنى من الشهوات التي يجب على الصائم أن يتركها.
– من استمنى في نهار رمضان يجب عليه أن يتوب لله ويمسك باقي اليوم ويقضيه.
5- الجماع أكثر المبطلات إثماً
6- ما كان بمعنى الأكل والشرب
– حقن الدم، أو الإبر المغذية: بمعنى يصاب المرء بنزيف فيأخذ حقن مغذية بالدم فهي تفطر لأن الدم هنا غايته الغذاء بالطعام والشراب.
7- إخراج الدم بالحجامة
– قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ) رواه أبو داود (2367) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2047).
– معنى لفظ إخراج الدم بالحجامة هو تبرع المسلم الصائم بالدم حيث أنه يؤثر على الجسم كتأثير الحجامة، لذلك لا يجوز للصائم أن يتبرع بالدم إلا أن كان مضطر فيفطر المتبرع، ثم يقضي هذا اليوم (ابن عثيمين “مجالس شهر رمضان” ص 71).