متى فرض الحج على المسلمين

الحجّ عبادة قديمة كانت تمارس في جَزيرة العرب يرجع تاريخها إلى العهد الذي بني فيه البيت الحرام بمكة الذي جعله الله سبحانه وتعالى أول بيت وضع للناس، وذلك بعد أن رفع سيدنا إبراهيم عليه السلام قواعده هو وسيدنا إسماعيل وأمره الله بعد ذلك بأن يُسْكِنَ عنده هو وأسرته الصغيرة، كما أمره أن يؤذِّن في الناس بالحجِّ حتى يأتوا إليه من كل حدب وصوب استجابة لدعاء ربِّه بأن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليه، وبهذا أصبح الحجّ موسم وشريعة حرَص العرب على أدائه ليشهدوا منافع لهم، تعرف معنا على الحج وحكم الحج وأفضاله، و متى فرض الحج على المسلمين

الحج

متى فرض الحج على المسلمين– يعرف بأنه قصد الفرد المسلم لبيت الله الحرام والكعبة المشرفة لأداء أعمال مشروعة سنة وفرض، كما يعرف بأنه زيارة المسجد الحرام في وقت معين وهو أشهر الحج لأداء فريضة الحج والطواف بالبيت الحرام والوقوف على جبل عرفات.
– يعتبر الحج من أفضل الأعمال، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» [رواه البخاري ومسلم].

متى فرض الحج على المسلمين ؟

– اختلفت الآراء حول متى فرض الحج حيث قال بعض المؤرخّين للتشريع أن الحج فرض في السنة السادسة من الهجرة، وعلى الفور توجه المصطفى صل الله عليه وسلم مع بعض أصحابه لمكّة لأداء العمرة إلا أن المشركين صدوه ومنعوه، وتم صلح الحديبية، وعاد الرسول لقضاء العمرة في السنة التالية.
– وقالت جماعة أخرى أن الحج لم يفرض إلا بعد السنة الثامنة من الهجرة بعد فتح مكة وأصبح الطريق آمن للمسلمين، وحددوا السنة التي فرض فيها الحج بالسنة التاسعة عندما أوفد الرسول صل الله عليه وسلم بعثة للحج يترأسها أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليؤذِّن في الناس يوم النحر بألا يطوف عريان بالبيت وألا يحج مشرك بعد هذا العام، ولقد كانت هذه البعثة هي التمهيد لحجّة النبي عليه الصلاة والسلام المعروفة بحجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة، وكانت الحجة الوحيدة التي قام بها الرسول كما رواه مسلم، ونزلت فيها آية (اليومَ أكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) “سورة المائدة 3”.
– فرض الحج على المسلمين في أواخر السنة التاسعة من الهجرة، قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [سورة آل عمران: 97].

فضل الحج

– بين الرسول صل الله عليه وسلم فضل الحج بأن قال أنه من أفضل الأعمال، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: «لكنّ أفضل من الجهاد حج مبرور» [رواه البخاري].
– الحج المبرور جزاؤه يكون الجنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة» [رواه البخاري ومسلم].
– من أفضال الحج على المسلم أنه إن حج ولم يرفث أو يؤذي غيره سيرجع من حجته كما ولدته أمه نظيف من الذنوب والآثام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن حجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» [رواه البخاري ومسلم].
– يعتبر الحجيج وفد الله عز وجل، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم» [أخرجه ابن ماجه].
– الحج يغسل المرء من الذنوب ويبعد عنه الفقر، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلاّ الجنّة» [رواه الترمذي].

قد يهمك:

حكم الحج

– اتفق العلماء فيما بينهم على أن الحج فريضة فرضها الله على المسلمين مرة في العمر إن أمكن بدليل الكتاب والسنة، قال الله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران:97].
* قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» [متفق عليه].
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أيّها النّاس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت: نعم لوجبت ولما استطعتم» [رواه مسلم]. – يحرم الحج بمال حرام.
– يكره الحج لمن يحتاج إليه أبويه لخدمته، أو للشخص المدين لغيره بمال إلاّ بأخذ الإذن.

المراجع

المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3

Exit mobile version