تجربتي مع سورة الأحقاف من التجارب الملهمة حيث تُعد سورة إحدى سور القرآن الكريم التي أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، وهي من سور المثاني حيث يبلغ عدد آياتها خمس وثلاثين آية.
تجربتي مع سورة الأحقاف
يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الأحقاف كانت مع إحدى آياته وهو قوله تعالى “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” فقد كان لي أب شيخ كبير، وقالت لي زوجتي: أنا على وشك ولادة، ووالدك دائماً أمامي، وأشعر بانزعاج وهو أمامي، وبعد كثرة جدال مع زوجتي، قررت أن أتصل بأخواتي وأتشاور في الأمر حتى اتفقنا على أن أذهب بأبي إلى دار العجزة، وأخذنا معنا والدنا، وهو لا يدري أين سيذهب، وقلنا له: سنذهب بك إلى المستشفى؛ كي يرعونك هناك، وفعلاً ذهبنا به لكن إلى دار العجزة، دخل الأب، ولم يأتوا له إلا بعد شهر كامل توالت الأحزان ودمعة العينان، حتى سمعت هذه الآية من سورة الأحقاف، فتأثرت بشدة، وبعدها قررت أن أذهب لأحضر أبي إلى البيت.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الشعراء
أسرار سورة الأحقاف
وردت العديد من الأحاديث التي تدل على اشتمال سورة الأحقاف على الفضائل والأسرار ومن ذلك ما جاء عن أبي بن كعب أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنْ قرأَ الأَحقَاف أُعطِي مِن الأَجرِ بعددِ كلِّ رجُل في الدّنيا عشرَ حسَناتٍ، ومُحِيَ عنهُ عَشرُ سَيئات”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 257 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
قال رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: أعطيتُ سورةَ البقرةِ منَ الذِّكرِ الأولِ، وأعطيتُ طهَ والطواسينَ والحواميمَ منْ ألواحِ موسى، وأعطيتُ فاتحةَ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ منِ تحتِ العرشِ، والمفصلُ نافلةٌ. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) وسورة الأحقاف إحدى سور الحواميم.
جاء عن عبد الله بن مسعود: أقرأَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سورَةَ الأحقافِ ، وأقرأَها رجلًا آخرَ ، فَخالفَني في آيةٍ ، فقُلتُ لَهُ : مَن أقرأَكَها ؟ فقالَ : رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فأتيتُهُ وَهوَ في نَفرٍ ، فقلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، ألم تُقرِئني آيةَ كذا وَكَذا ؟ فقالَ : بلَى ، قالَ : قلتُ : فإنَّ هذا يزعُمُ أنَّكَ أقرأتَها إيَّاهُ كذا وَكَذا ؟ فتغيَّرَ وجهُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ الرَّجلُ الَّذي عندَهُ : ليَقرَأ كلُّ رجلٍ منكُم كَما سَمِعَ ، فإنَّما هلَكَ من كانَ قبلَكُم بالاختِلافِ قالَ : فواللَّهِ ما أدري أرسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمرَهُ بذلِكَ أم هوَ قالَهُ. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 6/39 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
عن عوف بن مالك الأشجعي قال: انطلق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا معه حتَّى دخلنا كنيسةَ اليهودِ يومَ عيدِهم ، فكرِهوا دخولَنا عليهم ، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا معشرَ اليهودِ ، أَرُوني اثنَيْ عشرَ رجلًا منكم ، يشهدون أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ ، يحُطَّ اللهُ عن كلِّ يهوديٍّ تحت أديمِ السَّماءِ الغضبَ الَّذي عليه . فسكتوا فما أجابه منهم أحدٌ ، ثمَّ انصرف فإذا رجلٌ من خلفه فقال : كما أنت يا محمَّدُ ، فأقبل فقال : أيَّ رجلٍ تعلَموني منكم يا معشرَ اليهودِ ؟ قالوا : واللهِ ما نعلَمُ فينا رجلًا كان أعلمَ بكتابِ اللهِ ولا أفقهَ منك ولا من أبيك قبلَك ولا من جدِّك قبل أبيك قال : فإنِّي أشهدُ أنَّه النَّبيُّ الَّذي تجِدون في التَّوراةِ قالوا : كذبتَ ، ثمَّ ردُّوا عليه وقالوا فيه شرًّا ، فأنزل اللهُ : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ}. (( الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : السيوطي | المصدر : لباب النقول، الصفحة أو الرقم: 265 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
عن أبي عبد الله قال في فضل سورة الأحقاف : “من قرأ كلّ ليلة أو كلّ جمعة سورة (الأحقاف) لم يصبه الله بروعة في الحياة الدنيا، وآمنه من فزع يوم القيامة، إن شاء الله تعالى”. (( ثواب الأعمال : ١٤١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٧ : ٤١١ / ٩٧٢١ ))
يقول الإمام برهان الدين البقاعي: مقصد سورة الأحقاف هو إنذار الكافرين بالدلالة على صدق الوعد في قيام الساعة اللازم للعزة والحكمة الكاشف لهما أتم كشف بما وقع الصدق في الوعد به من إهلاك المكذبين بما يضاد حال بلادهم وأنه لا يمنع من شيء من ذلك مانع لأن فاعل ذلك لا شريك له فهو المستحق للإفراد بالعبادة. وعلى ذلك دلت تسميتها بالأحقاف الدالة على هدوء الريح وسكون الجو بما دلت عليه قصة قوم هود عليه الصلاة والسلام من التوحيد وإنذارهم بالعذاب دنيا وأخرى ومن إهلاكهم وعدم إغناء ما عبدوه عنهم ولا يصح تسميتها بهود ولا تسمية هود بالأحقاف لما ذكر من المقصود بكل منهما.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة لقمان