تجربتي مع سورة لقمان من التجارب الملهمة، حيث تُعتبر سورة لقمان من السور العظيمة ذات الآيات المؤثرة، وهي من سور المثاني، وقد نزلت بعد سورة الصافات.
تجربتي مع سورة لقمان
التجربة الأولى :
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة لقمان كانت مع قوله تعالى: “يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ“، وتقول صاحبة التجربة أنها كانت تعاني من الكثير من المشاكل بينها وبين زوجها قادتها إلى اتخاذ قرار الطلاق،
ورغم حزنها الشديد بسبب قرار الطلاق؛ إلا أنها كانت تدعو الله تعالى بحل جميع ما بينهم من خلافات وذلك بتكرار قوله تعالى: “يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ” مع المواظبة على صلاة قيام الليل، وتذكر السيدة أنها وزوجها تراجعا عن قرار الطلاق في آخر لحظة، وعادا لبعضهما مرة أخرى، ليحيا حياة في منتهى السعادة والاستقرار.
التجربة الثانية :
يقول أحد الإخوة أنه كان يعاني من أحد الأمراض ونصحه طبيب سعودي المداومة على قول “يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ“، فهذه من الآيات ذات الأسرار العجيبة والفضائل في شفاء الأمراض المستعصية،
وبالفعل بعدما عمل بهذه النصيحة، وذلك يلتزم بتكرار هذه الآية ليلًا ونهارًا، وجد أن أعراض المرض بدأت تقل تدريجيًا بفضل الله تعالى، ويجب بعد قرائتها الدعاء لله تعالى، وإخلاص النية مع الخشوع وخفض الصوت، إلى جانب عدم تعجل الإجابة مع شكر الله على نعمه، ونية التوبة من أي ذنب.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة النحل
أسرار سورة لقمان
تكثر أسرا سورة لقمان حيث ورد في فضلها العديد من الأحاديث:
عن البراء بن عازب: كنا نصلِّي خلفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم الظُّهرَ فنسمعُ منه الآيةَ بعد الآياتِ من سورةِ لقمانَ والذارياتِ. (( الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : أصل صفة الصلاة، الصفحة أو الرقم: 2/465 | خلاصة حكم المحدث : إسناد رجاله ثقات ))
ومن الأحاديث عن سورة لقمان
ومما يدل على فضل سورة لقمان وآياتها: لمَّا أسلمَ سعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ قالتْ له أمُّهُ وهي حَمنَةُ بنتُ أبي سفيانَ بنِ أميَّةَ بلغَني أنَّكَ قد صَبأتَ فواللهِ لا يظِلُّني سقفُ بيتٍ من الضَّحِّ والرِّيحِ وإنَّ الطَّعامَ والشَّرابَ عليَّ حرامٌ حتَّى تكفُرَ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان أحبُّ ولدِها إليها فأبَى سعدٌ وبقيَتْ ثلاثةَ أيَّامٍ كذلك فجاءَ سعدٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وشكَا إليه فنزلَتْ هذه الآية، فأمرَهُ عليه السَّلامُ أن يترضَّاها ويُداريها بالإحسانِ. (( الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف، الصفحة أو الرقم: 3/40 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
حديث آخر :
عن رجلٍ من بني عامرٍ جاء إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : أَأَلِجُ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ للجاريةِ : اخرُجي فقولي له : قل : السلامُ عليكم ، أأدخلُ ، فإنه لم يُحسِنِ الاستئذانَ،
قال : فسمعتُها قبل أن تخرجَ إلي الجاريةِ ، فقلتُ : السلامُ عليكم ، أأدخلُ ؟ فقال : وعليك ، ادخُل ، قال : فدخلتُ. فقلتُ : بأيِّ شيءٍ جئتَ ؟ فقال : لم آتِكم إلا بخيرٍ أتيتُكم لِتعبُدوا اللهَ وحدَه لا شريك له وتدَعوا عبادةَ اللَّاتِ والعُزَّى وتُصلُّوا في الليلِ والنهارِ خمسَ صلواتٍ وتصومُوا في السَّنةِ شهرًا وتحُجُّوا هذا البيتَ وتأخُذوا من مالِ أغنيائِكم فتردُّوها على فُقرائِكم
قال : فقلتُ له : هل من العلمِ شيءٌ لا تعلمُه ؟ قال : لقد علم الله خيرًا وإنَّ منَ العلمِ ما لا يعلمُه إلا اللهُ خمسٌ لا يعلمهنَّ إلا اللهُ. (( الراوي : رجل من بني عامر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 6/478 | خلاصة حكم المحدث : إسناد صحيح ))
و رُوي أيضاً :
عن أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:”لا يَحِلُّ بَيعُ المغَنِّياتِ ، ولا شراؤهنَّ ، ولا تجارةٌ فيهنَّ ، وثمنُهنَّ حرامٌ، وقال : إنما نزلت هذه الآيةُ في ذلك : ” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ” حتى فرغ من الآيةِ ،
ثم أتبعَها : والذي بعثَني بالحقِّ ما رفع رجلٌ عقيرتَه بالغناءِ ، إلا بعث اللهُ عزَّ وجلَّ عند ذلك شيطانَينِ يرتقِيانِ على عاتقَيه ، ثم لا يزالانِ يضربانِ بأرجلِهما على صدرِه – وأشار إلى صدرِ نفسِه – حتى يكون هو الذي يسكتُ”. (( الراوي: أبي أمامة الباهلي | المحدث: الألباني | المصدر” تحريم آلات الطرب، الصفحة أو الرقم: 68 | خلاصة حكم المحدث: له شواهد ))
يتمثل مقصد سورة لقمان في بيان فضل الكتاب الحكيم الذي جعله الله هدى وشفاء ورحمة للمحسنين الذين عملوا بما فيه من أمر الله ونهيه. فيه الآيات الدالة على أسماء الله تعالى وصفاته، والأمر بعبادته وحده لا شريك له وشكر آلائه، والتحريض على العمل الصالح والتحلي بمكارم الأخلاق، وذم الشرك والنهي عن الضلال وفعل المنكرات، وفيه الوعد والخبر اليقين عن الآخرة وما فيها من حساب دقيق وجزاء عادل.
اقرأ أيضا: فوائد من سورة لقمان