تجربتي مع سورة آل عمران

تجربتي مع سورة آل عمران من التجارب التي تُساهم في شفاء الأحزان وطمأنة النفوس، وتُعتبر سورة آل عمران من أعظم سور القرآن الكريم حيث أنها من السور الطّوال، وهي سورة مدنية أنزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة، وترتيبها في المصحف الشريف السورة الثالثة ويبلغ عدد آياتها 200 آية، وقد اشتملت على ركنين من أركان الدين، وهما: العقيدة والتشريع.

تجربتي مع سورة آل عمران

تجربتي مع سورة آل عمران

تقول إحدى السيدات: كانت تجربتي مع سورة آل عمران غريبة وعظيمة في نفس الوقت، فقد تزوجت من ثلاث سنوات، وبعد الزواج بشهرين حملت بحمد الله، ولكن لم يستمر الحمل سوى ثلاثة أشهر، وبعدها لم يظهر نبض الجنين، لنكتشف أنه مات، وبالفعل اضطررت لإجهاضه، وبعد مرور أكثر من سنة، لم تظهر أي أعراض للحمل، وقمت بعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة، أنا وزوجي، وأخبرنا الطبيب أنه ليس هناك أي مانع من موانع الحمل”.

تتابع السيدة: جربت جميع أنواع الأدوية المنشطة، وذهبت لعدد كبير من الأطباء، ومر الوقت وأنا أفقد الأمل في الإنجاب، وبالفعل بدأ يظهر علي علامات التعب من كثرة التفكير والسهر والبكاء ليلًا، حيث أنني لم أترك وسيلة طبية إلا وقد جربتها بما في ذلك وسائل الطب الشعبي، لكن بلا فائدة، وفي إحدى الليالي، قمت من النوم الساعة الثالثة فجرًا ليلة الجمعة، وكنت أبكي شوقًا للأطفال خصوصًا وأنني كنت حاملًا لأيام، ولكن فرحتي انكسرت، فتوضأت وبدأت في قرأة سورة آل عمران حيث أنها تحتوي قصة أم مريم التي وهبت ما في بطنها لله تعالى، وكانت قراءتي بنية أن يرزقني الله بالذرية الصالحة”.

تُكمل السيدة: “بعد الانتهاء من القراءة، كنت أشعر بإحساس غريب، هذا الإحساس كان مزيجًا من الشعور بالأمل والإصرار، وبين الراحة النفسية بأن الله لن يُخيّب رجائي فيه، وعزمت وقتها أن أُكرر هذا الأمر بشكل يومي، على الأقل إن لم يتحقق أملي بالإنجاب، فيكفي شعوري بالراحة والسكينة، وبعد مرور أكثر من شهر، قلت لن أخسر شيئًا لو قمت بعمل تحاليل، وكنت أقوم بعمل التحاليل كل مدة، ويظهر بالسالب، لكن في هذا اليوم كانت المفاجأة بأن التحليل موجب، وأنني حامل بالفعل، وبعد سنوات من العذاب، شاء الله أن يرزقني المولود الذي طالما تمنيته، بفضل قراءة سورة آل عمران”.

تُعد سورة آل عمران من سور القرآن الكريم التي زخرت بأدوية نافعة لأهل الإيمان يخففون بتدبر بعض آياتها ما قد يعتريهم من الأحزان والغموم، إن هذه السورة الكريمة إذا قرأها الحزين آية آية قراءة متدبرة تحت مِظلة الإيمان فإنها ستجعله يشعر بالسكينة والطمأنينة، وهو يتنقل بين تلك الآيات التي عرضت بعض الأحزان وبينت الأدوية الشافية منها.

جاءت الآيات الكريمة من سورة آل عمران تنهى الفئة المؤمنة عن الضعف، وتنهاهم عن الحزن لما أصابهم، وتكشف بجلاء أن الغلبة والعاقبة لهم ما داموا ثابتين على الإيمان، فقال: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.

بيّن سبحانه وتعالى أن دخول الجنة لن يكون إلا بعد الابتلاء بالمكاره والشدائد، وظهور المجاهدين الصادقين في سبيله، فما أعظم هذه الآيات في إذهاب سحائب الأحزان من آفاق أهل الإيمان، فليذهب حزنك أيها الحزين بعلمك بأن الله أقوى من كل قوي، وأقدر من كل قادر، وأرحم من كل راحم، وأعلم من كل عالم، وأعدل من كل حاكم.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سور القران

خواص سورة آل عمران

سورة آل عمران

أنزل الله تعالى القرآن الكريم وجعل قراءته بركة، وقد وردت في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحاديث صحيحة لفضل قراءة جميع سور القرآن الكريم، كما وردت الأدلة على اختصاص بعض سوره بفضائل عظيمة، ومن صحيح ما ورد في خواص سورة آل عمران:

قراءة سورة آل عمران حُجّة لصاحبها يوم القيامة: عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “يأتي القرآنُ وأهلُه الذين كانوا يعملونَ به في الدنيا ، تَقْدُمُهُ سورةُ البقرةِ وآلُ عِمْرَانَ ، يأتِيَانِ كأنهما غَيَابَتَانِ، وبينهما شَرْقٌ، أو كأنهما غَمَامَتانِ سَوْدَاوَانِ، أو كأنهما ظُلَّتَانِ من طيرٍ صَوَّافَّ يُجَادِلَانِ عن صاحبِهما”. (( الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 805 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للبقرة وآل عمران بأنهما زهراوين: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ. [وفي رواية]: غيرَ أنَّه قالَ: وكَأنَّهُما في كِلَيْهِما، ولَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي”. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 1165 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

وقاية سورة آل عمران وحفظها للإنسان من الشيطان بدليل ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إلَّا والشَّيْطانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صارِخًا مِن مَسِّ الشَّيْطانِ إيَّاهُ، إلَّا مَرْيَمَ وابْنَها، ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: واقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَإنِّي أُعِيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ}”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4548 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

اقرأ أيضا: فوائد من آل عمران

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *