تجربتي مع سورة الناس

تجربتي مع سورة الناس من أعظم التجارب التي يمكن أن يخوضها المسلم، حيث تكثر خواص هذه السورة الكريمة وفضائل قراءتها، فهي آخر سور القرآن الكريم بحسب ترتيب المصحف الشريف، وتُسمى هي وسورة الفلق بالمعوذتين، وهما من أعظم سور القرآن الكريم.

تجربتي مع سورة الناس

تجربتي مع سورة الناس

تقول إحدى الفتيات: تجربتي مع سورة الناس أنني كانت تواجهني بعض المشاكل الصحية التي تتعلق بالتنفس، فكنت أشعر بضيق صدري، وقد أثرت المشاكل الصحية على حالتي النفسية، فأصبحت معتلة المزاج وعصبية طوال الوقت. تحكي الفتاة أنها استشارت أحد المشايخ، فسألها عن علاقتها بربها، ولم تكن ملتزمة بشكل قوي، حيث كانت تفوت الصلاة أحيانا، فطلب منها الشيخ أن تحافظ على الصلاة وتقرأ سورة الناس بشكل يومي، وبالفعل استمرت صاحبة التجربة فترة طويلة على قراءتها وشعرت حينها أنها اصبحت أكثر هدوءًا من ذي قبل، كما أنها انتظمت فى الصلاة، وانتهى ما كان يصيبها من ضيق التنفس، ومن وقتها لم تترك قراءة سورة الناس قبل نومها وأداء الصلوات في مواعيدها.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة البقرة

أسرار سورة الناس

أسباب نزول سورة الناس

هناك العديد من الأسرار التي تختص بها سورة الناس، وقد وردت الكثير من الأدلة في السنة النبوية الصحيحة التي تُشير إلى عظيم فضل هذه السورة ومن ذلك ما جاء عن عبدِ اللهِ بنِ الأَسْلَميِّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضَعَ يَدَه على صَدرِه، ثم قال: قُلْ. قال: فلم أدْرِ ما أقولُ. ثم قال لي: قُلْ. قُلتُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ…}، ثم قال لي: قُلْ. قال: قُلتُ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ…}؛ حتى فرَغتُ، ثم قال لي: قُلْ. قال: قُلتُ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ…}؛ حتى فرَغتُ منها. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هكذا تعَوَّذوا، فما تعَوَّذَ المُتَعَوِّذونَ بمِثلِهنَّ قَطُّ.  [1]

وصف النبي -عليه الصّلاة والسّلام- سورتي الفلق والنَّاس بعد نزولهنَّ عليه بأنَّهنَّ لم يُرَ مثلهن، كما روى عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: “أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) وَ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)”. [2]

كان جبريل -عليه السلام- يقرأ سورة الناس والفلق ويقول للنبي في مرضه: “بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك” حتى انحلّت آخر عقدة ووجد في نفسه خفة بانحلال العقدة الأخيرة من هذا السحر، فقام كأنه نشط من عقال”. [3]

قال النبي صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر: “يا عقبة ألا أعلمك سورًا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها، { قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}”. [4]

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ “قل هو الله أحد” والمعوذتين، ثم مسح ما استطاع من جسده، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثًا”. [5]

ومن الأسرار عن ختام القرآن بهذه السورة المباركة يقول الإمام برهان الدين البقاعي: وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى افتتاح القرآن بعد ختمه كما أشار إليه اتصال المعنى، وسمي ذلك الحال المرتحل، وكأن القارئ ذكر بالأمر بالاستعاذة إرادة افتتاح قرائته، فكأنه قيل: استعذ يا من ختم القرآن العظيم لتفتتحه، وكأنه لما استعاذ بما أمر به في هذه السورة قبل له: ثم ماذا تفعل؟ فقال: أفتتح، أو أنه لما أمر بالاستعاذة قال: ماذا أفعل؟ فقيل: افتتح بسم الله الرحمن الرحيم الذي تجب مراقبته عند خواتم الأمور وفواتحها، لأنه لا يكون أمر إلا به.

وقال الصابوني: وقد ختم الكتاب العزيز بالمعوذتين وبدأ بالفاتحة، ليجمع بين حسن البدء، وحسن الختم، وذلك غاية الحسن والجمال، لأن العبد يستعين بالله ويلتجئ إِليه، من بداية الأمر إِلى نهايته.

قال الإمام جلال الدين السيوطي: قد جاء ‏(‏اقرءوا الزهراوين‏:‏ البقرة وآل عمران‏)‏ فكان افتتاح القرآن بهما نظير اختتامه بسورتي الفلق والناس المشتركتين في التسمية بالمعوذتين.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة الناس

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : عبدالله بن أنيس الأسلمي | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 15/770 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح []
  2. الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 814 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  3. الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2186 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  4. الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2861 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح []
  5. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5017 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *