تفسير سورة العاديات للأطفال

سورة العاديات هي السورة المائة من القرآن، وهي سورة مكية مؤلفة من 11 آية. وعند تفسير سورة العاديات للأطفال نجد أنها تناقش مدى الشر الذي يمكن أن يصبح عليه الإنسان عندما ينكر الآخرة أو يتجاهلها. كما تقدم السورة درسًا لنا في أن نكون شاكرين لله ولا نقع في فخ الشهوات الدنيوية. ويحذرنا الله فيها من أن كل أعمالنا سوف تخضع للحساب يوم القيامة حتى أدق الأسرار التي نخفيها ولن نحاسب على ما هو ظاهر ومرئي فقط.

تفسير سورة العاديات للأطفال

قسم الله بالخيول

تفسير سورة العاديات للأطفال

قد يهمك أيضًا: أسباب نزول سورة العاديات

عند تفسير سورة العاديات للأطفال نجد أن الله يبدأ الآيات بالقسم بالخيول وهم يركضون في طريقهم ويُسمع صوت حوافرهم تدب الأرض دبًا وهم يلهثون. ويصفهم الله بأنهم يخلقون شرارات من النار في الأرض لشدة ركضهم وسرعتهم. كما أن الله سبحانه وتعالى قد اختص بالقسم الخيول الحربية التي تستخدم في الفتح والغزوات. فتكون حوافرها معدنية تصطدم بالصخور وتتسبب في تطاير الشرر وتترك ورائها أثرًا من النيران وهي تتقدم في طريقها بسرعة. كذلك يقسم الله بهذه الخيول التي تغير على الأعداء في الكمائن والفتوحات في الصباح الباكر كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بالغارات في الصباح الباكر، وكان ينتظر ليرى ما إذا كان سيسمع الآذان من الناس في المكان الذي يغير عليه؛ فإذا سمعه تركهم وشأنهم، أما إذا لم يسمعهم فإنه يهاجم. بعد ذلك يقسم الله بالخيول وهي تثير الغبار في الأرض أسفل منها وهي تهاجم الأعداء وتخترق صفوفهم وتتوسط جموعهم.

جحود الإنسان وإنكاره فضل الله

في الآيات الخمس الأولى؛ استحوذ الله سبحانه وتعالى على انتباه المستمعين ليقسم لهم بما سيحدث بعد ذلك. وهو أن الإنسان سوف يكون جاحد لفضل ربه ونعمه عليه. كما أنه سوف يرفض الاعتراف بهذه الأفضال والنعم من الله عليه. وقد أقسم الله بالخيول في بداية الآيات ليرينا أن هذه الخيول ستكون أول من يتأذى في المعركة، ومع ذلك فإنها تظل موالية لسيدها من خلال الثبات في المعركة دون الهروب وحتى الموت. لذلك فإن حتى الحيوانات تكون ممتنة لسيدها، ومع ذلك فإن الإنسان لا يشكر سيده ولا يعترف بفضله عليه. وهنا علينا أن نوضح لأبنائنا عند تفسير سورة العاديات للأطفال أن الله قد أعطى الإنسان قدرة وفكرًا ونعمًا هائلة. كما أن كل ما خلقه على الأرض كان بهدف أن يستفيد الإنسان منه، فكل ما يتوقعه الله سبحانه وتعالى منا هو أن نظل شاكرين له ونخضع لأوامره. ولكن رغم كل ذلك فإن الإنسان ينكر فضل الله ويعصي أوامره.

قد يهمك أيضًا: سبب تسمية سورة العاديات

إقرار الإنسان بجحوده لفضل الله يوم القيامة .. شرح و تفسير سورة العاديات للأطفال

يحدثنا الله جلَّ شانه في الآيات عن أن الإنسان سيكون شاهدًا على نفسه يوم القيامة بأنه أنكر فضل الله وكان جاحدًا بنعمه. وهذا يعني أنه حتى لو أنكر الإنسان عدم امتنانه لله في الدنيا؛ فإن جسده سيشهد عليه يوم القيامة ولن يتمكن من الهروب من الحقيقة. كما يؤكد لنا الله أن الإنسان يحب المال حبًا شديدًا لدرجة الطمع في المزيد ويمكنه فعل أي شيء للحصول على المال، والبخل في الإنفاق مما لديه بالفعل. وهي مأساة حقيقية بالفعل ومحزنة أن الناس على مر التاريخ يقتلون بعضهم البعض لكسب الثروة والمزيد من الموارد في كل شيء. لذلك فإن الله سبحانه وتعالى يشجعنا على الزهد في الأمور الدنيوية والتفكير في الآخرة والعمل لها. فيخبرنا ما سيكون عليه وضعنا بعد الدنيا وما هي الفظائع التي سنواجهها يوم القيامة.

قد يهمك أيضًا: مقاصد سورة العاديات

تهديد و وعيد الإنسان الجاحد بالآخرة

قد يهمك أيضًا: فوائد من سورة العاديات

يحدثنا الله سبحانه وتعالى عن أحداث يوم القيامة حين يبعث كل الموتى الذين في القبور ويعودوا إلى الحياة مرى أخرى. لذلك يوجه الله السؤال للإنسان فيقول ألا يعلم ما ينتظره عندما يخرج كل من في القبور. كما سينكشف كل ما في نفوس البشر ويظهر أمام الله والجميع. حتى أسرار القلوب الخفية فإنها ستكشف يوم القيامة. وهذا يعني أن جميع نوايانا وأهدافنا وفكارنا ودوافعنا سوف تكشف ونحاسب عليها أمام الله. على عكس الدنيا التي كان يقتصر الحكم فيها على الظاهر والسطحي وما يفعله الإنسان عمليًا فقط. أما يوم القيامة فإن الأسرار المخبأة في قلوب الناس ستعرض جميعًا. وهنا يحذرنا الله من أننا قد نفلت من العدالة في الدنيا، ولكن في الآخرة عندما نقف في محكمته سنكون مسؤولين أمامه عن كل فعل صغير أو كبير. كذلك سنحاكم على أفكارنا ودوافعنا. ويختتم الله الآيات بأنه على دراية وعلم بكل شيء حتى ما تخفيه نفوسنا، ويعلم نوايانا.

المراجع

Exit mobile version