مقاصد سورة العاديات

تقع سورة العاديات في الجزء الثلاثين في ترتيب المصحف الشريف فهي تُعتبر من قصار السور إذ يبلغ عدد آياتها أحد عشر آيةً كريمة، وهي السورة رقم مئة من سور القرآن الكريم، وتعظم مقاصد سورة العاديات حيث تصف الخيل وتُبيّن مشهدها في المعركة، ثم توضيح جحود النفس البشرية، حتى تصل السورة في ختامها إلى مشهد خروج الموتى من القبور وظهور الأسرار.

مقاصد سورة العاديات

مقاصد سورة العاديات

تتمثل مقاصد سورة العاديات الإجمالية في التهديد والوعيد للناس بإيثارهم الدنيا وإهمالهم الاستعداد للآخرة؛ وأن ربهم بهم لخبير سيخرج ما في صدورهم ويحاسبهم على النعم التي أنعمها عليهم، فأعرضوا وكفروا به، وانشغلوا عن دينه بحب المال.

تتسم سورة العاديات بتعدد مقاصدها المُقسمة على ثلاثة موضوعات اشتملت عليها السورة: الأول يقسم فيه تعالى بمخلوق عظيم المنفعة وهو الخيل ويذكر من صفاتها، على أن الإنسان كنود، ثم يبين صفات الإنسان المهلكة، ثم تهديد ووعيد بأن الله خبير به وسيحاسبه على كفره وجحوده.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الخيل

لطائف سورة العاديات

سورة العاديات من السور التي ابتدأها الله تعالى بالقسم، فقد تكرر في القرآن الكريم قسم الله تعالى بأشياء قد خلقها، بإشارةٍ منه إلى عظيم شأنها وعظيم شأن ما يُقسم لأجله.

وعند دراسة بعض ما ورد في سورة العاديات من لطائف يتبيّنّ أنّ الله تعالى لم يقسم هذه المرّة بشيٍ واحدٍ فحسب، بل أقسم بمشهدٍ متكاملٍ وصوّر بقسمه هذا أحداثًا واقعةً حيث قال: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} فقد أقسم بالخيل التي تعدو بسرعةٍ بحيث يمكن سماع صوت أنفاسها، ثم أقسم بحركتها وقوّتها وإغارتها في المعارك وذلك بأن ذكر فاء العطف التي أتت بمحلّ عطفٍ على القسم، ثم أقسم بما تقوم به تلك الخيول أثناء المعارك، وكان هذا القسم العظيم إشارةً من الله تعالى إلى عِظم ما يليه.

ويأتي التساؤل أثناء البحث فيما ورد من تأملات في سورة العاديات عن هذا الشيء الذي يقسم الله تعالى بهذا القسم العظيم لأجله، لتأتي الإجابة في قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}، حيث يقسم الله تعالى بأنّ الإنسان في طبيعة جنسه إذا لم يُوفق للهداية فهو كفورٌ بنعمة الله وجاحدٌ لها بل وإنّه شهيدٌ على ذلك ومتيقنٌ به، فهو كثير السخط واللوم يذكر المصائب وينسى النعم، كما أنّه شديد الحبّ للمال وحريصٌ على جمعه والاحتفاظ به.

جاء هذا القسم العظيم لينبّه المسلمين إلى هذا الأمر ذو الأهمية الكبيرة، فكلّ بني البشر تحدّثهم أنفسهم بحبّ المال والبخل في إنفاقه والجحود بالنعمة إلّا من كان منهم مؤمنًا حق الإيمان.

اقرأ أيضا: تفسير سورة العاديات للاطفال

مناسبة سورة العاديات لما قبلها

تتناسب سورة العاديات مع سورة الزلزلة حيث أقسم سبحانه على حال الإنسان بما هو فقال: {إن الإنسان لربه لكنود} أي لكفور، يبخل بما لديه من المال كأنه لا يجازى ولا يحاسب على قليل ذلك وكثيره من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وكأنه ما سمع بقوله تعالى في سورة الزلزلة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}.

لذلك تصف سورة العاديات حال الإنسان بـ {وإنه لحب الخير لشديد * وإنه على ذلك لشهيد} فإن الله على ذلك لمطلع فلا نظر في أمره وعاقبة مآله {إذا بعثر ما في القبور * وحصّل ما في الصدور}، أي ميز ما فيها من الخير والشر ليقع الجزاء عليه {إن ربهم بهم يومئذ لخبير}، لا يخفى عليه شيء من أمرهم، وهو متناسب مع قوله في سورة الزلزلة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة العاديات

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version